ناصر بن سلطان العموري
في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التي تعاني منها الكثير من الدول، بات البحث عن مصادر دخل بديلة عن النفط ومشتقاته مطلباً ضرورياً ومُلحاً، ومن هذه المصادر قطاع السياحة لما يمثله من عائد مجزٍ، خصوصاً إذا أُحسن استغلاله على الوجه الأمثل، وما من شك أن السياحة في بلدنا عُمان هبة ربانية لما حباها الله من مقومات سياحيه خلابة، وذلك من خلال الموازنة بين تطوير السهل والبحر والجبل والبر والموروث الحضاري والعمران الحديث، وفي هذا الإطار ننقل لكم كما عودناكم مناشدة من مواطن زار الجبل الأخضر مؤخراً، وكانت له بعض الملحوظات عبر «نبض قلم» التي هي بين أيديكم، ننقلها لكم بكل أمانة ومصداقية كما وصلت:
«شيَّدت وزارة السياحة مراكز للخدمات السياحية في أهم الأماكن السياحية التي يرتادها السائح بالسلطنة، وأنا هنا سأتحدث تحديداً عن مركز الخدمات السياحية التابع لوزارة السياحة عند نقطة العبور بالجبل الأخضر، إذ من المفترض أن يلعب دوراً رئيسياً لخدمة السائح في تعريفه بالجبل الأخضر وما يملكه من كنوز دفينة نكتشفها يوماً بعد يوم، ولكن من خلال الزيارة التي قمت بها مؤخراً خلال إجازة رأس السنة الهجرية الفائتة أذهلتني تلك الحشود الغفيرة من السياح، منهم أبناء الوطن ومنهم من الجاليات المقيمة ومن الدول المجاورة، ومنهم السياح الأجانب، وما فاجأني أكثر هو عدم اكتراثهم بالدخول إلى ذلك المبني جميل المنظر! وأعني به مركز الخدمات السياحية، وشدني الفضول لمعرفة سبب العزوف الشديد عن ارتياده.. ما هو يا ترى؟! وبالسؤال والبحث كانت المفاجأة أنه لا توجد لوائح إرشادية كافية للتعريف به، وما يقدمه من خدمات، بل ما يضمه من مرافق ومنها على سبيل الذكر لا الحصر المقهى الجميل شكلاً، ولكنه للأسف غير مستغل خدمةً، والمحلات التي تظل أبوابها مفتوحة على مصراعيها ولكنها خاوية بجدران فارغة فقط، ما يستحق ذكره هنا وجود دورات مياه ومصلى للجنسين، فأين دور وزارة السياحة في تشغيل مثل هذه المكاتب السياحية؟ إذا ما علمنا أنه قد فتح أبوابه منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويوجد به كادر وظيفي مختص يلبي فضول السياح بجميع فئاتهم، ولكن كيف عساهم يأتون وهو موصد الأبواب وغير جاهز، ولماذا افتتح أصلاً ومرافقه غير مكتملة؟!
أطالب وزارة السياحة بتفعيل مثل هذه المكاتب، وإلا ما الفائدة من مبنى جميل البنيان معدوم الفائدة؟!»
***
مناشدة تتحدث عن نفسها فيما يتعلق بتفعيل دور تلك المكاتب وبث الدعاية والإعلام عنها، وعن ما تقدمه من خدمات للسياح، وسرعة إيجاد حلول للمعضلات التي تواجهها لجعلها نقطه جذب سياحي لجميع المرتادين للمناطق السياحية، حتي لو كان ذلك عن طريق إعطائها لشركات سياحية متخصصة لتشغيلها على سبيل الاستثمار، وبإشراف وزارة السياحة، ومنها تكون الفائدة مزدوجة للوزارة عن طريق العائد المادي الذي يمكن أن يُستغل في تطوير المرافق السياحية في المكان نفسه من جانب، وإثراء الجانب السياحي للسائح وزيادة حصيلته السياحية من جانب آخر.
«خارج النص»
الجبل الأخضر معلم سياحي بارز، ينقصه الكثير والكثير ولا أعلم لماذا الأعين غافلة عنه إلى الآن؟! الكثير من العائلات والشباب يفترشون المتنزهات للمبيت أيام الإجازات وسط غياب الاهتمام بدورات المياه ووضعها المزري وشح المياه فيها، ناهيك عن قلة استيعاب الشقق المفروشة المتوافرة والتي تعد أصلاً بأصابع اليد. متى يا ترى سيُسمح بإنشاء فنادق فئة ثلاثة وأربعة نجوم متوسطة السعر تناسب جميع الأذواق؟ فالعامة من الأفراد ليس لديهم القدرة على الحجز في فنادق الخمس نجوم وهم بصحبة عائلاتهم، فالأسعار فيها «نار» خصوصاً إذا كانت الطلة على الجبال الأشم!
باختصار متى ستكون الخدمات السياحية في الجبل الأخضر متوافرة لـ»الجميع» دون استثناء؟!