ماذا يخفي ترامب بشأن التدخل الروسي في انتخابات بلاده ؟

الحدث الأحد ١٨/يونيو/٢٠١٧ ١٨:٢١ م
ماذا يخفي ترامب بشأن التدخل الروسي في انتخابات بلاده ؟

واشنطن – ش قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, إن تصرفات الرئيس دونالد ترامب, منذ تفجر قضية التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016 , هي التي أعطت انطباعا لكثيرين بأنه يخفي شيئا.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 17 يونيو, أن الترجيحات بأن ترامب ربما عرقل العدالة تعود إلى جهوده المتكررة لوقف التحقيق في هذه القضية, عندما أقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" جيمس كومي, وتفاخره أيضا أمام دبلوماسيين روس زائرين بأن التخلص من كومي أعفاه من "ضغط كبير".

وتابعت " بينما لا يزال ترامب يصارع المأزق الذي يواجهه, فإن مجتمع المخابرات الأمريكي مقتنع تماما بأن روسيا نفذت هجوما على الديمقراطية الأمريكية, ومن ثم يجب معرفة ما حدث لضمان عدم تكرار مثل هذا الأمر".

وتساءلت الصحيفة "عن سبب اعتراض ترامب على إجراء تحقيق شامل ومستقل في القضية، إلا إذا كان لديه شيء يخفيه؟".

وكانت "واشنطن بوست", قالت أيضا إن ترامب يسعى بقوة لإقامة تحالفات مع بعض الدول ذات الثقل على الساحة الدولية للاستقواء بها على خصومه في الداخل.

وأضافت الصحيفة في مقال لها في 16 يونيو, أن ترامب يؤمن بشدة بنظرية "المؤامرة", ويرى في الكونجرس والمحاكم, التهديد الأكبر لاستمراره في منصبه.

وتابعت " ترامب يرى أن التهديدات الداخلية أكثر خطورة وأكثر إلحاحا، وهذا الأمر جعله يقيم بالفعل علاقات صداقة مع حلفاء خارجيين أقوياء للحفاظ على مكانته".

واستطردت "هذا يفسر سبب استرضاء ترامب للصين, وسعيه منذ البداية لفعل الشيء نفسه مع روسيا".

وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيقات التي تجري حاليا حول التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 ، وما إذا كان هناك أي تنسيق بين حملة ترامب الانتخابية والكرملين, قد تتطرق أيضا إلى احتمال تورط فريق ترامب في عمليات غسيل أموال مع مسئولين روس.

وأضافت الصحيفة " البحث عن عمليات غسيل أموال، يأتي استنادا إلى شبهة أن أي تعاون مع المسئولين الروس, قد يكون تم مقابل عائد مالي، عبر بنوك في الخارج".

وكانت مجلة "ذي ناشونال إنترست" الأمريكية, قالت إن اعتراف المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي " اف بي اي" جيمس كومي أمام مجلس الشيوخ, بأنه كان وراء التسريبات, التي وصلت إلى صحيفة نيويورك تايمز عن طريق أحد أصدقائه، وهي المتعلقة بما دار بينه وبين الرئيس دونالد ترامب من نقاشات في البيت الأبيض، كان بمثابة "فخ كبير" ابتلعه ترامب فيما يبدو, حسب تعبيرها.

وأضافت المجلة في مقال لها في 12 يونيو, أنه رغم أن الكثير مما ورد في شهادة كومي كان يصب في صالح ترامب وتبرئته فيما يتعلق بقضية التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016 , إلا أنه سرعان ما ابتلع ترامب ما سمته "الطعم", الذي نصبه كومي له.

وتابعت " ترامب رد على اعتراف كومي بأنه هو الآخر يحتفظ بتسجيلات لما دار بينه وبين كومي، وأنه مستعد للشهادة تحت القسم".

واستطردت المجلة " في حال تمت المطالبة من قبل الكونجرس بأن يدلي ترامب بشهادته تحت القسم في قضية التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، فلا بد أن يتم سؤاله عن التسجيلات, التي أعلن أنه يحتفظ بها، وإن هذه التسجيلات قد تكشف عن الكثير, وهذا ما كان يريده كومي بالأساس من اعترافه".

وخلصت "ذي ناشونال إنترست" إلى القول :" إن كومي, من خلال اعترافه بالتسريبات, وضع طعما لترامب, للوصول إلى رد الفعل الذي أقدم عليه الرئيس الأمريكي".

وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية, قالت أيضا إن شهادة المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي " اف بي اي" جيمس كومي أمام مجلس الشيوخ, قد تشكل تهديدا للرئيس دونالد ترامب, في حال ثبتت عليه تهمة "عرقلة سير العدالة".

وأضافت الصحيفة في تعليق لها في 9 يونيو, إن هذه الشهادة ستحدد ما إذا كانت النقاشات التي دارت بين ترامب وكومي قبل عزل الأخير, مجرد "ثرثرة" أم تضمنت شيئا يعتبر تجاوزا القانون.

ونقلت الصحيفة عن أستاذ القانون بجامعة "ديوك" الأمريكية صامويل بويل, قوله :"إن السؤال المهم الذي يحاصر ترامب بقوة بعد هذه الشهادة ويهدد رئاسته, هو : هل حاول الرئيس الأمريكي استغلال منصبه لعرقلة تحقيق جنائي لحماية أحد أصدقائه أو حماية نفسه على حساب المصلحة القومية؟".