دراسة بحثية في تقدير الاحتياجات السمادية لمحصول الفلفل البارد في السلطنة

بلادنا الثلاثاء ١٣/يونيو/٢٠١٧ ١٥:٥٢ م
دراسة بحثية في تقدير الاحتياجات السمادية لمحصول الفلفل البارد في السلطنة

مسقط - ش

تزخر السلطنة بزراعة العديد من أنواع محاصيل الخضار مثل الخيار والطماطم والملفوف والجزر والفلفل. ويعد الفلفل الحلو من محاصيل الخضار المهمة، إذ تجود زراعته في الحقل المكشوف وتحت المظلات وفي البيوت المحمية المبردة، ويجتهد المزارعون في إضافة كميات من الأسمدة لتغذيته من أجل الحصول على إنتاجية اقتصادية، ومن ضمن الأفكار السائدة لدى بعض المزارعين هو أنه كلما أضفت كميات كبيرة من الأسمدة، في المقابل سوف تحصل على إنتاج وافر وغزير، عليه قامت وزارة الزراعة والثروة السمكية خلال الفترة الفائتة ضمن برامجها البحثية بإجراء دراسة بحثية في مجال تقدير الاحتياجات السمادية كما ونوعا للمحاصيل الخضرية ذات الجدوى الاقتصادية، وأشارت نتائج الدراسة إلى أن كميات كبيرة من الأسمدة ليست بالضرورة تؤدي إلى زيادة بالإنتاجية وإنما في كثير من الأحيان تأتي بنتائج عكسية من حيث ضعف الإنتاجية.

وحول هذا الموضوع أفاد المهندس ناصر بن سالم الوهيبي باحث تربة أول بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية وباحث أول بالتجربة، بأنه ولتحقيق هذا الهدف، أجريت تجربة بحثية بالمزرعة التجريبية الرئيسية بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية وتحت إشراف وتنفيذ الكادر البحثي بمركز بحوث التربة والمياه ولمدة موسمين متتاليين، إذ تم اختبار تأثير ثلاثة مستويات من أسمدة النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم على إنتاجية الفلفل الحلو وثمار الفلفل الحلو صنف ماجستر F1، بالبيت المحمي المبرد المزروع في التربة بشكل مركب N-P-K (12-12-36)، المستوى الاول كان بمعدل 300 جرام، والمستوى الثاني بمعدل 450 جراما، والمستوى الثالث 580 جراما للمتر المربع. كما أكد باحث ميكربيولوجيا تربة أول بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية وباحث ثان بالتجربة المهندس حمود بن سويدان الهاشمي: أنه تمت إذابة السماد المركب المذكور مع كبريتات المغنيسيوم ومركب العناصر الصغرى في خزان سعة 100 لتر بحيث يتم استخدام محلول السماد هذا بطريقة أخذ حجم معين منه ووضعه في خزان التسميد (سمادة سعة 120 لترا) تماشيا مع عمر النبات بواقع ثلاثة أيام أسبوعيا ويزيد الحجم المضاف منه كلما كبر النبات، وإذابة سماد نترات الكالسيوم مع سماد الحديد في خزان آخر بنفس الحجم بحيث يتم استخدامه بأخذ حجم معين منه ووضعه في نفس خزان التسميد بواقع يومين مختلفين بالأسبوع عن الأيام التي يضاف فيها المحلول الذي به المركب (تجنبا لحدوث تنافس بين عنصر الفسفور الموجود بالمركب وعنصر الكالسيوم الموجود بنترات الكالسيوم، إذ يعمل الثاني على ترسيب الأول على شكل مركب غير قادر على الامتصاص من قبل النبات).

وقال باحث تربة أول بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية وباحث مشارك أول بالتجربة المهندس منير بن سعيد اليحيائي: إنه ومن خلال سير التجربة البحثية لموسمين متتاليين أشارت النتائج إلى أن إضافة كميات كبيرة من الأسمدة لنبات الفلفل الحلو لم تؤدي إلى زيادة الإنتاجية بفارق اقتصادي، إذ تراوح متوسط الإنتاج للموسم الأول لمستويات الأسمدة الثلاثة 10 كيلوجرامات للمتر المربع، ومتوسط إنتاج الموسم الثاني 7 كيلوجرامات للمتر المربع وكذلك لم تؤد إلى فروقات في متوسط بيانات أعداد الثمار للنبتة الواحدة.
وأضافت باحث تربة أول بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية وباحث مشارك ثان بالتجربة المهندسة ماجدة بنت سليمان الزدجالية أنه بعد إجراء التحاليل اللازمة لتقدير ملوحة التربة الخاصة بالتجربة وجد أن ملوحتها ظلت ضمن الحدود الآمنة والمنخفضة وتراوحت درجتها (من 700 إلى 900 مليجرام للكيلوجرام).

وأشارت المهندسة ماجدة إلى أن نتائج هذه التجربة تقودنا إلى القول إن إضافة كميات كبيرة من الأسمدة ليست بالضرورة تؤدي إلى زيادة بالإنتاجية، وإنما في كثير من الأحيان تأتي بنتائج عكسية من حيث ضعف الإنتاجية وتلوث التربة بالأسمدة والمياه الجوفية الزائدة عن حاجة النبات، بالإضافة إلى الخسارة الاقتصادية للمنتجين من أثر استخدام كميات كبيرة من الأسمدة، كما أشارت نتائج هذا البحث إلى أنه يمكن استخدام المستوى الأول من الأسمدة في تسميد الفلفل الحلو للحصول على إنتاجية جيدة واقتصادية.