مشاركاتنا الخارجية.. حكايات متشابهة

الجماهير الأحد ٠١/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٢:٥٠ ص

هي حكاية فصولها قديمة متجددة في رياضتنا وهذه المرة في تركمانستان حيث كانت السلطنة واحدة من بين 22 دولة شاركت في البطولة الآسيوية الخامسة للصالات التي اختتمت الأربعاء الماضي..

الحكاية في فصلها الجديد لم تأت بالجديد لأن بعثتنا العمانية عادت إلى أرض السلطنة بلا أي ميدالية بعد أن شاركنا بخمسة رياضيين في لعبتي التنس الأرضي وألعاب القوى..توجهنا إلى عشق أباد بدون أي استعداد وبمسؤوليات متضاربة لهذا الإعداد بين وزارة الشؤون الرياضية واللجنة الأولمبية والاتحادات حيث كل طرف يُلقي باللائمة على الطرف الآخر، والنتيجة خروج من كل شي وفي كل مرة يكفينا رفع علم السلطنة في القرية الأولمبية ومن ثم وجوده في طابور حفل الافتتاح في حين أن أغلب الدول يرفع علمها، ويعزف نشيدها الوطني أيضاً عند التتويج بالميداليات أما نحن فيقنعنا بعد ذلك أن يحضر وفدنا الاجتماعات التي تعقد على هامش هذه التجمعات الكبيرة، والظهور بذلك المظهر الأنيق..
في كل مشاركة نكون بهذا الضعف وهذه المراكز المتأخرة وبعد كل مشاركة تظهر الأسطوانة الشهيرة بأن لاعبينا سجلوا أرقاماً جديدة، والبعض اكتسب خبرات أكبر وأن الموازنة لم تكن كافية لتحقيق النتائج المطلوبة.. من مشاركة إلى التي تليها نتابع نفس التفاصيل حيث يسافر القوم محملين بأوراق الاجتماعات لا أوراق الإنجازات وبشوقٍ للقاء الأصدقاء وزيارة بلد جديد لا شوق لاقتناص الميداليات وبلهفةٍ لحضور حفل الافتتاح والمنافسات والتصوير لا لهفة لرفع علمنا في لحظات التتويج..
لا جديد في رياضتنا في مشاركاتنا الخارجية لأننا لا نخطط لما نريد ولا نعمل كما يعمل الآخرون ولا تستفزنا حتى نتائج الدول الأخرى ومشاركاتها بعدد كبير من الرياضيين ونحن عدد إدارينا اكبر من عدد لاعبينا..
إلى متى سيقولون إن مشاركتنا كانت ناجحة وحققت أهدافها وبعض الكلام الذي تعلمونه ويفتخرون بذلك وبمناصبهم التي حصلوا عليها في المنظمات الرياضية الخارجية وكأن هذه المناصب هي من ستصنع لنا الإنجازات في ميادين التنافس؟! دوامة فارغة وقناعات أكثر فراغاً وأعذار واهية بعد كل مشاركة وتنتهي المسرحية الهزيلة والهزلية دون أن يحرك أحد ساكناً..
هل وزارة الشؤون الرياضية وهي الجهة الحكومية المسؤولة عن الرياضة في البلد راضية ومقتنعة بهذا الواقع؟ على أقل تقدير كل أشقائنا في دول الخليج حققوا ميداليات في عشق أباد إلا نحن نفتخر بتحطيم أرقامنا الشخصية.. تاهت رياضتنا وخاصة في السنوات الأخيرة بين اتحادات منتخبة متفاوتة التفكير والفهم والإرادة وبين لجنة أولمبية لا صوت لها ولا ضجيج ولا حتى قوة تُذكر وبين وزارة مختصة تصرف على أنشطتها وبرامجها الصيفية ميزانية تفوق أي ميزانية تُعتمد لتحضير مشاركة السلطنة في أي بطولة..
كيف تريدون الإنجازات والميداليات ونحن مثل (حاطبُ ليل) لا يعلم ما يجمع في حبله؟ كيف لمــن لا يصحح أخطاءه أن يحظى بالنجـــاح؟ يا أيها القائمون على رياضتنا مـــن غير المعقول أن نفعل نفس الشيء مـــرة بعــد مرة ونتوقع تحقيق نتائج مختلفة.