المانيا تطالب بتوحد اوروبا ضد ازمة اللاجئين

الحدث الاثنين ٢٩/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٣٠ م
المانيا تطالب بتوحد اوروبا ضد ازمة اللاجئين

برلين – عواصم – ش – وكالات

قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير لصحيفة تا نيا اليونانية في مقابلة امس الاثنين إنه على دول الاتحاد الأوروبي أن تعمل معا في مواجهة أزمة اللاجئين التي تزعج التكتل الأوروبي بدلا من أن تلقي اللوم على بعضها البعض.
وحدثت انقسامات بين دول الاتحاد وسار كل في اتجاه في الأسابيع القليلة الماضية أثناء الجدل الدائر بينها بشأن وصول مئات الآلاف من اللاجئين الفارين من الحروب في الشرق الأوسط وغيره.
وقال شتاينماير "يجب أن نقاتل من أجل أوروبا يجب أن نكف عن إلقاء اللوم على بعضنا البعض. بل على العكس علينا أن نوحد القوى ونعمل معا من أجل حل أوروبي لأزمة اللاجئين. هذا هو السبيل الوحيد لتخرج أوروبا أقوى من هذه الأزمة."
وتعتبر جزر اليونان البوابة الأولى للوافدين إلى أوروبا وتحتشد بها أعداد كبيرة من اللاجئين والمهاجرين بعد أن أغلقت دول البلقان حدودها.
واستضافت النمسا الأسبوع الماضي قمة لدول البلقان بشأن تنظيم تدفق اللاجئين ولم توجه دعوة لليونان لحضور القمة.
ودفع هذا اليونان إلى استدعاء سفيرها لدى النمسا تعبيرا عن غضبها من إغلاق الحدود وهددت بتعطيل عملية اتخاذ القرار في الاتحاد الأوروبي ما لم يتوصل التكتل إلى تحرك ملموس للتعامل مع أزمة اللاجئين.
وقال وزير الخارجية الألماني إن التحركات المنفردة لدول الاتحاد لن تؤدي إلى حل مستدام للمشكلة وإن هناك حاجة إلى مسار مشترك.
وقال شتاينماير للصحفية "لن يستفيد أحد حين تلقي دولة في الاتحاد اللوم على الأخرى. بهذه الطريقة لن نتحرك قدما خطوة واحدة في إدارة أزمة اللاجئين. الانقسامات التي تتشكل الآن يجب رأبها من جديد بجهد شاق."
وبعد محادثات جرت الأسبوع الماضي في بروكسل حدد سفراء دول حلف شمال الأطلسي سبل التعاون بين السفن التي أرسلت إلى بحر إيجه في بداية فبراير شباط مع حرس السواحل التركي واليوناني ووكالة مراقبة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي (فرونتكس) لإنقاذ اللاجئين في البحر وإعادتهم إلى تركيا.
وقال شتاينماير إنه من الضروري أن تفي تركيا بالتزاماتها وتتعامل بحسم مع المهربين لتقليص أعداد المهاجرين الذين يتدفقون من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

أوروبا متحدة
في السياق ذاته ومن جانبها دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل شركاءها الأوروبيين إلى إيجاد حل مشترك لأزمة اللاجئين.
وقالت ميركل في مقابلة تلفزيونية مع شبكة "إيه.أر.دي" إنها تبذل كل ما في وسعها لتجد حلا أوروبيا ولمعالجة اسباب الهجرة، وخصوصا في سورية.
وقالت ميركل انه لا يوجد لديها "خطة بديلة" من أجل حل وطني لأزمة اللاجئين في حال فشلت أوروبا في التوصل الى اتفاق مع تركيا للحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
وقالت المستشارة الألمانية إنها "متفائلة للغاية أن المسار الأوروبي سيكون ناجحا"، مؤكدة أن الوقت لم يحن للتفكير في بدائل مثل إغلاق الحدود الوطنية.
وأكدت ميركل أن الحفاظ على أوروبا موحدة وإظهار الإنسانية من أهم أولوياتها، وحثت الألمان على التحلي بالصبر. وتابعت "هذه مرحلة مهمة للغاية في تاريخنا".
ومن المقرر أن تعقد قمة خاصة بالهجرة في السابع من مارس بين الاتحاد الأوروبي وتركيا - المحطة الأخيرة لكثير من المهاجرين قبل وصولهم إلى أوروبا. وتتوقع الكتلة المكونة من 28 دولة خطوات من أنقرة للحد من تدفق المهاجرين.
وتكافح أوروبا للتعامل مع موجة الهجرة التي جلبت أكثر من مليون شخص إلى القارة في عام .2015 وعدد كبير منهم من طالبي اللجوء الفارين من الحرب في سورية، إلا أن المهاجرين لأسباب اقتصادية انضموا أيضا إلي صفوفهم.
و أعلنت المستشارة الالمانية انه لا يمكن للاتحاد الاوروبي ان يترك اليونان "تغرق في الفوضى" في مواجهة موجة الهجرة، في وقت علق الاف المهاجرين على الاراضي اليونانية اثر اغلاق دول البلقان حدودها.
وقالت ميركل هل يمكن أن تعتقدوا فعلا ان دول منطقة اليورو كافحت حتى النهاية من اجل ان تبقى اليونان في منطقة اليورو (...) حتى نترك في النهاية اليونان تغرق بعد سنة في الفوضى؟"
وتابعت بحدة غير معهودة "ان واجبي هو ان تجد اوروبا طريقا معا".
وقالت "اعتبر انه لا يمكن ان نتحرك بشكل نتخلى فيه عن اليونان. لذلك سنناقش الاثنين المقبل (في 7 مارس موعد قمة الاتحاد الاوروبي) كيفية اعادة ترميم نظام شنغن خطوة بخطوة مع اليونان" مشيرة الى انها على اتصال بصورة منتظمة مع رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس.

حدود مفتوحة
وأوضحت ميركل دوافعها لإبقاء حدود ألمانيا مفتوحة دون فرض حدود على عدد اللاجئين وهو هدف يختلف علانية معها فيه كثيرون في بلدها وحكومتها الائتلافية.
وتراجعت شعبية ميركل بسبب أسلوب معالجتها لقضية المهاجرين. وأبدت أغلبية من شملهم استطلاع للرأي أجرته شبكة (ايه.أر.دي ) في وقت سابق من فبراير شباط استياءهم منها.
واجتذبت ألمانيا 1.1 مليون من الساعين للجوء العام الماضي مما أدى إلى دعوات من شتى الأطياف السياسية لتغيير أسلوب تعاملها مع اللاجئين القادمين إلى أوروبا فرارا من الحرب والفقر في سوريا وأفغانستان ومناطق أخرى.
وتواجه ميركل الآن ما وصفته يوم الأحد بأنه أكبر تحد لها منذ توليها السلطة قبل عشر سنوات .
وتناضل ميركل لوضع خطة تشمل أوروبا كلها للتعامل مع المهاجرين. وتعلق ميركل آمالها على محادثات تُجرى بين زعماء الاتحاد الأوروبي وتركيا في السابع من مارس آذار واجتماع قمة بشأن الهجرة يومي 18 و19 مارس آذار.
وبعد محاولات كثيرة فاشلة يبدو هذان الاجتماعان وكأنهما الفرصة الأخيرة للاتفاق على رد مشترك قبل أن يشجع دفء الجو مزيدا من اللاجئين على الوصول عبر البحر المتوسط.
ولكن ميركل قالت إنها ستقاتل من أجل التوصل لحل أوروبي حتى إذا لم يحقق اجتماع السابع من مارس آذار ذلك.

سياسة مضللة
على جانب اخر أدان رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إخفاق الاتحاد الأوروبي في علاج أزمة المهاجرين وتعهد بمقاومة الضغوط التي تهدف إلى جعله يقبل عددا أكبر من المهاجرين قائلا إنهم سيجلبون معهم الجريمة والإرهاب ومشكلات أخرى.
ويشتهر أوربان منذ فترة طويلة بتصريحاته اليمينية النارية ولكنه استخدم في خطابه السنوي عن حالة البلاد لهجة صارمة بشكل خاص تجاه اللاجئين والاتحاد الأوروبي بسبب محاولته فرض حصص من المهاجرين على الدول الأعضاء.
وقال "لا يمكن أن نسمح بأن تُفرض علينا النتائج السيئة لسياستهم المضللة الخاصة بالهجرة. لا نريد استيراد جريمة أو إرهاب أو رهاب من المثلية أو معاداة للسامية إلى المجر."
وأضاف إن نظام الحصص قد يؤدي إلى تفكك الاتحاد الأوروبي .
وكان أوربان قد تعرض لانتقادات على نطاق واسع لبنائه سياجا من الأسلاك الشائكة على طول حدود المجر الجنوبية لإبعاد المهاجرين .
وأشار أوربان إلى تزايد التوترات الاجتماعية في أوروبا بما في ذلك الهجمات على مراكز اللاجئين والتحرشات الجماعية الجنسية المزعومة من قبل المهاجرين في كولونيا ومدن ألمانية أخرى في احتفالات السنة الجديدة.
وقال "لن تكون هناك مناطق ينعدم فيها القانون في المدن المجرية. ولن تكون هناك أعمال شغب ولا مخيمات لاجئين تُشعل فيها النار ولن تكون هناك عصابات تطارد زوجاتنا وبناتنا."
وغالبا ما وصف أوربان(52 عاما) موقفه من أزمة اللاجئين بأنه دفاع عن الثقافة والتراث المسيحيين لأوروبا في مواجهة تيار المهاجرين الذين يغلب عليهم المسلمون.
وقال "يمكن وقف موجة الهجرة.
"أوروبا مجتمع يعيش فيه نصف مليار نسمة أي أكثر من روسيا والولايات المتحدة معا. أوروبا تملك التكنولوجيا والقوة الاستراتيجية والاقتصادية للدفاع عن نفسها."
وأضاف أنه لا يلوم المهاجرين لقيامهم فقط"بما يرون أنه الأفضل بالنسبة لهم" من خلال القدوم إلى أوروبا ولكنه يلوم الزعماء الأوروبيين لتقاعسهم عن وضع سياسات متماسكة لوقف هذا التيار.

محادثات في الرباط
واجري وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير امس الاثنين محادثات مع مسؤولين في الحكومة المغربية بالعاصمة الرباط حول استعادة اللاجئين المرفوض طلبات لجوئهم في ألمانيا.
والمغرب هي المحطة الأولى في جولة يقوم بها دي ميزير بالمغرب العربي لمدة ثلاثة أيام، حيث يتوجه بعد ذلك إلى الجزائر وتونس.
ودارت المحادثات أيضا حول استخدام محتمل للمقاييس الحيوية في التوثق من الأشخاص، حيث قال دي ميزير في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "سجلات البيانات المعتمدة على المقاييس الحيوية في دول المغرب لا تزال في طور الإنشاء جزئيا. يمكننا تصور تقديم دعم في هذا المجال".
وكثيرا ما تفشل حاليا عمليات إعادة اللاجئين المرفوضين إلى موطنهم في المغرب العربي. وبالرغم من إبرام ألمانيا مع المغرب والجزائر اتفاقية لإعادة اللاجئين، توجد الكثير من المشكلات في التطبيق العملي للاتفاقية، وذلك عندما تعلق الأمر على سبيل المثال بالتشكك في جنسية اللاجئين غير الحاملين لوثائق سفر.
ومنذ مطلع فبراير الجاري يعطي المكتب الاتحادي للهجرة وشؤون اللاجئين الأولوية للبت في طلبات لجوء الأفراد المنحدرين من شمال أفريقيا، وذلك على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها نساء في مدينة كولونيا الألمانية ليلة رأس السنة. وينحدر الكثير من المشتبه في تورطهم في هذه الاعتداءات من شمال أفريقيا.
تجدر الإشارة إلى أن فرص قبول طلبات اللجوء من اللاجئين المنحدرين من دول المغرب العربي في ألمانيا قليلة للغاية، حيث تتراوح نسبة الاعتراف باللاجئين المنحدرين من المغرب والجزائر وتونس حاليا بين 2ر0%و 7ر3%.
وتعتزم الحكومة الألمانية إعلان المغرب والجزائر وتونس "دول منشأ آمنة"، وذلك للإسراع فى رفض طلبات اللجوء غير مستوفاة المبررات اللازمة، وترحيل اللاجئين المرفوضين بصورة أسرع.