مسقط-
ستشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الفترة بين عامي 2017 و2040 توليد طاقة فعلية جديدة تبلغ 530 جيجاواط، منها نحو 358 جيجاواط أو مانسبته 63% مصادر طاقة متجددة، و130 جيجاواط أو ما نسبته 23% غاز، وذلك بحسب أحدث التوقعات على المدى الطويل من قسم بلومبرج لأبحاث تمويل الطاقة الجديدة.
الطاقة الشمسية
تتصدر الطاقة الشمسية الكهروضوئية القدرات الإنتاجية الإضافية للطاقة بإجمالي 274 جيجاواط بحلول العام 2040 منها 90 % من محطات الطاقة الشمسية.
وعلى المدى القريب سترتكز على منشآت توليد الطاقة الشمسية المركبة في شبكة الدول المستوردة حيث تعتبر الطاقة الشمسية الكهروضوئية أرخص بالفعل من محطات حرق النفط والغاز المستورد.
وانطلاقاً من العام 2020 يتوقع قسم بلومبرج لتمويل الطاقة الجديدة طفرة في الطاقة الشمسية الكهروضوئية التي ستضيف 12 جيجاواط سنوياً، مع استمرار انخفاض التكاليف، وإلغاء الدول المصدرة دعم الوقود تدريجياً، مما يكشف عن التكلفة الحقيقية لتوليد الكهرباء من الوقود الأحفوري.
تتجه منشآت توليد الطاقة المركبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للتحوّل من استخدام ما نسبته 93 % من الوقود الأحفوري إلى ما نسبته 35 % من الوقود الخالي من انبعاثات الكربون خلال الفترة من 2017-2040 لكي تصبح المنطقة أقل اعتماداً على النفط وأكثر اعتماداً على الغاز. وسيوفر الغاز أكثر من نصف الطاقة المولدة بحلول العام 2040، وستتراجع نسبة الطاقة المولدة من الفـــــحم والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 93 % إلى 47 % حيث ستنمو مصادر الطاقة المتجددة ستة عشر ضعفاً بحلول العام 2040.
بحلول العام 2040 سيتألف ثلثي الطاقة الإنتاجية الإضافية الجديدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يؤدي إلى استثمار 361 بليون دولار أمريكي.
وسيتضاعف الطلب على الكهرباء لكن مساهمة الكهرباء في الناتج المحلي الإجمالي ستنخفض بنسبة 22 % بحلول العام 2040.
وستساعد الطاقة المرنة الجديدة وقدرها 37 جيجاواط على تلبية أعلى مستويات الطلب بحلول العام 2040.
فيما ستبلغ الانبعاثات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ذروتها في العام 2027 وستفشل مساعي تخفيضها بشكل جوهري بعد ذلك.
استثمارات ضخمة
وبحسب التقرير، ستهيمن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على مستقبل الكهرباء. ويتوقع قسم بلومبرغ لتمويل الطاقة الجديدة أن يتم استثمار 7.4 تريليون دولار في الطاقة المتجددة الجديدة بحلول العام 2040 – أي ما نسبته 72 % من 10.2 تريليون دولار أمريكي يُتوقع أن تُنفق على توليد الطاقة الجديدة في سائر أنحاء العالم.
وستكون حصة الطاقة الشمسية من الاستثمار نحو 2.8 تريليون دولار أمريكي على أن تقفز قدرات توليد الطاقة الشمسية 14 ضعفاً.
وتبلغ حصة طاقة الرياح من الاستثمارات 3.3 تريليون دولار أمريكي وستزداد قدراتها أربعة أضعاف. ونتيجة لذلك، ستشكل طاقة الرياح والطاقة الشمسية ما نسبته 48% من الطاقة المركبة في العالم وستولد ما نسبته 34% من الكهرباء بحلول العام 2040، مقارنة مع 12 % و5 % فقط الآن. في الوقت نسفه، يبرز التقرير أن تحدي الطاقة الشمسية للفحم يزداد اتساعاً.
من المتوقع أن تنخفض القيمة الصافية الحالية لوحدة تكلفة الكهرباء المستمدة من الطاقة الشمسية الكهروضوئية بنسبة 66 % بحلول العام 2040، والتي هي الآن ربع ما كانت عليه في العام 2009.
وبحلول ذلك الوقت سيتمكن من شراء 2.3 مرة من كمية الطاقة الشمسية بمبلغ دولار واحد وهذا يعد أكثر مما هو عليه اليوم.
إن الطاقة الشمسية هي بالفعل رخيصة مثل الفحم في ألمانيا وأستراليا والولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا.
وبحلول العام 2021 ستصبح أرخص من طاقة الفحم في الصين والهند والمكسيك والمملكة المتحدة والبرازيل أيضاً.(ستغطي القيمة الصافية الحالية لتكلفة وحدة الكهرباء جميع نفقات أصول توليد الطاقة من مصنع جديد طوال العمر.
وتشمل هذه التكاليف تطوير الموقع والتراخيص والمعدات والأشغال المدنية والتمويل والعمليات والصيانة والمواد الخام، إن وجدت). وسيشهد العالم انخفاض تكالیف توليد طاقة الریاح البریة على نحو سريع، وانخفاض تكاليف توليد طاقة الرياح البحرية علی نحو أسرع.
سوف تنخفض تكاليف القيمة الصافية الحالية لوحدة الكهرباء المستمدة من الرياح البحرية بنسبة 71 % بحلول العام 2040، وذلك بفضل الخبرة التنموية والمنافسة والحد من المخاطر ووفورات حجم الكميات الناتجة عن مشاريع توليد الطاقة الضخمة والتوربينات الأكبر حجماً.
انخفاض الأكلاف
وستنخفض تكلفة طاقة الرياح البرية بنسبة 47% في نفس الفترة، علاوة على انخفاضها بنسبة 30% خلال السنوات الثماني الفائتة، وذلك بفضل التوربينات الأقل تكلفة والأكثر كفاءة وتبسيط إجراءات التشغيل والصيانة.
المركبات الكهربائية المركبات الكهربائية تعزز استخدام الكهرباء وتساعد في تحقيق التوازن.
تشكل المركبات الكهربائية في أوروبا والولايات المتحدة ما نسبته 13% و12% على التوالي من كميات توليد الكهرباء بحلول العام 2040.
وتتميز السيارات الكهربائية بمرونة شحنها من مولدات الطاقة المتجددة كما تمتاز بأسعار الجملة المنخفضة، مما يساعد على التكيف مع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتقطعة.
وسيؤدي نمو استخدام المركبات الكهربائية إلى تخفيض تكاليف بطاريات الليثيوم أيون بنحو 73% بحلول العام 2030. وكذلك يشهد العالم نمو شغف أصحاب المنازل بالطاقة الشمسية.
بحلول عام 2040، ستشكل الطاقة الشمسية الكهروضوئية على الأسطح ما يصل إلى 24 % من الكهرباء في أستراليا و20 % في البرازيل و15 % في ألمانيا و12% في اليابان و5% في الولايات المتحدة الأمريكية والهند.
ويؤدي ذلك، مقترناً بنمو مرافق مصادر الطاقة المتجددة، إلى تقليل الحاجة إلى محطات توليد الطاقة من الفحم والغاز القائمة على نطاق واسع، وسيواجه أصحابها ضغوطاً متواصلة على الإيرادات على الرغم من بعض نمو الطلب على المركبات الكهربائية. ويعتبر الغاز وقود انتقالي، ولكن ليس بالطريقة التي يفكر بها معظم الناس.
تشهد الطاقة المولدة من احتراق الغاز استثمارات جديدة بقيمة 804 بلايين دولار أمريكي ونسبة 16 % قدرات توليد للطاقة أكثر بحلول العام 2040.
وستعمل محطات الغاز بشكل متزايد باعتبارها واحدة من التقنيات المرنة اللازمة للمساعدة في تلبية ذروة الطلب كما توفر نظام توليد مستقر للطاقة في عصر الطاقة المتجددة الصاعد وليس كبديل للفحم.
وفي الأمريكتين، حيث كميات الغاز وفيرة ورخيصة، فإنه يلعب دوراً أكثر مركزية، وخاصة على المدى القصير.