سوريا.. اتهامات متبادلة بخرق الهدنة

الحدث الاثنين ٢٩/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٢٧ م
سوريا.. اتهامات متبادلة بخرق الهدنة

عواصم – ش – وكالات

دخلت الهدنة في سوريا يومها الثالث أمس الاثنين، ورغم تعهد الأطراف المعنية بوقف الأعمال العدائية، إلا أنها استمرت في تراشق الاتهامات فيما بينها بارتكاب خروقات، مؤكدة في الوقت ذاته الاستمرار باحترام الاتفاق الأمريكي الروسي المدعوم من الأمم المتحدة.
المناطق الرئيسية المشمولة بالاتفاق شهدت منذ دخوله حيز التنفيذ، حركة نشيطة في الصباح بعد ليلة هادئة خلت من القصف والمعارك، فيما تعرضت بلدات في شمال سوريا، تحت سيطرة الفصائل المقاتلة لغارات جوية أمس الأول، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون محليون.
رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف السورية الجنرال سيرجي كورالينكو صرح من مقره في مطار حميميم غرب سوريا أنه "خلال الساعات الـ24 الفائتة تم تسجيل تسعة خروقات لوقف الأعمال العدائية"، بحسب ما نقلت عنه وكالات أنباء روسية. وقال "إلا إن وقف إطلاق النار لا يزال مطبقا في سوريا بشكل عام".
من جانبه وجه المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أشار فيها إلى 24 خرقا من قبل المدفعية في 26 منطقة ما تسبب بمقتل 29 شخصا متهما "الروس والإيرانيين والنظام السوري والمليشيات الأجنبية ومجموعات المرتزقة الحليفة لهم" بارتكاب "أعمال عدائية رغم دخول الهدنة حيز التنفيذ".
وفي السياق؛ تطرقت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية غلى اتفاق الهدنة في سوريا الذي بدأ يسري مفعوله منذ يوم السبت 27 فبراير الجاري مشيرة الى ان قوات المعارضة والقوات التركية خرقت هذا الاتفاق.
ورأت الصحيفة أن روسيا والولايات المتحدة تحاولان المضي قدما في عملية التسوية السلمية عن طريق كسب فصائل جديدة من المعارضة المعتدلة إليها. وقد أعلن المكتب الإعلامي للخارجية الروسية ان وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري ناقشا خلال اتصال هاتفي سبل تنفيذ شروط اتفاقية وقف اطلاق النار وتعميق التنسيق بين موسكو وواشنطن في المجال العسكري. كما تطرقا خلال الاتصال الى مستقبل الحوار السوري والتسوية السلمية للنزاع في هذا البلد بدعم من المجموعة الدولية لدعم سوريا، بعد ان وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على مشروع القرار الذي قدمته روسيا والولايات المتحدة بهذا الشأن.
وأشارت "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى أنه وبعد قصف الأراضي السورية من قبل تركيا، الجنرال سيرجي كورالينكو من الجانب الأمريكي توضيح سبب قصف الأراضي السورية من جانب تركيا العضو في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. فلم يرد الجانب الأمريكي على هذا الطلب بوضوح، ويبدو ان الجنرال الروسي لن يستلم توضيحا كاملا بشأن ذلك. فأنقرة اتهمت واشنطن بدعم الأكراد الذين يسعون الى الانفصال. كما حصلت انتهاكات أخرى لاتفاق وقف اطلاق النار في بعض المناطق الأخرى من سوريا في محافظات دمشق واللاذقية وحلب والرقة، رافقها نداء لقائد "جبهة النصرة" ابو محمد الجولاني نشرته شبكات التواصل الاجتماعي العربية بشأن الاستمرار في القتال ضد نظام بشار الأسد وحلفائه حتى النصر النهائي.
وحسب معطيات وسائل الإعلام السورية، لقى حتفه خلال اليومين الأولين للهدنة ما لا يقل عن 50 عسكريا من القوات السورية ومثلهم من المدنيين، وتقدر خسائر المعارضة بأكثر من 150 قتيلا.
وعلى صعيد آخر؛ أعلنت هيئة التنسيق السورية المعارضة من الداخل تأييدها لاتفاق "وقف العمليات القتالية العدائية" في سوريا، وأعربت عن أملها في أن يتحول إلى "وقف إطلاق نار شامل ودائم يهيئ الظروف للبدء بعملية سياسية وفق المرجعيات الدولية المعتمدة".
ودعت الهيئة المعارضة من الداخل السوري إلى " التركيز على بدء المفاوضات المقبلة على الدستور الجديد، لا على هيئة الحكم الانتقالية لان الدستور يضمن الانتقال إلى نظام سياسي ديمقراطي".
و نقلت صحيفة " الوطن" السورية يوم أمس الاثنين عن هيئة التنسيق قولها :"لقد دخل السبت في 2016/2/27 وقف العمليات العدائية في سوريا (حيّزالتنفيذ) الذي تم التفاهم بشأنه بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية، وتم تعزيزه بقرار من مجلس الأمن صدر بإجماع أعضائه".
وأضافت الهيئة التي هي شريكة مع طيف من معارضة الخارج أن"الهيئة التي رفضت العنف مرارا (كحل للوضع في سوريا) تدرك مدى أهمية وقف القتال في سورية بالنسبة لجميع السوريين، ولذلك فهي تعلن تأييدها الكامل للهدنة المعلنة وتأمل أن تتحول إلى وقف إطلاق نار شامل ودائم يهيئ الظروف للبدء بعملية سياسية وفق المرجعيات الدولية المعتمدة، وخصوصاً بيان جنيف1، وبياني فيينا، وبيان ميونخ، وقرار مجلس الأمن 2254، بما ينهي هذه المأساة غير المسبوقة في التاريخ، ويحقق للشعب السوري مطالبه العادلة في الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية".

*-*
تقارير: 26 ألف سوري عالقون على الحدود مع الأردن

عمان – ش – وكالات
أفادت تقارير إخبارية أردنية بأن أعداد السوريين العالقين بين الحدود الأردنية السورية منذ عدة أسابيع ارتفع إلى نحو 26 ألف شخص. ونقلت صحيفة "الغد" الأردنية يوم أمس الاثنين على موقعها الإلكتروني عن ممثل مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في الأردن أندرو هاربر القول إن المفوضية تعمل حاليا على تسجيل هؤلاء اللاجئين، وتسعى لتحديد الأعداد الصحيحة لهم، فضلا عن مواصلة تقديم الإغاثة لهم.
ولم يستغرب هاربر تزايد أعداد اللاجئين السوريين المتواجدين في المنطقة الحدودية مع الأردن، في ظل الأوضاع في سورية حاليا. تجدر الإشارة إلى أن الأردن أكد مرارا أن حدوده مع سورية مفتوحة للاجئين السوريين، مع مراعاة "اعتبارات أمنية مشروعة". ويعود أغلب اللاجئين العالقين بالمنطقة الحدودية إلى مناطق في شمال وشرق سورية، والتي تسيطر عليها تنظيمات وفصائل "إرهابية"، على رأسها تنظيم "داعش"، ما يدفع إلى المزيد من التدقيق الأمني لهؤلاء اللاجئين.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن المفوضية تراقب عن كثب الوضع في سوريا و"تأمل بأن يستمر وقف إطلاق النار، وأن يعود اللاجئون المتواجدون على الحدود لبيوتهم، لأن هذا أفضل حل". وحول ما إذا كان الوقف يعني مزيدا من اللاجئين أم العكس، قال هاربر إن "وقف إطلاق النار يعني تحرك مزيد من الناس داخل سوريا، ربما كانوا محاصرين، واستغلوا وقف إطلاق النار ليتحركوا، وقد يبقون في سوريا، أو يحاولون اللجوء".