مسقط - ش
وجد الباحثون في جامعة أدنبره بالمملكة المتحدة أن الخيارات التي يقررها الإنسان فيما يخص أسلوب حياته تؤثر بشكل ما على مقدار العمر الذي يعيشه، فالأشخاص الذين تخلوا عن التدخين، أصبح لديهم فرصة للحياة بدون أمراض لفترة أطول.
ووجدت دراسة "الجينات التي تدعم طول العمر" أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن يقل لديهم متوسط العمر المتوقع بمقدار شهرين لكل كيلوغرام إضافي من الوزن الذي يحملونه. وذلك وفقا للمسح الذي أجرته الدراسة على عينة كبيرة من الأشخاص.
ويقول بيتر جوشي، الباحث بمعهد "أوشر" في جامعة أدنبره: "قدرت دراستنا التأثير السببي لخيارات نمط الحياة على مقدار العمر الذي يعيشه الإنسان وتتضمن هذه الخيارات: التدخين، والوزن الزائد، ومستوى التعليم وخلافه".
وأضاف جوشي: "الأشخاص المدخنين يقل متوسط العمر لديهم بمقدار 7 سنوات، في حين أن فقدان كيلوجرام واحد من الوزن يزيد من عمر الإنسان شهرين".
وقد قام الباحثون بأخذ هذه البيانات من أكثر من 600 ألف شخص جنبا إلى جنب مع سجلات عمر والديهم. ونظرا لأن الناس يتشاركون نصف معلوماتهم الجينية مع كل من والديهم، فقد تمكن الفريق العلمي من حساب تأثير مختلف الجينات على متوسط العمر المتوقع.
وأكدت الدراسة أن خيارات نمط الحياة تتأثر إلى حد ما بالحمض النووي لدينا - على سبيل المثال، ترتبط الجينات بزيادة استهلاك الكحول والإدمان.
وتمكن الباحثون من معرفة الجينات التي لها أكبر تأثير على العمر. ووجد الباحثون أن تدخين السجائر والصفات المرتبطة بسرطان الرئة كان لها أكبر الأثر على تقصير العمر. على سبيل المثال، تدخين حزمة من السجائر يوميا على مدى الحياة يقلل متوسط العمر المتوقع سبع سنوات.
كما حددت الدراسة، التي نشرت في مجلة "ناتشر كومونيكاتيونس"، إثنين من الاختلافات الجديدة في الحمض النووي التي تؤثر على العمر. الأول في الجين الذي يؤثر على مستويات الكوليسترول في الدم. والاختلاف الثاني في الجينات المرتبطة بالجهاز المناعي.
وقد استخدم البحث بيانات من 25 دراسة سكانية منفصلة من أوروبا وأستراليا وأمريكا الشمالية. وقال البروفسور جيم ويلسون، من جامعة أدنبرة "إن قوة البيانات الكبيرة وعلم الوراثة تسمح لنا بمقارنة تأثير السلوكيات والأمراض المختلفة على متوسط العمر المتوقع الذي يعيشه الإنسان وقد ثبت بالفعل أن أسلوب الحياة يؤثر بشكل كبير على العمر المتوقع".