من خلال تقوية قدرات الجيش الأفغاني القتالية ترامب يسعى لتحجيم مكـاسـب طالبـان

الحدث الخميس ٢٤/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٥٠ ص

واشنطن - - ووكالات

قال مسؤول إن تحجيم مكاسب حركة طالبان وتقوية قدرات الجيش الأفغاني القتالية هدفان مهمان في استراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة لأفغانستان.

كان ترامب تعهد في كلمة بثها التلفزيون في وقت سابق بتصعيد الحملة العسكرية على مقاتلي طالبان الذين كسبوا أراضي من الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة.
ولم يقدم ترامب، خلال استعراض استراتيجيته لمنح الجيش الأمريكي المزيد من السلطات لاتخاذ قرارات ميدانية، جدولا زمنيا لتحديد ما إذا كانت المهمة حققت نجاحا أو كيف يمكن للقادة الحكم على إحراز نجاح.
لكن المسؤول الكبير بالإدارة الأمريكية قال إن أحد المقاييس العامة لإحراز نجاح هو تحديد الأراضي الواقعة تحت سيطرة حكومة أفغانستان أو حركة طالبان أو جماعات متطرفة أخرى مثل الجماعة التابعة لتنظيم داعش في أفغانستان.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه «وكذلك عدد المقاتلين ووجود تنظيم القاعدة وتنظيم داعش ومدى قوتهما وعدد مقاتليهما وشكل معسكراتهما التدريبية وما هي شبكات تمويلهما».
وتابع أن من بين العناصر المهمة أيضا هو فاعلية الجيش الأفغاني وما إذا كانت القوات المسلحة بقيادة الولايات المتحدة قادرة على مساعدته على السيطرة على بعض الأراضي التابعة لطالبان.
وقال المسؤول إن ترامب، الذي لم يكن حريصا على الموافقة على الانخراط بشكل أكبر في أفغانستان بعد حرب دامت 16 عاما، يريد متابعة عن كثب ما إذا كان يتم إحراز تقدم.
وأضاف «أعتقد أننا سنقيم الوضع بشكل مستمر.. لا أتوقع أن نرى أي مكاسب حقيقية تتحقق لمدة ستة شهور على الأقل ولكن من بعد هذه المرحلة لن نتوقف أبدا عن تقييم الوضع».
وكانت قوات أفغانية مدعومة بالولايات المتحدة أطاحت بحركة طالبان المتشددة من السلطة بنهاية العام 2001 لإيوائها أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الراحل والعقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر على نيويورك وواشنطن في نفس هذا العام.

عملية تصاعدية
قال ثلاثة مسؤولين أمريكيين أمس الأول الثلاثاء إن الإدارة لم تضع بعد مقاييس محددة لقياس التقدم في أفغانستان وتقييم مساهمة حكومة أفغانستان وباكستان والهند وحلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي.

وقال أحد المسؤولين إنه ليست هناك جدوى «من تحديد أهداف محددة أو الإعلان عنها لأن ذلك سيخاطر بأن يجعل شركاءنا يعتقدون أنه بمجرد أن يحققوا هذه الأهداف لن يتحتم عليهم القيام بالمزيد».
وأضاف «ما نسعى إليه هو عملية تصاعدية، على سبيل المثال تواصل قوات الأمن الأفغانية تنمية قدراتها إلى أن تصل للمرحلة التي لا تحتاجنا فيها وأن تستمر حكومة كابول كذلك في تحسين سجلها المتعلق بالقضاء على الفساد وتحسين الحكم المحلي والإقليمي والقومي».
وأثار آدم شيف أكبر عضو ديمقراطي بلجنة المخابرات في مجلس النواب الأمريكي نقطة مهمة أمس.
وقال شيف في بيان: «النهج ’المعتمد على أوضاع خاصة’ يرضي القادة العسكريين لأنه يجعل طالبان غير متيقنة إلى متى يمكن أن تنتظر خروجنا كما أنه يقلل الضغط على الحكومة الأفغانية كي تصلح نفسها ويمنح الشعب الأفغاني أمرا جديرا بالقتال من أجله لأنه يشير إلى رغبة مستمرة لإنقاذهم لأجل غير مسمى».

قرار ترامب
قال رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية الجنرال ديفيد جولدفين لرويترز: إن القوات الجوية ربما تكثف غاراتها في أفغانستان وتوسع تدريب القوات الجوية الأفغانية في أعقاب قرار الرئيس دونالد ترامب بالمضي قدما في الحرب الدائرة منذ 16 عاما.

ولكن جولدفين قال إنه ما زال يدرس الأمر.
وعندما سئل جولدفين عما إذا كانت القوات الجوية ستخصص مزيدا من الأصول العسكرية لأفغانستان حيث تشارك الولايات المتحدة في أطول حرب في تاريخها لم يقل سوى إن ذلك «ممكن».
وقال في مقابلة مشتركة مع وزيرة القوات الجوية هيثر ويلسون «إن من السابق لأوانه بشكل فعلي تحديد ما يعنيه ذلك فيما يتعلق بالزيادات والتخفيضات».
ومع ذلك فقد اعترف أن القوات الجوية تدرس «بالتأكيد» إمكانية زيادة القوة الجوية لدعم القوات البرية الأمريكية من بين أشياء أخرى في أعقاب وعد ترامب بتعزيز الحملة ضد مقاتلي طالبان الذين حققوا مكاسب في مواجهة القوات الحكومية الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة.
وقال جولدفين الشيء نفسه بالنسبة لتوفير التدريب للطيارين الأفغان.
وأشارت ويلسون إلى أن الجيش الأفغاني حقق خطوات واسعة بفضل التدريب والمعدات الأمريكية ولكنه أضاف: «أعتقد بأمانة شديدة أن هناك طريقا طويلا يتعين قطعه». وتولت ويلسون هذا المنصب قبل ثلاثة أشهر.
وفي كلمة ألقاها مساء الاثنين رد ترامب على ما يبدو على دعوة من قائد القوات الأمريكية على الأرض لإرسال آلاف من الجنود بالإضافة إلى نحو 8400 جندي موجودين حاليا في أفغانستان للخروج من مأزق مع مقاتلي طالبان.
وقال ترامب إن الولايات المتحدة لن تكشف النقاب عن أعداد القوات ولكن مسؤولا أمريكيا قال لرويترز إنهم قد يبدأون في التحرك سريعا. وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس يوم الثلاثاء إنه سيحدد مستويات القوات في أعقاب مراجعة يقوم بها القادة العسكريون.
وكان مسؤولون عسكريون أمريكيون قد أبدوا إحباطهم خلال أحاديث خاصة في فترة إدارة الرئيس السابق باراك أوباما من عجزهم عن ضرب أهداف كثيرة لطالبان من بينهما معسكرات تدريب إلا إذا ثبت أنها تشكل تهديدا مباشرا للقوات الأمريكية أو تأثيرا كبيرا على الدولة الأفغانية. وقالت ويلسون إن ترامب يعطي مرونة أكبر على ما يبدو لمهاجمة المتمردين.
وأدلى جولدفين وويلسون بهذه التصريحات لرويترز أثناء عودتهما للولايات المتحدة بعد جولة استمرت تسعة أيام شملت زيارة لأفغانستان، حيث عزز الجيش الأمريكي قوة نيرانه ضد تنظيم داعش في الأشهر الأخيرة حتى مع مساعدته القوات الأفغانية على محاربة طالبان.
وبالنسبة للقوات الجوية الأمريكية بشكل خاص فإن حجم التعهد الأمريكي لأفغانستان يفوق بكثير عدد الطيارين الذين تم إرسالهم إلى هناك. وتدعم شبكة من المنشآت الأمريكية عبر الشرق الأوسط الحملة الأفغانية بما في ذلك قواعد في قطر ودولة الإمارات.
ومع ذلك فإن أي زيادة كبيرة في استهداف الولايات المتحدة لمقاتلي طالبان وتنظيم داعش سيتطلب على الأرجح تخصيص قدر أكبر من الأصول العسكرية الأمريكية لبناء مخابرات وضرب أهداف المتمردين وتوفير الدعم للقوات الأمريكية في الميدان.