مسقط - وليد العبري
تسأل من تسأل في الشـارع الرياضي عن حالـة الكرة العمانية قياسا بمقتضيات العصر الحديث لكرة القدم ستكون الإجابـة حتما أننا بعيدون كثيرا عن اللحاق بركب السائرين نحو الأمـام، بل نحن نقف في مكان واحـد منذ فترة ليست بالقصيرة فلا تلبي الأنديـة بمرافقها وأرضياتها طموحـات الشباب ولا تجد هذه الأنديـة أساسا السند من أبنائهـا وقت الشدة، وإن أرادت العمل بمعزل عنهم ستمضي في طريق ستعود منه سريعـا فكرة القدم والعمل بها منظومـة متكاملـة أو هكذا يجب أن تكـون، ظاهرة استقالة إداراة الأنديـة أو تساقط أعضاء هذه الإدارات واحدا تلو الآخـر تطل برأسها من جديد فيا ترى ما هو الجديد في ذلك؟
في الأيام الفائتة فقط دخلت ثلاثـة أندية في طريق الاستقالـة وعدم الاستمرار في مجلس الإدارة وهذا الأمر قد يكون طبيعيا لو حدث بعد نهاية الموسم مباشرة لإتاحـة الفرصـة لمن هو آت في الطريق، ولكن أن يتم التخلي عن المسؤوليـة قبيل بدايـة الموسم فبكل تأكيد هي استقالا مسببة ولها أسباب ومسببات ولا تحتمل التأجيل، مجلس إدارة نادي العروبـة بقيادة الشيخ عبدالله المخيني كان قد أعلن عن عد اسمتراره رئيسا للنادي لفترة أخرى قادمـة عقب نهايـة فترته الحالية وهو من قدم الشيء الكثير للمارد بل وشارك في بناء أرضيـة صلبـة تنبؤ بمستقبل أفضل في النادي على صعيد الإستثمارات، هذه مرت سريعا ولكن تبقـى مفاجئـة، حيث توقع الكثيرين استمراره لفترة أخـرى قادمـة ولكنه فضل الترجل والاصطفاف في طابور الداعمين، الصدمة الكبرى كانت استقالـة رئيس نادي صحار الشيخ سالم بن عامر الحامدي من منصبـه، وهو الذي أكمل عاما واحدا فقط على رئاسـة النادي، وتبقت له ثلاثة أعوام، وهذا الأمر الذي يؤكـد أن هناك عدم التزام من الداعمين للفريق، حيث يعاني صحار ضائقـة مالية كبيرة جعلته يفرط في أبرز لاعبيه وهو لا يبدو قادرا على الوقوف على قدميـه قبيل انطلاقـة الموسم الجديد، الاستقالـة الثالثـة كانت جماعيـة إدارة نادي الخابورة الذي هبط الموسم الفائت لدوري الدرجـة الأولـى وتخلي الإدارة عن الفريق في هذا التوقيت أمر يدعو للتساؤل عن الأسباب والمسببات أيضـا، ويرى الكثيرون أن هذه الخطوة كانت من الممكن أن تكون منطقية لو تمت بعد هبوط الفريق للدرجة الأولى مباشرة وليس قبل انطلاقـة الموسم الجديد، هذه ثلاث نماذج فقط ظهرت للسطح خلال الأيام القليلـة الفائتـة فما الذي تخبئـه الأيام المقبلـة وهل سنشهـد استقالات جديدة؟!
القاسم المشترك بين عموم الأنديـة العمانية أنها تستند لأرضيـة هشـة ولا تتسطيع تسيير مناشط الفريق بدون اللجوء للداعمين وهذا الجزء الأخير يغيب عن عن غالبيـة الأنديـة، ويظهر بين فترة وأخـرى في البعض بدون ديمومـة واضحة ولعل هذا هو ما يفسر تباين مستويات الأنديـة في موسم لآخـر، تجد الفريق يستقطب اللاعبين في موسم للمنافسـة ثم يستجدي البقاء ويتشبث بالصمود بين الكبار، الملاحظ هذه الفترة بالذات هناك أزمـة تخنق غالبية الأنديـة والساحـة باتت فارغـة لثلاثـة أندية فقط تستقطب اللاعبين بينما يقف الباقي مفتشا عن مخرج لأزمـة خانقـة!!
فهـد العريمي: عشوائية العمل وعدم توازن الفكر والمـادة السبب
ويقول المدرب الوطني فهد العريمي والذي عايش العديد من مجالس إدارات الأنديـة وتنقل بين عدة محطات في السنوات الفائتة أن السبب الأساسي هو انعدام التوازن بين الفكر والمـادة، وتحديث العريمي في بداية حديثـه لـ”الشبيبـة” قائلا: قبل كل شيء دعونا نتحدث عن جانب مهم للغاية، وهو أن أغلب الأندية إن لم يكن كلهـا غير مكتملة النصاب القانوني فيهـا كما هو محدد في النظام الأساسي وفقط الرئيس ونائبـه والمسؤول المالي هو من يقودون دفـة الأنديـة، وهذا ما يجعل الأمر صعبا للغايـة وإن وجد باقي الأعضاء في الأندية فهم لملء الفراغ لا أكثر وهذا ما يجعل مسؤوليـة الرئيس أكبر مما يتحمل، وتابع حديثـه: من أجل إنجاح أي مجلس إدارة لا بد أن يعمل الفكر والمادة بشكل متوازي ومتوازن، وهذا ما ينقص إدارات الأنديـة فأحيانا يحضر عنصر ويغيب الآخر، وأحيانا الاثنين يغيبان وهذه هي الكارثـة الأكبر التي تحل بأي نادي، وأضاف: لكل نادي سقف طموحات وأيضا موارد ماديـة وعليه العمل وفق ما هو متاح ومخطط له بالإمكانيات المتاحـة وعدم القفز عاليا فوق إمكايناته، لأنه هنا سيسقط عاجلا أم آجـلا، وأردف العريمي قائلا: من خلال تجربتي بالعمل مع العديد من الأنديـة أعي تماما أن المشكلة ليست ماديـة فقط ولكن أيضا فكريـة، حيث لا يعي كل عضو داخل مجلس الإدارة أهمية وجوده بل يعتقد أنه تابع للرئيس وليس للنادي، والاثنان يعملان في منظومة واحدة مهما اختلفت وظائفهمـا، وبالتالي توزيع الأدوار مهم للغايـة بل هو كل الأهميـة في أي منظومـة، وبالتالي العمل لما هو متاح بالإمكانيات التي تتوافر وليس شرطا أن نرى النتائج في حينهـا بل تظهر في السنوات المقبلـة، ومن يأتي يكمل هذا العمل ولكن معنـا الوضع مختلف، فالإمكانيات في الغالبيـة شحيحـة وينعدم الفكر، وبالتالي نرى هذه الاستقالات التي لن تهدأ بل أتوقع أن يتواصل مسلسلها فيمـا هو قادم.