الحمراء: طالب بن علي الخياري
يدفع الفضول الكثير من الزوار والسياح من زائري ولاية الحمراء إلى مكان قصي عن الولاية؛ لمشاهدة صخرة يقدر عمرها بمئات السنين بحسب رواية الأهالي لكنها بكل تأكيد يعود عمرها الجيولوجي لآلاف السنين.
فقد استولت هذه الحصاة الضخمة على ذاكرة الأهالي منذ قديم الزمان ونسجت حولها حكايات عدة صارت متداولة بينهم من جيل إلى جيل.
الحصاة هي حصاة بني صلت والتي تبعد عن مركز الولاية حاليا كيلو مترا فيما كانت في السابق تبعد عنه 5 كيلو مترات، إذ تقلصت المسافة بسبب الزحف السكاني.
وتقع الحصاة وسط وادي الخور ملتقى أودية الحمراء مجتمعة والمعروفة بغزارة مياهها، وهذا الموقع عند سفح قرن كدم الذي ينطوي أيضا على العديد من الآثار القديمة، والتي من بينها حوض لتجميع مياه الأمطار في الماضي للاستفادة منه في وقت الشدة، إلا أن الحصاة استطاعت الصمود في وجه تيارات مياه الأودية الجارفة.
وهي صخرة كبيرة شبه دائرية وترتفع حوالي ثلاثة أمتار عن قاع الوادي وتحيط بها أشجار الغاف والسدر والراك من ثلاث جهات، كما أن هذه الحصاة منفردة عن الجبل الذي يعتليه قرن كدم وتتميز بوجود رسومات على أوجهها لفرسان وخيول ويوجد بها كتابات تعود لعصور ما قبل التاريخ، حيث يدل ذلك على استيطان الإنسان القديم.
تقول الحكايات أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى فارس مغوار كان اسمه صلت، وكان رجلاً شجاعاً لا يقدر أحد على مبارزته، وكان أعداؤه والمتربصون به كثر، وحتى يتخلصوا منه فكروا في حيلة للانقضاض عليه وهي عرقلة الحصان الذي يمتطيه ثم الانقضاض عليه، فغمروا الطريق الذي يسلكه بالمياه حتى تصبح وحلاً، وبالفعل دخل الفارس ولم يستطع الخروج من تلك الأرض، حتى خارت قوى الحصان وانغرست قوائمه في الوحل، فما كان من الفارس إلا أن ترجل من ظهر الحصان ودفعه بما أوتي من قوة وأخرجه من ذلك المأزق. وكانت كل الأرض موحلة ولا مفر أمامه إلا أن يجتاز تلك الحصاة الضخمة، إذ كان محاصرا من كل الجهات من الذين يعملون للتخلص منه، وحينما اقترب الحصان إلى تلك الحصاة لم يستطع أن يجتازها، وهنا أدرك الفارس أنه واقع في الهلاك لا محالة، وكي يخلص الحصان الفارس من هذا المأزق رجع إلى الخلف وانطلق بسرعة كبيرة وقفز قفزة لم يعهدها الفارس، وضرب برجله على سطح الحصاة، فتشكلت حفرة بقي أثرها حتى الآن كما تقول الحكايات الشعبية.
ويشكل موقع الحصاة مزارا سياحيا للزوار والسياح من من داخل السلطنة وخارجها. وهذا الموقع في حد ذاته موقع سياحي خصوصا عند استمرار جريان الأودية، إذ انسيابية الأرض هناك وجميع مياه الأودية تصب في هذا الموقع إلى جانب ما يحمله من عبق تاريخي.