سالم الحبسي
لماذا لم يفز العرب في انتخابات رئاسة الفيفا التي جرت الجمعة بمدينة زيورخ السويسرية؟.. وهل كان بالإمكان أن يفوز العرب بهذا المنصب الذي يعتبر أعلى منصب كروي في العالم؟.. أم أن الحكاية كانت عبارة عن أضغاث أحلام كبرت عند العرب وتدحرجت كرة الحلم حتى أصبحت كبيرة لحد أننا لم نعرف كيف نسيطر عليها..؟!
رقميا ومنطقيا كان يمكن أن يتحقق الانتصار للعرب في رئاسة الفيفا ولكن بشروط وأفعال خاصة، فحظوظ الشيخ سلمان بن إبراهيم «البحريني الخليجي» كانت كبيرة بتكتل «آسيوي وافريقي» لذلك كان الأقرب بكثير من الأمير علي بن الحسين الذي جمع الأصوات مِن كل القارات وكان واضحا في الساعات الأخيرة بأنه لا يملك الحظوظ التي يملكها الشيخ سلمان بن إبراهيم.
ومن خلال المشهد الانتخابي «العربي العربي».. يتضح بأن العرب ضربوا بعضهم البعض أو بلغة الانتخابات «ساهموا في حرق الأصوات العربية» وأكدوا المقولة القديمة «اتفق العرب على ألا يتفقوا».. وهو ما جعل كفة السويسري انفانيتينو أرجح رغم أنه كان يعرف بأنه يمكن أن يعاني وربما لن ينجح إذا اجتمعت الأصوات العربية لمرشح عربي واحد..!!
فلم ننظر كعرب لمصلحة الكرة العربية وإنما دخلنا الانتخابات «لنكسر عظم بَعضنَا البعض «..فكان حريا بالأمير علي بن الحسين أن يساند كفة الشيخ سلمان على أقل تقدير في جولة الإعادة بعد أن أصبحت الأرقام واضحة والفوارق بينه وبين سلمان كبيرة..وكانت أصوات الأمير الأردني الهاشمي العربي كفيلة بأن ترجح ابن جلدته البحريني الخليجي..إلا أن أصوات الأمير علي ذهبت لصالح السويسري..!!
في مدرسة الابتدائية وكان يومها المنهج التعليمي في السلطنة منهجا قطريا كنا ندرس عن قصة القطيع من الثيران التي فرقها الأسد ليستطيع أن ينال منها الواحد تلو الآخر في قصة تنطبق على حالة العلاقة الكروية العربية العربية والتي عنوانها «أكلت يوم أكل الثور الأبيض»..!!
وطبعا الناتج الذي حدث بخسارة المرشحين العربيين هو ناتج طبيعي بسبب «تصفية الحسابات« التي تقوم بها بعض الشخصيات الرياضية والتي يدفع ثمنها الرياضة العربية.. وعلى ما يبدو ما زالت التراكمات مليئة بها القلوب العربية المريضة والغبية والتي تعتبر انتخابات رئاسة الفيفا مسرحا للنزال لاستحقاقات دفع الدين القديم..!!
وقد أضاع العرب إنجازا لن يتكرر مدى الحياة..كنا أقرب إليه «من حبل الوريد».. فالفارق بين سلمان وانفانيتو لم يتعدَّ « 3 أصوات» في الجولة الأولى.. بل بحسبة بسيطة جداً سنجد بأن رقم « 27 صوتا» هو كان كلمة السر في كل الانتخابات والتي تحولت مِن كفة الأمير علي والمرشح الفرنسي إلى السويسري ليوجه لنا العرب صفعة جديدة بأننا لا يمكن أن نتزعم العالم..!!
كل الأمثلة العربية التي قالها العرب في قاموسهم الكبير لم يستفيدوا ولن يستفيدوا منها.. بل تنطبق على المشهد العربي العربي في انتخابات الفيفا الأخيرة فرفعوا شعار « بيدي لا بيد عمر».. لذلك جنت على نفسها براقش..!!