مسقط -
أعلنت جامعة السلطان قابوس عن موافقة مجلس الجامعة على إنشاء مركزين بحثيين جديدين في الجامعة هما مركز أبحاث الطاقة المستدامة ومركز أبحاث تقنية النانو. وحول دور وأهمية هذين المركزين قالت نائبة رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي د.رحمة بنت إبراهيم المحروقية: ستقدم هذه المراكز إسهامًا قيمًّا للبنية الأساسية للبحوث الجامعية التي تضم أحدث البرامج البحثية المقدمة من جميع كليات الجامعة وطاقمًا أكاديميًا وبحثيًا مؤهلًا من مختلف أنحاء العالم ومجموعة واسعة من مراكز الدعم والوحدات، وأحدث المختبرات. وسيضاف هذان المركزان إلى المراكز البحثية العشرة القائمة في الجامعة ليصبح مجموع المراكز البحثية بالجامعة اثني عشر مركزًا تخدم قطاعات حيوية في سوق العمل بشقيه العام والخاص.
وقال الأستاذ بقسم الكهرباء والحاسب بكلية الهندسة البروفيسور عبدالله بن حمد البادي: إن فكرة إنشاء مركز أبحاث الطاقة المستدامة في الجامعة أتت في البداية كاستجابة للتحديات التي تواجهها السلطنة الآن وفي المستقبل على حد سواء في مجالات الطاقة بسبب انخفاض الموارد التقليدية للوقود الأحفوري في حين ما يزال عدد السكان الشباب في البلاد في نمو متزايد، ولهذا يجب تنويع مصادر الطاقة في البلاد من خلال التوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وسيسهم مركز بحوث الطاقة المستدامة بلا شك في البحوث المتعلقة بمواضيع سياسة الطاقة واستراتيجياتها، والطاقة المتجددة، وأنظمة الطاقة الكهربائية المتكاملة، وإدارة الطاقة، ومن هنا سيقوم المركز بتوفير جميع المعلومات المتعلقة بهذه المجالات.
تتضمن المجالات التي سيبحثها مركز بحوث الطاقة المستدامة تلك المتعلقة بتوليد الطاقة واستهلاكها، واستخدامها الرشيد ومدخراتها، وجوانبها الاقتصادية والاجتماعية، ويمكن للمشاريع في هذه المجالات أن تسهم في تحقيق مزيد من القرارات القائمة على الأدلة القطعية فلا يوجد في الوقت الراهن نهج محدد وبارز في هذه المجالات ولذلك فإن البحوث التي سيجريها المركز يمكن أن تساعد في ذلك وفي الوقت نفسه تحدد أيضًا خطوات سياسة الطاقة المقبلة للبلاد. وذكر البروفيسور عبدالله البادي أن المركز سيساعد على بناء اتصالات أقوى بين الصناعة والأوساط الأكاديمية في مجالات بحوث الطاقة المستدامة وسيكون بمثابة مركز بحثي وطني يسهم في التنمية الاقتصادية وتنويع الاقتصاد.
كذلك أكدت د.المحروقية أن إنشاء هذا المركز البحثي يعدُّ برهانًا على التزام السلطنة بتعزيز البحث والابتكار في مجال الطاقة المستدامة بطرق تفيد المنظمات في القطاع العام والقطاع الخاص، ومن خلال تعزيز أبحاث المركز، يمكن للسلطنة أن تكون في الصفوف الأمامية في تطورات مجالات الطاقة المستدامة في جميع أنحاء العالم، ما يساعدها على الحصول على ميزة اقتصادية عالمية.
أما بالنسبة لمركز أبحاث تقنية النانو الذي جرت الموافقة على إنشائه فهو ذو أهمية إستراتيجية للسلطنة أيضًا، وعنه قال مساعد رئيس الكرسي البحثي لتقنيات النانو في مجال تحلية المياه الذي يموله مجلس البحث العلمي د.محمد بن زاهر العبري: مركز أبحاث تقنية النانو يمثل التطور الطبيعي للكرسي إذ أصبح الآن مركزًا بحثيًا متكاملًا. وقد كان تحول كرسي الأبحاث الأصلي بهذه الطريقة جزءًا مهمًا من أهدافه التأسيسية، كما جرى تحقيق الهدف من أجل مواصلة تعزيز مكانة السلطنة في مجال تقنية النانو، وهذا مجال ذو أهمية متزايدة في جميع أنحاء العالم بسبب تطبيقاته المحتملة في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية ولهذا السبب توجد مراكز بحوث النانو في الجامعات وغيرها من المنظمات التي تركز على البحوث في مجموعة من دول العالم. ونحو تحقيق هذه الأهداف المرجوة، سيعمل المركز البحثي لتقنية النانو كمركز تنسيق للجهود البحثية للجامعة في مجال تقنية النانو في جميع أنحاء السلطنة، وبالتالي تعزيز الكفاءة والإنتاجية وسيساعد المركز أيضًا على توطيد وجود الجامعة إقليميًا ودوليًا في مجالات تقنية النانو وعلى الصعيد الوطني، وسيضطلع بدور نشط في المشاركة في تطبيقات تكنولوجيا النانو في الصناعة، ثم سيكون بمثابة بيت خبرة في مجال تكنولوجيا النانو في السلطنة.
وفي هذا الصدد أيضًا قالت د.المحروقية: المركز البحثي لتقنية النانو هو تطور جدير بالتقدير إذ إنه سيكون من أوائل المراكز من نوعها في جامعة وطنية في دولة عربية خليجية مما سيمكن السلطنة من الاضطلاع بدور إقليمي رائد في المجالات الأساسية لبحوث النانو وسيحقق أيضًا خطوات كبيرة للبلاد نحو تطوير نفسها بدلًا من الاعتماد المفرط على صادرات النفط والغاز، وسيساهم في التحول إلى مجتمع قائم على المعرفة يمكن أن يعود تقدمه الخاص بالفائدة على العالم بأسره.