
مسقط -
يُعرف التطوع بأنه «الجهد الذي يبذله أي إنسان بلا مقابل لمجتمعه بدافع منه للإسهام في تحمّل مـــــسؤولية المؤسســــــة التي تعمل على تقـــــديم الرعاية الاجتماعية».
ويعدّ العمل التطوعي في أي شكل من أشكاله وحجم الانخراط فيه رمزاً من رموز تقدم الأمم وازدهارها، فالأمة كلما ازدادت في التقدم والرقي، ازداد انخراط مواطنيها في أعمال التطوع الخيري. كما يعدّ الانخراط في العمل التطوعي مطلباً من متطلبات الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في المجالات كافة. فتعقد الحياة الاجتماعية وتطوّر الظروف المعيشية والتغيّرات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والتقنية المتسارعة تملي علينا أوضاعاً وظروفاً جديدة مما يستدعي تضافر جهود المجتمع كافة لمواجهة هذا الواقع وهذه الأوضاع. ومن هنا يأتي دور العمل التطوعي الفاعل والمؤازر للجهود الحكومية. كما أن تزايد الطلب على الخدمات الحكومية نوعاً وكماً أصبح يشــــكّل تحدياً أمام الموظفين الحكوميين مما يتطلب وجود جهات مـــــساندة النظم الحكومية في تقديم الخدمات.
وقد أثبتت التجارب أن بعض الأجهزة الحكومية لا تستطيع وحدها تحقيق غايات خطط ومشاريع التنمية كافة دون المشاركة التطوعية الفعّالة للمواطنين والجمعيات الأهلية التي يمكنها الإسهام بدور فاعل في عمليات التنمية نظراً لمرونتها وسرعة اتخاذ القرار فيها. ولهذا اعتنت الدول الحديثة بهذا الجانب لمعالجة مشاكل العصر والتغلب على كثير من الظروف الطارئة، في منظومة رائعة من التحالف والتكاتف بين القطاع الحكومي والقطاع الأهلي.