مسقط-فريد قمر
كثيرة هي إنجازات السلطنة السياحية، والتراكم الذي يحصل في الإنجازات يعكس توجها ثابتا لجعل القطاع السياحية على رأس أولويات التنمية في السلطنة. ولعل آخر تلك الإنجازات إعلان منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة عن اختيار السلطنة لعقد المؤتمر العالمي للسياحة والثقافة بنسخته الثانية والذي سيكون بعنوان «تعزيز التنمية المستدامة»، وذلك من 11 إلى 12 ديسمبر 2017 المقبل في مسقط.
ويشكل المؤتمر مناسبة عالمية تجمع وزراء السياحة ووزراء الثقافة بهدف بناء وتقوية والشراكات بين قطاعي السياحة والثقافة، وتعزيز دور القطاعين في خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة للعام 2030.
وعن أهمية المؤتمر قال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي إن العام 2016 شهد 1.2 بليون مسافر بهدف السياحة حول العالم، وأوضح أن هذا الرقم سيرتفع إلى 1.8 بليون في العام 2030. وأضاف الرفاعي في تسجيل له عرض للإعلان عن المؤتمر: «إن السياحة تشكّل 10 في المئة من الناتج المحلي حول العالم وكل 1 من عشر وظائف حول العالم ترتبط بالسياحة، ما يجعل كل سائح يشكل فرصة للنم الاقتصادي، ولتحقيق مبادئ السلام والتفاهم بين الشعوب، وللحفاظ على التنمية الريفية والبيئة كثروة حقيقية».
وأكد الرفاعي «إن 40 في المئة من المسافرين يعتبرون أن السياحة الثقافية هي هدفهم الأساسي من السفر وهذه النسبة تزيد عاماً بعد عام». واختتم: «إذا كانت الثقافة تحكي رواية الشعوب والحضارات فإن السياحة هي التي نشر تلك الروايات وتروج لها، ومسقط هي مكان ممتاز لإقامة هذا المؤتمر» داعياً إلى مشاركة واسعة فيه.
فرصة استثنائية
وقال رئيس لجنة السياحة في عرفة تجارة وصناعة عمان علي بن سالم الحجري: إن إقامة المؤتمر في السلطنة يعكس مكانة عُمان على الخريطة السياحية والثقافية الدولية، ويعتبر أن هذا المؤتمر يخدم التوجه المطلوب والمتمثل بتشجيع سياحة المؤتمرات. ويعتبر أن أهمية الحد تمكن في كونه سيكون محطة التقاء لوزراء الثقافة والسياحة من مختلف أنحاء العالم ما يجعله محطة أساسية لاستعراض القيمة السياحية للسلطنة أمام أقطاب القطاع.
وأضاف الحجري:«علينا في السلطنة أن نكون مستعدين، والمؤتمر يبرز مسؤولية القطاع الخاص المتمثل بالفنادق والشركات السياحية والمنتجعات وقطاع الضيافة للترويج للسلطنة وتقديم نموذج عن مقوماتها التي تؤهلها لأن تكون وجهة سياحية مهمة عالمياً». وأوضح أن السلطنة تزخر بالوجهات السياحية الثقافية ذات الإرث الحضاري والإنساني وهي وجهات معروفة وجاهزة ويمكن الترويج لها والاستثمار فيها مباشرة».
ويأتي المؤتمر في إطار فعاليات الأمم المتحدة للعام 2017 الذي اختارته المنظمة ليكون العام العالمي للسياحة المستدامة من أجل التنمية، ويشكّل فرصة فريدة لاكتشاف الفرص السياحية والإضاءة عليها للمساعدة في تحويل العالم لمكان مزدهر للجميع.
ويقول بيان الأمم المتحدة الذي اطلعت عليه «الشبيبة» أن المؤتمر هو تكملة المؤتمر الأول لمنظمة السياحة العالمية (بالشراكة مع منظمة اليونيسكو) للسياحة والثقافة، الذي عقد في سيم ريب، كمبوديا في فبراير العام 2015، وستوفر منصة للتفكير في إعلان سيم ريب أن تعهد لاستكشاف أوجه التآزر بين السياحة والثقافة القطاعات للعمل في انسجام من أجل التنمية المستدامة.
وقد أعلنت الأمم المتحدة 2017 السنة الدولية للسياحة المستدامة من أجل التنمية، مما يوفر فرصة فريدة لاستكشاف وتسليط الضوء على المقومات السياحية للمساعدة في تحويل العالم إلى مكان الرخاء والرفاهية للجميع.
وفي هذا السياق، يحتل المؤتمر العالمي الثاني المعني بالسياحة والثقافة التابع لمنظمة السياحة العالمية واليونسكو مكانة بارزة كأحد الأحداث الرسمية في جدول أنشطة السنة العالمية للسياحة المستدامة من أجل التنمية.
سيتناول المؤتمر مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك تنمية السياحة وحماية التراث الثقافي والثقافة والسياحة في التنمية الحضرية والإبداع، واستكشاف دور الثقافة والسياحة كوسيلة للتنمية المستدامة في الوجهات السياحية في أنحاء العالم.