«الشبيبة» تستطلع آراء المدربين الوطنيين: ضغط «دوري عُمانتل» قد «يولِّـد الانفجار»

الجماهير الأحد ٢٩/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٣:٤٣ ص
«الشبيبة» تستطلع آراء المدربين الوطنيين:

ضغط «دوري عُمانتل» قد «يولِّـد الانفجار»

مسقط - سعيد الهنداسي

كثر الحديث عن ضغط الدوري وتأثيره على أداء اللاعبين والعطاء الذي يقدمونه على أرضية الملعب، وبدأت نتائج هذا الضغط بالظهور على أندية دوري عمانتل، فبعض الأندية تعاني من كثرة الإصابات وتذبذب المستوى الفني نتيجة لكثرة المباريات التي يتحملها اللاعب العماني، كما يحدث حالياً.

وتلعب الأندية 13 مباراة في الدور الأول بالفترة من 13 سبتمبر إلى 27 من نوفمبر 2017، تخللها استراحة في أيام الفيفا أثناء لعب منتخبنا الوطني مبارياته المؤهلة إلى نهائيات أمم آسيا - الإمارات 2019.

ولكم أن تتخيلوا أن هذه المباريات الـ13 سيلعبها اللاعب في 75 يوماً فقط، مع العلم أن اللاعب العماني في دورينا ليس مهيأ لمثل هذه الضغط بسبب عدم تفرغه للأندية، وهذا الحال لو استمر فإنه سيعرض الفرق لمصاعب كثيرة تؤثر على المستوى الفني وتفاقم الإصابات. لأجل هذا كله؛ كان لزاماً علينا تسليط الضوء على هذه المشكلة من خلال هذا التحقيق.

غريب!

البداية مع محلل قناة عُمان الرياضية سيف بن سلطان الغافري، الذي تحدث عن غرابة الأمر وتعجبه منه، وقال: «ضغط المباريات بهذه الطريقة شيء مستغرب وعجيب، ولم أره إلا في دورينا، ومن الطبيعي أن يكون هناك تأثير على عطاء اللاعبين أولاً في التمارين وثانياً في المباريات، وطبعاً لن نرى كل ما هو مطلوب من اللاعب، وهذا يضعنا في مشكلة نبحث عن حلها من فترة ليست بالقصيرة، وهي أن نرتقي بدورينا للأفضل في الجوانب الفنية والإدارية والتنظيمية كافة، ولكن هذا لن يحصل إذا لم تكن هناك رؤية واضحة نسير عليها بخطوات ثابتة ومتزنة، وفي بعض الأحيان بحزم من قبل الرابطة أو المسابقات أي كان المسؤول عن المسابقة».

معاناة المدربين

ثم يتطرق الغافري إلى معاناة الأجهزة الفنية مع هذا الضغط، ويؤكده بقوله: «أكيد أن هناك أطرافاً ستجد صعوبة في التعامل مع ضغوطات هكذا، ومنهم المدربون الذين لا يجدون متسعاً من الوقت لتصحيح الأخطاء ومعالجتها من ناحية فنية وإيجاد البدائل في ظل إشكالية تجهيز الفريق، وقصور من الأندية في إعداد فرقها وتجهيز اللاعبين لموسم مضغوط».

اللاعبون أهم

ويختتم المحلل الرياضي سيف بن سلطان مشاركته معنا بقوله: «اللاعبون هم الأهم في هذه المنظومة، كيف نوفر لهم الأجواء المناسبة والصحية لتقديم مستوى يطورهم ويرفع من قدراتهم الفنية لتقديم أداء جيد في الملعب، وبالتالي ينعكس إيجاباً على المنتخب، فالدوري هو الوجه الحقيقي للمنتخب. اللاعب بحاجة للاستشفاء وهذا غير موجود أصلاً في أنديتنا، وقليل من الأندية تعمل على هذا الجانب، فما بالك بدوري مضغوط، ونحن ننتظر من اللاعب أن يقدم أفضل ما عنده، فبالتالي لن نجد لاعباً جاهزاً 100 % لتعرضه للإصابة وهذا شيء وارد، وقد يحتاج لفترة والفريق بحاجة إليه».

استنزاف للمجهود

مدرب نادي الشباب علي الخنبشي الذي يحقق مع الصقور هذا الموسم نتائج رائعة، ويحتل معهم المركز الثاني، قال: «ضغط المباريات من الأسباب الرئيسية والمباشرة لإجهاد اللاعبين واستنزاف المجهود البدني وطاقات الفريق، فلذلك تكثر الإصابات مما يجبر المدربين على اللعب بأكثر من تشكيلة مختلفة من مباراة لأخرى، وهو الشيء الذي قد يعيق ارتفاع الرتم والمستوى الفني للفريق من مباراة لأخرى، ناهيك عن أن المدرب في بعض الأحيان يضطر لتغيير أسلوب اللعب نظراً لكثرة الإصابات والغيابات، ما يجبر المدربين على اعتماد خطة لعب معينة تتناسب مع الزاد البشري المتوافر. ويضيف الخنبشي أن عدم توافر الوقت بين المباريات لا يعطي الفرصة الكافية لمعالجة أخطاء المباريات الفائتة والتحضير والاستعداد الفني للمنافس المقبل، وعليه لا يرتقي المستوى الفني للأندية بشكل خاص والمستوى الفني لدوري عمانتل بشكل عام، كما أن تمارين الاستشفاء من شأنها التقليل من آثار ضغط المباريات، وتجنب التمارين البدنية الشاقة والاكتفاء بتمارين معينة للمحافظة على المخزون اللياقي القليل، والتركيز على النواحي التكتيكية والفنية أكثر من البدنية تجنباً لأي حمل زائد على اللاعبين. وعملية المداورة أو تدوير اللاعبين واستخدام أكبر عدد منهم في المباريات قد يسهل العملية، ولكن يجب ألا نغفل أن الأندية التي تمتلك دكة بدلاء قليلة.

حمل زائد

من جانبه، تحدث المدرب الوطني طالب الرحبي عن ضغط الدوري قائلاً: «كما هو معلوم أن ضغط المباريات يسبب إرهاقاً للاعب وحملاً زائداً على العضلة بشكل عام، ومن نتيجته الطبيعية انخفاض أداء اللاعبين أو الإصابات العضلية كالشد والتمزق وغيره، من هنا تأتي معاناة المدربين للتعامل مع مثل هذه الأوضاع والضغوطات، فإن كان هناك جهاز طبي أو بدني جيد فسيكون باستطاعته التهيئة السليـــــــمة للاعب مع بدء الدوري أو مع توالي المباريات، لكن إن لم يكن كذلك فعلى الجهاز الفني التكيف والتعامل مع ضغط المباريات بطريقة مناسبة، بمــــــعنى أن تكون الحصص التدريبية بما يوائم ويتــــــلاءم مع الوضع للمحافظة على العناصر الرئيسية للفريق، وكـــــــذلك التعامل مع كل مباراة على حدة مــــــن حيث المداورة بين عناصر الفريق وفقاً لظروف الخصم».
ويواصل الرحبي حديثه: «عطفاً على ما ذكرته، من الطبيعي جداً أن تتأثر عناصر منتخباتنا الوطنية بشكل سلبي لإمكانية حدوث حمل زائد للعضلات والتعرض للإصابات، خاصة -وبشكل عام- أن اللاعبين لا يطبقون النظام الغذائي السليم، وإعطاء الجسم ساعات النوم المستحقة ليلاً، فالاهـــــــتمام بأمور كهذه سيقلل من حدة الإصابات ويحمي الجـــــــسم، وبالتالي نضمن عدم تعرض عــــــناصر المنتخب للآثار السلبية من جراء ضغط المباريات».

أسوأ دوري

مدرب نادي السلام عبيد الجابري تحدث عن هذه الضغوطات واصفاً الدوري بأنه أسوأ دوري هذا الموسم، قائلاً: «كل من يشاهد ويتابع دوري عمانتل هذا الموسم يدرك أن هذا الموسم هو الأسوأ لأسباب عدة، أولاً هذا الضغط لا مبرر لها إطلاقاً، لأننا ومن خلال متابعتنا لتصريحات الجهاز الفني للمنتخب أكد أنه لم يطلب من اتحاد الكرة ضغط المباريات هذا الموسم، في المقابل نسمع تصريحات من مسؤولين في الاتحاد تعلل سبب ضغط هذا الموسم لطلب من مدرب المنتخب لأسباب فنية، وذلك استعداداً للمشاركة في بطولة كأس الخليج التي أصبح موعد انطلاقها في علم الغيب!». ويضيف الجابري: «نعم، كلنا مع المنتخب للوصول إلى أتم الجاهزية للمشاركة في البطولات الخارجية، لكن لو لاحظنا فجميع الدوريات في الخليج عدا دورينا لم تُضغط مبارياتها، وهذا الضغط له تأثير سلبي على اللاعبين وينعكس على الحضور الجماهيري.

معاناة الأندية

ويواصل الجابري حديثه قائلاً: «كل الفرق لن تستمر في تقديم العطاءات بصورة جيدة، حتى السويق الذي قدم مستويات جيدة في أول 6 مباريات بدا عليه الإعياء والإصابات وخسر مباراته الأخيرة مع النهضة، ولا ننسى أيضاً عامل الانتقال من ملعب إلى آخر في مختلف محافظات السلطنة، فتلعب مباراة في صحار وفي أقل من 48 ساعة تواجه فريقاً من محافظة ظفار، كما أن الأندية أغلبها لا تملك أدوات الاستشفاء التي تعيد اللاعب إلى الجاهزية التامة بأقصى سرعة، ولا يوجد دوري في العالم يستمر فيه ضغط المباريات بهذه الصورة إلا معنا في دورينا، فتخيل أنك تلعب 13 مباراة في شهرين فقط، هذا معدل كبير، واللاعبون ليسوا في أتم الجاهزية وليس هناك إعداد مكتمل حتى يستطيع اللاعب تحمل كل هذه الضغوطات، ما بالك أن اللاعب هو في الأساس هاوٍ وغير متفرغ ويعود بعد المباراة إلى جهة عمله، ويعود بعدها لأداء التمرين ولعب مباراة في اليوم التالي، لذلك تستمر معاناة الأندية وأجهزتها الفنية هذا الموسم».
ويواصل مدرب السلام حديثه: «هذا القرار أضر كثيراً بالأندية وسيضر كذلك بعطاءات اللاعبين مع المنتخب، لأن المجهود البدني المبذول في الموسم سيعرض اللاعبين لإصابات وسيكون له تأثير سلبي على نتائج المنتخب الوطني.
وهذا اتضح جلياً بعد عودة اللاعبين من مباراة المالديف الأخيرة عندما تعرض كل من علي البوسعيدي وخالد الهاجري من السويق لإصابات وكذلك اللاعب جميل اليحمدي بسبب الحمل الزائد، كما أن الأجهزة الفنية لم تعد قادرة على الاستمرار بتشكيلة معينة، فأنا كمدرب في هذه الحالة لا بد لي من عملية تدوير للاعبين، وهذا سيؤثر على نتائج الفريق لعدم الثبات على تشكيلة لأن الثبات في هذه الحالة سيعرض اللاعبين للإصابة».

تأثير سلبي

المدرب الوطني سليمان خايف تحدث عن الآثار السلبية لمثل هذه الدوريات المضغوطة، وفقال: «بكل تأكيد هناك تأثيرات سلبية عدة، منها الضغط الذهني والعصبي الذي يؤدي إلى الإجهاد وبالتالي يؤثر على أداء وعطاء اللاعبين وانخفاض في المستوى ويعرضهم للإصابات، وهناك أندية عدة ستعاني من هذه الإشكالية عدا الأندية التي تملك دكة احتياط تنافس مستوى اللاعب الأساسي. وهذه الجزئية غير موجودة -مع الأسف- في أنديتنا».

ثلاث حالات

ويواصل المدرب سليمان خايف حديثه قائلاً: «معاناة المدربين هذه لوحدها إشكالية، وسأوجزها في ثلاث حالات: استعادة الاستشفاء، ومعالجة الأخطاء، والتقليل من الجرعات التدريبية الطويلة على اللاعبين الذين لعبوا المباراة، وكان الله في عون إخواني المدربين».

غياب الاستقرار الفني

مدرب نادي فنجاء محسن درويش قال عن موضوع ضغط الدوري: «المباريات لها تأثير كبير وسلبي على اللاعبين وعطائهم، وتأثير سلبي كذلك على المستوى الفني، ولن يكون هناك استقرار في المستوى للدوري، خاصة أن الكل يعرف أن لاعبينا ليسوا محترفين ومعظمهم موجودون في جهات عملهم في الصباح، ثم في المساء يؤدون التمارين مع أنديتهم، وما يزيد الطين بلة أن بعضهم مرتبطون مع فرقهم العسكرية، وأضرب مثالاً على لاعب عندي في الفريق لعب مباراة معنا في الدوري، وبعد مشوار الطريق ووصوله فجراً كانت عنده في الصباح مسابقة جري في جهة عمله، فكيف نطلب من هذا اللاعب أن يقدم أداء مثالياً؟! وأعتقد أن الأمثلة حول هذا كثيرة، بالإضافة لعدم وجود أجهزة استشفاء ولا أدوات أو معدات تساعد على الاستشفاء السريع».
ويختم المدرب محسن درويش حديثه قائلاً: «المدربون يعانون بشكل كبير مع هذا الضغط، فلا يوجد وقت كافٍ لمعالجة الأخطاء والسلبيات، وكل الفرق التي لا يوجد لديها البديل الجاهز ستعاني، ومن الطبيعي أن يكون لضغط المباريات تأثير سلبي على عطاءات اللاعبين، خاصة الدوليين في ظل عدم تفريغهم، ومن الطبيعي أن تكون هناك إصابات، وهذا ما حدث لبعض الأندية التي لديها لاعبون دوليون».