السنينة - ثويني اليحيائي
ولاية السنينة مقصد سياحي بمعالمها وحكاياتها التاريخية، حيث يوجد بها العديد من المفردات السياحية المختلفة من تنوع طبيعي وشواهد رائعة تحكي عن عراقتها التراثية وبصماتها الإبداعية والتي عكست مدى البراعة والتفوق الذي امتاز به العباقرة العمانيون على مر السنين وعندما يتحدث الزائر عن السياحة بالسنينة ومنطقة السلاحية والعويدة والقرى والبلدات التابعة لها يقصد مواقعها الطبيعية فإن أول ما يجذبه إليها هي رمالها الناعمة بألوانها الذهبية التي تمتد على مد البصر والتي تنعم بالهدوء والراحة التي يطلبها الزائر خلال تجوله، ويوجد بالولاية عدد من الأودية الواسعة التي تتوفر بها تلك العناصر منها وادي السنينة والسلاحية والسيفة وغيرها من الأودية، وهي تعد مزارات سياحية لمحبي الرحلات الخلوية وتشهد زيارات كثيرة خصوصا عند هطول الأمطار وجريان الأودية والشعاب واخضرار الأرض بالأعشاب المختلفة، ويوازي ذلك أيضا من حيث الجمال المساحات الصحراوية المترامية الأطراف التي يكسوها جمال الطبيعة وتستقطب أعدادًا كبيرة من محبي رحلات البر وتتميز الولاية أيضا بسهولها التي تحتوي بين جنباتها مزارع النخيل الغناء التي تشكل لوحات لا سيما في منطقة السلاحية ذات الجمال والبهجة، والتي تضم المزارع المختلفة والمنتشرة على جانبي الوادي وكذلك المساحات الواسعة التي تضم أعدادا كبيرة من الأشجار الخضراء المختلفة والأماكن الجميلة لقضاء يوم كامل بين أحضان الطبيعة حيث الجو المعتدل خلال هذه الفترة كما تزخر الولاية بعدد من الحصون الأثرية التي تحكي عن قصص الماضي وعراقة التاريخ وتحافظ على جمالها متحدية الزمن بكل شموخ وهيبة في صلابتها.
تاريخ قديم
كما تتميّز الولاية بالحارات القديمة ذات الطابع المعماري العماني والتي لا تزال تعانق الزمن بأروقتها ومداخلها وجدرانها الطينية وتنوّع أشكالها وشموخها رغم قسوة العوامل الطبيعية التي تشهدها الولاية وهذه الحارات لها أيضا مدلولاتها الخاصة فكم شهدت من قصص وحكايات في الماضي وكم احتوت بداخلها مجالس شكلها الآباء والأجداد تبعا للظروف السائدة في ماضي الزمن فيا له من جمال وإبداع يدل على عبقرية العمانيين في التصميم والزخرفة بأنامل أياديهم الناعمة، والدليل على ذلك تلك الحارات القديمة الرائعة التي ارتسمت بها تقاسيم التكافل الاجتماعي والتعاون الماضي، كما توجد بالولاية عدد من الحصون والأبراج القديمة التي هي واجهة سياحية للولاية والمناطق المجاورة فقد كان لها مكانة كبيرة حيث تقام فيها البرزة العمانية ويقضي الناس فيها حوائجهم الشخصية والعامة وهذه الحصون تقع في مكان مرتفع من الأرض وتطوقها مزارع النخيل الباسقة من كل الاتجاهات، وهي ما زالت شامخة بأصالتها وقوتها وصمودها العمراني وهذه المجموعة من الحصون تجذب السّياح، وهي تحكي عن عبق من التاريخ والتراث العماني الأصيل الذي يوجد في بلدنا الغالية عمان، والذي يحكي عن الماضي.
بين الأمس واليوم
التقينا بالوالد عبدالله بن حمد بن محمد بن مفتاح الشامسي أحد أبناء هذه الولاية ليحدثنا عن ذاكرة الماضي وحياة الحاضر التي يعيشونها في عهد مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - وما تحقق لعمان الطيبة في ظلّ قيادته الحكيمة، حيث قال: «لقد شهدت عمان الغالية نهضة تنموية وحضارية في شتى المجالات، وفي عهد النهضة المباركة وما تحقق اليوم من منجزات مقارنة بما كان عليه الحال في الماضي قبل السبعين». وعن طبيعة الحياة قبل النهضة المباركة، قال: «إن الحياة قديما فيها نوع من المشقة والتعب وهناك فارق كبير بين ما نعايشه بالأمس واليوم فلم نتوقع أن تكون هناك أي خدمات ولا مشاريع تنموية أو خدمات تتوفر تخدم المجتمع كالمستشفيات والمدارس والكهرباء والطرق والمياه والمؤسسات الحكومية والمساكن الاجتماعية وغيرها، أما اليوم فهناك فرق شاسع وعظيم فقد تحقق ما كنا نتمنى على يد رجل عظيم أحب شعبه وأحبوه حيث أنارت عمان بضياء نور فجر النهضة بفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - وتوفرت الخدمات والمشاريع التنموية وجميع ما يلزم الإنسان في الحياة».
الحياة البرية
كما أضاف عبدالله بن حمد الشامسي قائلا: «إن ما ينعم به المواطن العماني في شتى ربوع هذا الوطن الغالي هو من ثـمار النهضة المباركة وأن ولاية السنينة والحمد لله أصبحت مزدهرة بمشروعاتها وخدماتها وأشجارها التي تزين شوارعها العامة والداخلية حيث تتميز ببساط أخضر يجذب الزائر كما أن هذه الخدمات تشمل جميع المجالات الخدمية حيث توجد حديقة عامة تحتوي على وسائل الراحة والترفيه بأشجارها المختلفة التي تبهج العين برؤيتها فقد تم زراعتها بالحشائش الخضراء لأجل المنظر الجمالي وهي تعطي رونقًا جذابًا للزائر والمقيم والجدير بالذكر أن ولاية السنينة قد نالت الكثير من المشاريع التي تخدم أبناء الولاية والقاطنين فيها، وتوجد بها أماكن سياحية منها العويدة والرويضات التي تعد متنفسًا لهواة ومحبي الرمال الصحراوية والحياة البرية حيث إن بيئة الكثبان الرملية تشكل لوحات فنية نابعة بالحياة البدوية الهادئة وتحتضن قرى رملية تعد أكثر خصوبة نظرا لوفرة المياه هذا ويمتهن غالبية الأهالي بالزراعة التي تعد مصدر رزق الكثير منهم كما تشتهر الولاية بزراعة البرسيم والنخيل وتزخر ببيئة طبيعية تمتلئ بأشجار السمر والغاف والسدر.
تربية الإبل
أيضا في السنينة هناك الثروة الحيوانية التي تعد المصدر الأول لدخل الفرد وتربى فيها العديد من الماشية كالإبل والأغنام وحول ذلك التقينا المواطن عبدالله بن سعيد الغساني. ويقول: «إننا لدينا مجموعة من الجمال منها المفاريد والحول واللقايا والثنايا والاجذاع وللإبل أسماء وكل واحدة تنادي باسمها المعتاد عند مالكها ومن أسماء هذه الإبل الشاهينية وفرحة والغزيلة وسرابة والحمراء وصوغة وغيرها، وأضاف الغساني قائلا: «منذ طفولتي وأنا أمارس مهنة تربية الإبل والماشية وقد تعلمناها من الأجداد والآباء ونحن اليوم نعلم أبناءنا هذا الموروث وللإبل مردود اقتصادي لدى أصحابها خلال بيعها ومنها النوق الأصايل والسلالة الطيبة والمشهود لها، أما من ناحية الاهتمام بها فإننا نبذل الغالي والنفيس لأجلها خاصة النوق السبق حيث نطعمها بأكلات متنوعة خاصة كخلطة الشعير والسمسم والبقوليات والحليب الطازج والعسل والتمر والبرسيم والأعلاف الحيوانية، كما أننا نعتني بها عناية تامة بتحصينها لسلامتها من الأمراض والآفات المعدية ويقوم مركز الزراعية بالولاية بتوفير الإبر والحبوب والسوائل لحمايتها من الآفات والطفيليات كالقراد والزنبور وغيرها من الحشرات والآفات الضارة إذ إننا مربون للإبل ومهتمون بها كما أنها تعطي أصحاب النوق الدافع والاهتمام لهذا الموروث الأصيل كون الولاية تشارك في العديد من المحافل والمناسبات والأعياد سواء داخل الولاية أو في الولايات ومحافظات السلطنة.