"بوكو حرام" تصل إلى ليبيا

الحدث الاثنين ٢٩/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٢٦ م
"بوكو حرام" تصل إلى ليبيا

عواصم – ش – وكالات

يحذر الباحث التشادي في القانون بجامعة نجامينا طلحة داود من إشكالية وصول خيوط الارتباط بين تنظيم بوكو حرام الإرهابي في نيجيريا وتنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، وذلك بعد رصد أجهزة الجيش التشادي عددا من القيادات الوسطى لبوكو حرام تمر عبر تشاد نحو الحدود الجنوبية لليبيا شمالا.
ويؤكد الباحث طلحة داود في حوار له مع موقع بوابة الحركات الإسلامية أن تنظيم داعش في ليبيا يمثل الهيئة العليا القيادية لجماعة بوكو حرام المتشددة في نيجيريا، مستدركا أنه "إلى حدود هذه اللحظة لم توجد معارك مسلحة خاضها التنظيمان جنبا إلى جنب، لكن التنسيق بين الطرفين على قدم وساق منذ أشهر".
ويقول الباحث في الجامعة التشادية طلحة داود إن "جماعة بوكو حرام والجماعات المتشددة تتواجد بصورة أكبر في الجزء الغربي لجمهورية تشاد، ويرجع ذلك لسببين، أولهما أن نيجيريا هي الجارة الملاصقة لنا بالاتجاه الغربي، وهي صاحبة النصيب الأكبر في وجود هذه الجماعات، وثانيا التداخل القبلي العميق في هذه المنطقة".
ويؤكد داود أن تلك الجماعات الإرهابية تستغل الحالة الاجتماعية والاقتصادية الهشة التي تميز المنطقة، وقد عملت عناصر من بوكو حرام مدعومة من داعش في ليبيا على استمالة تلك القبائل بتقديم أموال ومساعدات عينية متأتية من قطع الطرق وسرقة القوافل البرية التجارية بين تشاد ونيجيريا وأيضا من أموال التهريب.
وبذلك تمكنت تلك الجماعات من إيجاد أطر اجتماعية تتميز بالبدائية توفر لها مناخ العيش والتطور بسهولة. إذ تشير التقارير إلى أن بوكو حرام توزع تلك المسروقات على أنها "زكاة" لسكان تلك القبائل، مقابل أن ينضم عدد من الشباب إلى المقاتلين وأن يوفروا المعبر نحو مناطق أكثر قربا من ليبيا.
وتخشى الأجهزة الأمنية والعسكرية في كل من تشاد ونيجيريا من خطر تمكن بوكو حرام من إقامة خطوط إمداد لها نحو جنوب ليبيا عبر المنطقة الغربية من تشاد، فإذا ما أقيمت تلك الطريق، فإن بوكو حرام ستحصل على مساحة أكبر لممارسة نشاطها والتسلح والهروب، كما سيتمكن تنظيم داعش من إيجاد مرتكز خلفي له يمثل ملجأ عند الهروب من حرب برية أو جوية تقوم ضده في معاقله الليبية.
وأشار الباحث في الجامعة التشادية طلحة داود إلى أن العناصر الإرهابية التابعة لبوكو حرام بدأت فعلا منذ فترة في محاولات شل الاقتصاد التشادي وسد منافذ مبادلاته مع الجارة نيجيريا، وهذا ما يتطلب تدخلا واسعا على أكثر من نطاق.
وعلى صعيد متصل؛ نشرت صحيفة التايمز اللندنية تصريحات لمسؤولين أمنيين ليبيين تفيد أن تنظيم "داعش" قام للمرة الأولى بتجنيد النساء واستخدامهن في عملياته أخيراً، ولاسيما لتنفيذ هجمات انتحارية غرب ليبيا.
ونقلت الصحيفة عن رئيس المجلس العسكري لمدينة صبراتة، طاهر الغرابلي، قوله إن السلطات اعتقلت سبع نساء من التنظيم، وتمكنت من قتل ثلاث أخريات خلال الأسبوع الماضي في المدينة.
وكشف الغرابلي عن أن امرأة من "داعش" حاولت تفجير نفسها بواسطة حزام ناسف، وهذه هي المرة الأولى التي يتم التأكد فيها من استخدام التنظيم لنساء في عملياته القتالية. فيما يعمد عادة في سوريا والعراق إلى إيكال مهام غير قتالية للنساء والفتيات في صفوفه. ووفقاً لمحافظ صبراتة حسين ثوادي، فإن النساء في "داعش" ليبيا غالباً ما تقمن بالإعداد اللوجستي للمعارك، إلا أنهن يشاركن في القتال كذلك.
وعلى مستوى دول جوار ليبيا؛ تصدت دورية عسكرية بالمنطقة العازلة في بن قردان يوم أمس الإثنين لخمس سيارات دخلت الأراضي التونسية قادمة من ليبيا. وبحسب بيان لوزارة الدفاع التونسية – نقلته وكالة الأنباء التونسية (وات)- فقد اضطرت الدورية العسكرية إلى إطلاق النار على عجلات السيارة الأولى وإيقافها في حين عادت باقي السيارات إلى ليبيا. وقد أصيب سائق السيارة الأولى برصاصة في مستوى الكتف ولكنه فارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى.
وأوضحت وزارة الدفاع أنه بتفتيش السيارة تبين أنها كانت محملة بسجائر بغرض التهريب. وأكد البيان أن الخمس سيارات لم تمتثل للطلاقات التحذيرية التي اطلقتها الدورية في الهواء في البداية، مشددة على ضرورة الامتثال لتعليمات دوريات الجيش داخل المنطقة العسكرية العازلة وذلك حفاظا على سلامة الأفراد.
ومن تونس إلى الجزائر؛ ذكر موقع "المحور" المحلي الاخباري في الجزائري يوم أمس الاثنين دعّم الشريط الحدودي الشرقي المتاخم لنقاط التماس مع دولة ليبيا بقوات إضافية من الوحدات الخاصة، من أجل الرفع من درجة تشديد الخناق المضروب على المحاور الجنوبية لغلق جميع منافذ التسلل للتراب الوطني، سواء من الجماعات الإرهابية الموالية لداعش أو شبكات المهرّبين.