إعداد - د. علي الفريسي
طبيب عام بمركز مسقط الصحي
تشير الدراسات أن أعداد الإصابات بمرض السكري في تزايد بسبب نمط الحياة غير الصحية، الأمر الذي وجب علينا الوعي بالمرض وكيفية تجنبه وتجنب المضاعفات في حالة الإصابة. ومن العوامل التي تؤدي إلى مرض السكري العامل الوراثي والذي يعتبر «عامل لا يمكن التحكم فيه»، إذ إن الشخص إذا لديه أب أو أم مصابين بالسكري فهذا يعني أنه لا يستطيع أن يغير في العامل الوراثي، أما العوامل الأخرى والتي تعد «عوامل يمكن التحكم فيها» والتي لو تم التركيز عليها والتحكم بها يمكن أن يساهم ذلك في تجنب مرض السكري بشكل كبير، ومن هذه العوامل الســمنة وقلة النشـــاط البدني والتغذية غير الصحية.
ومن النصائح المهمة التي من خلالها يمكن تجنب السكري وتجنب مضاعفاته وعيش حياة صحية:
■يمكن أن نساهم في تكوين عادات صحية لأطفالنا تجنبهم مرض السكري في المستقبل وذلك من خلال تعويدهم على الأكل الصحي الغني بالبروتينات والخضراوات والفواكه وتجنب الحلويات والعصائر المشبعة بالسكريات الضارة بالإضافة إلى تربيتهم على حب الحركة والنشاط والرياضة والنوم المبكر.
■أما بالنسبة للأشخاص البالغين وغير مصابين بالسكري فعندهم فرصة كبيرة لتجنب السكري فعليهم أن يبدأوا بتخفيف الوزن واتباع نظام غذائي صحي قدر المستطاع يكون قليل الســكريات ويحتوي على منتجات حبــوب الشعير وبما يعرف بالطحين الأسمر، وعليــهم الالتزام بحصة رياضـــية منتظمة وزيادة النشاط البدني والابتعاد عن الكسل بالإضافة إلى عيش الحياة الكريمة والابتــعاد عن الضـــغط النفسي.
■التأكيد على نفس النصائح السابقة بالنسبة للأشخاص الذين لديهم مقدمات مرض السكري أي مرحلة ما قبل السكري، إذ يكون معدل السكر مرتفعا في الدم ولا يصل لمستويات مرض السكري، وهذه الفئة يجب الحرص عليها أكثر لأنهم قريبون من الإصابة بالسكري، فعليهم بحمية غذائية خاصة ونشاط بدني رياضي منتظم بتوجيه من الطبيب وأخصائي التغذية وهذا يجنبهم السكري وبالتالي يجنبهم البدء في العلاج بالأدوية سواء كانت حبوب أو إبر الأنسولين.
■أما فئة المصابين بالسكري فهي ليست في نهاية المطاف بل يمكن أن يعيش الشخص المصاب بالسكري ويستمتع بحياته بحيث يسيطر على المرض ويحمي نفسه من المضاعفات. إن التحدي الكبير عند المصابين بالسكري يكون في حماية أنفسهم من مضاعفات المرض، إذ إن هناك فرقا كبيرا بين مريض السكري من دون مضاعفات ومريض السكري مع المضاعفات. وقد تكون المضاعفات المحتملة للسكري قصيرة المدى وتعد حالات طارئة مثل ارتفاع كبير في سكر الدم والذي يمكن أن يسبب حموضة الدم السكري، وأيضا مضاعفة أخرى هي نقص شديد في سكر الدم بسبب عدم التزام المريض بنصائح الطبيب في أخذ العلاج. وأما المضاعفات البعيدة المدى تتطور تدريجيا مثل أمراض القلب الوعائية وضعف الأعصاب والفشل الكلوي وضرر في العينين واختلال الوظيفة الجنسية وضعف أعصاب وشرايين القدمين. ولذلك يجب على مريض السكري الحرص على موازنة مستوى السكر في الدم من خلال الالتزام بالعلاج واتباع نصائح الطبيب في أخذ العلاج والنظام الغذائي والرياضي المنصوح به.