مندوبة السلطنة أمام «اليونسكو»: علينـا تعـزيـز مـبادئنـا فـي توفيـر التعليم الجيد وقيم الحوار والتفاهم

بلادنا الخميس ١٢/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
مندوبة السلطنة أمام «اليونسكو»:

علينـا تعـزيـز مـبادئنـا فـي توفيـر
التعليم الجيد وقيم الحوار والتفاهم

مسقط -
ألقت سعادة السفيرة د. سميرة بنت محمد الموسى، المندوبة الدائمة لسلطنة عُمان لدى اليونسكو، كلمة السلطنة أثناء مشاركتها في الجلسات العامة للدورة الـ202 للمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)- بصفتها عضواً في المجلس، والمنعقدة حالياً بمقر اليونسكو بباريس حتى 18 أكتوبر الجاري، برئاسة رئيس المجلس التنفيذي، وبمشاركة رئيس المؤتمر العام، وحضور ممثلي الدول الأعضاء بالمجلس.

أكدت سعادة السفيرة المندوبة في بداية كلمتها على أهمية القيادة، والحاجة إلى المساءلة، وعلى الالتزام المشترك نحو قضايا التنمية المستدامة. خاصة أن المنظمة في هذه المرحلة المهمة على ملتقى طرق، وأن القرارات التي يتم اتخاذها في هذه الدورة ستمهد الطريق نحو تبني حلول وقرارات خلال انعقاد الدورة المقبلة للمؤتمر العام والتي من شأنها التأثير على مستقبل العمل في المنظمة.
وقالت سعادتها: «...من منطلق مسؤولياتنا كدول أعضاء فإنه يتحتم علينا جميعا أن ننخرط في مناقشات عملية وبناءة من أجل التوصل إلى الحلول والخيارات الضرورية لتسيير عمل المنظمة، وأن أي قرارات يتم اتخاذها لا بد أن تستند إلى أرضية صلبة وإلى أدلة سليمة، وهذا يتضمن الاتجاه المستقبلي العام للمنظمة، وكذلك خطط وبرامج المنظمة علاوة على ضمان الحصول على التمويل المالي اللازم لتحقيق هذه التطلعات.
كما أشارت المندوبة الدائمة للسلطنة إلى أن المنظمة في ذات الوقت تقترب من منعطف حيوي لانتخاب مدير عام جديد للمنظمة؛ ولأجل ذلك يجب عليه أن يبدي العزم على تعزيز التواصل ومعالجة العوائق المالية التي تواجه اليونسكو. والتأكيد على الحاجة لاتخاذ قرارات أكثر دقة لصالح المنظمة، وعليه فمن الضروري انتخاب قائد يتمتع بصفات قيادية كالقدرة على الحوار، والقوة، والجرأة، وعلى إجراء تغييرات استباقية في مواجهة تحديات التقشف مع التمتع بالمرونة اللازمة التي من شأنها ضمان استمرار وتعزيز عمل المنظمة، فضلاً عن المهارات القيادية السليمة، مع التركيز على الشفافية لضمان المساءلة في كل عملية صنع قرار تتخذ في المنظمة.
وقالت سعادتها: «...إن العالم يشهد أمثلة على تصاعد العنف والكراهية المروعة وأحيانا التعصب الأعمى الذي أساسه الجهل، والتحيزات التي يتم حشوها في عقول لم تكن مدربة على التفكير النقدي، وعليه، نؤكِدُ على أهمية تعزيز مبادئ اليونسكو الأساسية المتمثلة في التعليم الجيد لجميع فئات المجتمع، وعلى قيمِ الحوار والتفاهم والتنوع والإدماج لأنها ضرورية لبناء مجتمعات سلمية ومستدامة ومتناسقة. إذ تتحمل منظمة اليونسكو مسؤولية ضمان تعزيز هذه القيم وتنفيذها وإدامتها. ويجب أن تشمل هذه القيم أيضاً الشفافية والمساءلة والحكم الرشيد وثقافة التقييم، وقبل كل شيء، معايير أخلاقية قوية. وينبغي أن تكون هذه المبادئ معياراً مشتركاً، تجسده المنظمة بأسرها على جميع مستوياتها، لأنه ليس بإمكان أحد تجاوز هذه القيم».
كما تطرقت المندوبة الدائمة إلى أحد الجوانب الرئيسة لاهتمامات اليونسكو وهو موضوع التنمية المستدامة. ومن خلال هذه الدورة للمجلس التنفيذي فإن هناك بنداً مطروحاً على جدول الأعمال يتعلق بالسياحة المستدامة. وتأمل سعادتها أن تسهم في تعزيز بعض القيم القائمة في اليونسكو ومنها الاستدامة واحترام البيئة والتراث، فضلا عن الحوار الثقافي. والواقع أن اليونسكو ملتزمة بموضوع الاستدامة بجميع جوانبها لاسيما في مجال حفظ التراث، وهو أمر من شأنه التوسع في كل من السياحة والوعي الثقافي.
وأضافت سعادتها أن الحفاظ على المجتمعات المحلية وتنميتها، فضلا عن حماية التراث الطبيعي والثقافي تعتبر من الأمور المهمة. وتماشياً مع هذه القيم، فقد اعتمدت سلطنة عُمان إستراتيجية طويلة الأجل للسياحة المستدامة التي تتوافق بشكل تام مع أهداف اليونسكو حول التنمية المستدامة.
وقالت سعادة المندوبة: «إنه في ضوء الصعوبات المستمرة التي تواجه اليونسكو، سواء على المستوى الداخلي أو على المستوى العالمي فإن رسالة اليونسكو نحو الالتزام بالسلام والاستقرار حتمية في عالم تهزه الاضطرابات، يجب علينا جميعا أن نبقى مركزين على مستقبل منظمتنا وملتزمين بمبادئها .
افتتح أعمال هذه الدورة رئيس المجلس التنفيذي- المندوب الدائم لألمانيا لدى اليونسكو يوم الاثنين الموافق التاسع من أكتوبر الجاري وتستمر جلساتها حتى مطلع حتى 18 أكتوبر الجاري، ويتضمن جدول أعمالها مناقشة عدد من الموضوعات المتعلقة بأهداف اليونسكو وأولوياتها، والمسائل الخاصة بميزانية المنظمة وبرامجها، والوضع المالي، والمسائل المتعلقة بالموارد البشرية، وكذلك مناقشة تقارير حول النتائج الإستراتيجية، وغيرها من المسائل المهمة المدرجة على جدول الأعمال، فضلاً عن اقتراح المرشح لمنصب المدير العام لليونسكو للفترة المقبلة.