علي بن راشد المطاعني
أحد القراء اقترح أن تكون للمساجد في السلطنة أراض سكنية وتجارية تمنح من وزارة الإسكان لاستثمارها بما يعود بالفائدة على بيوت الله ولتساهم في إعمارها وصيانتها، وإضافة أوعية استثمارية أخرى إلى ما تملكه دور العبادة من أوقاف وتبرعات لتسهم جميعها في بقاء المساجد منارات مضيئة ترقى إلى ما نصبو إليه بأن نرى بيوت الله عز وجل أفضل وأجمل وأبهى، ذاك هو الفلاح عينه إن نحن حققنا تلك الغاية شاهقة العلو.
هو أمر وهي غاية تتطلب من وزارة الإسكان ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية تبني مثل هذه المقترحات الرائعة والعمل بجد وبأسرع وقت ممكن لإيجاد أراض تسجل كوقف باسم المساجد وتستثمر لصالحها.
اليوم وزارة الإسكان تُملك الأراضي السكنيـــة والتجاريـــة والصناعية والزراعية وغيرها من الاستخدامات للأفراد والشركات، في حين أن تمليك بيوت الله لعقـــارات تستثمر لصالحها، أمر حميد يعود بالفائـــدة عليها، والأهم من كل ذلك هو نيل مرضاة الله عز وجل وهي غاية سامية وفي طلبها يبذل كل غال ونفيس وعزيز أملا أن يكون هذا الجهد محققا لمرتبة التقوى ولدرجة الإيمان شاهقة العلو.
وفي مدارج الدنيا فإن هــذا العمل يضفي قيمة كبيرة لهــا إزاء تحسين وتجويد الصيانة وتوفيــر المال اللازم للصرف على الخدمات المستمرة كالكهرباء والمياه وغيرها من الفواتير الروتينية، لتغدو رافدا جديدا ثابتا يضاف لجهود أصحاب الأيادي البيضاء والذين ينفقون برضى وسعادة من أجل أن تبقى هذه البيوت عامرة بالصلوات.
إن الدعم الحكومي للمساجد ليس بالضرورة أن يكون ماديا على صيغة تحمل فواتير خدمات الكهرباء والمياه وصيانة بعضها، وإنما الأهم هو إيجاد أصول ثابتة تدر دخلا ثابتا وقابلا للزيادة يكون معينا لها في إدارة الصرف عليها وفي كل الظروف والأحوال.
فاليوم هناك ما يربو على 14.000 مسجد وجامع في السلطنة تتوزع على ولاياتها المختلفة، فإذا عملت الجهات المختصة بالإسكان والأوقاف على استحداث قطع أراض في الولايات لتكون وقفا للمساجد سيكون تلك خطوة أو خطوات في الاتجاه الصحيح.
نحـــن نـــدرك أن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تشترط أن تتضمن مخططـــات المســاجد والجوامع مساحات لإقامة بعض المحلات التجارية للصرف على بيوت الله من ريعها، ولكن الكثير من المساجد في الحارات أصولها لا تدر دخلا كافيا يساعدها على الوفاء بتصريف شؤونهــا، ولكــن إذا خصصت لها أراض بمختلف الاستخدامات فإن ذلك يضمن تحقيق الغاية النبيلة التي أشرنا إليها.
نأمل بالفعل أن نرى هذه المقترحات وقد تحولت إلى واقع ملموس، ومن بعد ذلك سنرى مساجدنا وقد تدثرث بروعة هذا العطاء اللامحدود.