قلق تدشين "البطاقة الذكية" يؤرق أصحاب ناقلات المياه...

7 أيام الخميس ٢٥/فبراير/٢٠١٦ ١٨:٢٤ م
قلق تدشين "البطاقة الذكية" يؤرق أصحاب ناقلات المياه...

استطلاع- ناجية البطاشية

دشنت مؤخرا الهيئة العامة للكهرباء والمياه في محطات ناقلات المياه بمحافظة مسقط وبالتحديد في محطة الغبرة -كخطوة أولى- "البطاقات الذكية" لتسهيل تعبئة ناقلات المياه حسب تصريح مدير عام خدمات المشتركين بالهيئة في وسائل الاعلام الصحفية، حيث أكد من خلال تصريحه أن الهيئة تسعى من خلال تطبيق النظام الإلكتروني الجديد للأجهزة الممغنطة بمحطات ناقلات المياه للتحكم بضخ المياه من المحطة إلى ناقلات المياه بمحافظة مسقط وذلك في إطار التطوير المستمر لكفاءة شبكات المياه والأنظمة المرتبطة بها لتقليل فاقد المياه ولمواكبة التطور التقني.
وآلية عمل "البطاقة الذكية" -التي سيتم إدخالها في المحطات المختلفة بمحافظة مسقط في الأيام المقبلة- مهمتها التحكم بكمية المياه المطلوب تعبئتها من خلال إدخال البطاقة الذكية في أجهزة التحكم بالمياه حيث تظهر بيانات البطاقة على الجهاز وبعد التأكد من البيانات تبدأ عملية التعبئة بالضغط على زر التشغيل وأثناء ذلك يعرض الجهاز كمية المياه التي تتم تعبئتها بالمتر المكعب وعند الوصول إلى الكمية المحددة يتوقف الجهاز آليا، بالإضافة إلى ميزات مختلفة تتعلق بهذا النظام الجديد.
ولكن يا ترى الطرف الآخر -وهم أصحاب المهنة- ماذا يقولون حول هذا النظام الجديد بعدما اعتادوا على النظام القديم اليدوي؟ وما هي آراؤهم حول تدشين "البطاقات الذكية" لتسهيل تعبئة ناقلات المياه في المحطات المختلفة بمحافظة مسقط؟ هذا ما نقلته (7 أيام)...

التزام يومي
قال سالم بن سعيد الرواحي: مؤخرا جاء بعض الفنيين إلى محطتنا في الموالح الجنوبية لإدخال النظام الجديد بتركيب جهاز تشغيل البطاقة الذكية ولكن لم يتم تفعيله إلى الآن، وأنا من ضمن المؤيدين لفكرة تدشين البطاقة الإلكترونية حتى نتواكب مع التطورات العالمية ونستفيد -كأصحاب مهنة- من هذه التطورات لتسهيل الأمر علينا خاصة وأن هناك الكثير من المياه التي تهدر بالفعل بسبب التعبئة اليدوية التي عفى عليها الزمن وأصبحت بالنسبة لنا كأصحاب مهنة مرهقة حيث نضطر لإمساك أنبوب التعبئة لفترة ليست بالقليلة وليست لمرة واحدة وإنما لمرات قد تصل ل7 أو 10 مرات بشكل شبه يومي وهي مشكلة تتفاقم يوما بعد يوم، لكن في الحقيقة لدينا قلق حول نظام البطاقة الذكية الجديد فقد علمنا من الفنيين الذين حضروا للمحطة أن تعبئة البطاقة الذكية (الإلكترونية) سيتم عن طريق الهيئة وليس عن طريق محطتنا الرئيسية التي نعبئ منها المياه في ناقلاتنا وهو أمر لا يسهم في رفع كفاءة عملنا وانضباطنا مع الأهالي وإنما ربما سيؤدي إلى ابطاء عملية إيصال المياه لمنازل الأهالي وبالتالي بطؤ حركتنا والسبب إلزامنا بإعادة شحن البطاقة في الهيئة، فكنت اتمنى أن تتم مراعاتنا كأصحاب مهنة في هذه الناحية لعدة أسباب: أهمها أننا لدينا التزام يومي بتعبئة المياه في خزانات المنازل ولن يسمح لنا الوقت بتغيير روتين عملنا بين الفينة والأخرى واستقطاع وقت لتخليص إعادة شحن البطاقة فهذا يشكل نوعا من التحدي نأمل من الهيئة أن تعيد النظر فيه وتتبع نفس نظام بطاقة التعبئة السابقة التي نقوم بتعبئتها من نفس المحطة التي نعبئ منها المياه لتسهل الأمر علينا.

صعوبات تقلقنا
قال عمر المحاربي: الحقيقة لا استطيع إعطاء وجهة نظر حقيقية عن النظام الجديد للبطاقة الذكية الا بعد الدخول في التجربة، وكما ترون فقد تم تزويد المحطة بالجهاز الخاص بالنظام الجديد وننتظر بدء العمل به، ولكنني سمعت من بعض الزملاء في المهنة -الذين جربوا نظام "البطاقة الذكية"- أن النظام فيه بعض الصعوبة في عملية الاستخدام ويحتاج استيعاب من صاحب سيارة نقل المياه ليستطيع استعمال النظام، حيث يعتمد هذا النظام -كما أكدوا لي- على سرعة حركة من قبل صاحب سيارة نقل المياه عند التعبئة. فنحن على سبيل المثال في الوقت الراهن نعبئ خزانات سياراتنا بالماء يدويا عن طريق ادخال البطاقة المدفوعة مسبقا ثم الضغط على زر التشغيل للتعبئة من نفس مكان التعبئة، ولكن النظام الجديد للأسف يجبر صاحب السيارة على بذل جهد مضاعف بجانب جهده السابق حيث عليه مراقبة الماء داخل الخزان وقرب امتلائه ثم الرجوع للجهاز لاغلاق الماء وهذا قد يؤدي الى امتلاء الخزان وفيض المياه ان لم يقم بإغلاق النظام في الوقت المناسب علما أن هناك بعض أصحاب المهنة غير متعلمين ولا يعرفون كيف يتعاملون مع مثل هذه الأنظمة الجديدة، وبالتالي فالتعبئة التقليدية في هذه الحالة أفضل بالنسبة لي فعلى الأقل لا أضطر الى بذل جهد أكبر فيكفي جهد المهنة في مسألة الالتزام.

قوة دفع
أما عبدالله بن سرحان الحبسي فقال: نحن لسنا ضد أي تطوير لمهنتنا بل على العكس فأي تطوير يشعرنا بأهميتنا كأصحاب مهنة فهذا اهتمام طيب من الهيئة لتسهيل الأمور علينا، ولكن -وحتى نكون صريحين في هذا الجانب ولأن المصلحة العامة هي في المقدمة لأي ادخال لخدمة متطورة جديدة- لدي ملاحظة اتمنى أن يقف عندها مسؤولو الهيئة وهي أننا في الأساس نعاني من مشاكل متعددة في محطاتنا والهيئة على علم بها من بينها "قوة دفع الماء" في محطات ناقلات تعبئة المياه بشكل عام في محافظة مسقط والتي تتمثل في جانبين: الأول، بطئ قوة دفع المياه في بعض المحطات كمحطة "الموالح الجنوبية"، والثاني قوة دفع المياه بشكل ملفت لبعض المحطات كمحطتي غلاء والغبرة، فهذان الجانبان لا يخدمان النظام الجديد وكان الأولى إيجاد حلول لهاتين المشكلتين قبل البدء بتطبيق النظام الجديد الذي أكيد دفعت فيه مبالغ كبيرة، وكان عليهم في الهيئة أيضا قبل التطبيق الفعلي القيام بزيارة ميدانية لجميع محطات تعبئة المياه للتعرف على أهم التحديات والصعوبات التي يواجهها أصحاب هذه المهنة في المحطة لأنهم الأقرب لمشاكلهم اليومية.

استيعاب الخطوة
ختاما قال أحمد بن محمود البلوشي: لا زلنا ننتظر تطبيق هذا النظام في محطتنا بالرغم من بدء تركيب الجهاز الخاص بالنظام، والحقيقة كنت اتمنى أن يتم الاستماع إلينا مسبقا للتعرف على وجهات نظرنا وإفهامنا النظام الجديد حتى نستطيع أن نهيأ أنفسنا ونستوعب هذه الخطوة التي تعد خطوة جديدة بالنسبة لنا من حقنا معرفة كل حيثياتها عن طريق عمل اجتماع لكل أصحاب المهنة في المحطة الواحدة لشرح النظام الجديد بالتفصيل ضمانا لحقوق كل صاحب مهنة وحتى لا نشعر بنوع من التقصير من قبل الهيئة. وما يقلقنا في هذه اللحظة عدم وجود نظام لإعادة شحن البطاقة الذكية إلا في الهيئة مما يعني اضطرارنا لتأجيل التزامنا مع أصحاب المنازل في كل مرة نحتاج فيها لإعادة شحن البطاقة، وهذا ليس في صالحنا كأصحاب مهنة وقد يغضب من وضعوا ثقتهم فينا من الزبائن.