شجرة «العلعلان» كنز طبيعـي مهـدد بالانقراض تنتشر في مرتفعات الجبل الأخضر وجبل شمس

مزاج الأحد ١١/يونيو/٢٠١٧ ٠٤:٥٠ ص
شجرة «العلعلان» كنز طبيعـي مهـدد بالانقراض

تنتشر في مرتفعات الجبل الأخضر وجبل شمس

الجبل الأخضر - أسد بن حارث الزكواني

أنعم الله سبحانه وتعالى على السلطنة بمقومات طبيعية فريدة من بين هذه المقومات نباتات وأشجار متعددة ومتنوعة، استطاع الإنسان العماني منذ القدم الاستفادة منها واستعمالها في شتى مجالات احتياجاته سواء كان ذلك في مجال العلاج أو في مجال الغذاء أو غيرها من الاستعمالات.

«العلعلان» من الفصيلة الصنوبرية وتسمى العرعر وتوجد في البيئة الأصلية على شكل شجرة عطرية دائمة الخضرة في مرتفعات الجبل الأخضر وجبل شمس، ساقها متفرع وقد يصل ارتفاعه إلى 12 م، وتكون الأوراق على هيئة حراشف، والأزهار الذكرة لونها الأخضر يتحول إلى الأصفر أما المخاريط المؤنثة فتتغير بلونها الأرجواني الذي يتحول إلى الأزرق.
تتميز برائحتها العطرية الزكية التي تنفرد بها عن غيرها من البلدان الأخرى، وتعد من أجمل الأشجار النباتية في مرتفعات الجبل الأخضر، إذ يستفاد من خشب العلعلان في العمارة والنجارة لما يميز أخشابها بالقوة وعدم تأثره بمتغيرات الطقس والتربة. ويستخرج من سيقان هذه الشجرة «صمغا» يذاب ليصبح سائلا ثم يشرب لزيادة الحفظ، وثماره تشبه الكرز في غذاء الحيوانات وأخشابه محنطة بحنوط يمنعها من السوس مهما طال الزمان، ويقوم دخان ثمار «العلعلان» بطرد الزواحف والبعوض فتهرب من المكان الذي ينتشر فيه الدخان، والأوراق الطازجة أو المجففة تغلى جيدا والمحلول الناتج يستخدم لمعالجة مشاكل «المعدة»، والبعض يستخدم ثماره للتزين كقلادة.
تتعرض الأشجار البرية إلى الكثير من التهديدات التي تعمل على تدمير البيئة الجبلية ومن أبرز هذه التهديدات «الجفاف»: للجفاف تأثير كبير على كل من المنظومة البيئية والزراعية في المنطقة المتضررة، ورغم أن فترات الجفاف التي قد تستمر لسنوات عديدة، فإن فترة قصيرة من الجفاف الشديد كفيلة بإلحاق أضرار هائلة للنباتات والأشجار البرية.
«الأنشطة البشرية» وتعد ثاني التهديدات التي تعمل على تدمير البيئة الجبلية، وتتعرض النباتات البرية إلى الكثير من التهديدات من قبل الإنسان وذلك من خلال قطع الأشجار بطريقة جائرة وعشوائية، وأيضا شق الطرق. كما نعلم فإن كوكب الأرض يتعرض لتحولات خطيرة من الناحية الجيولوجية والمناخية والبيئية، وكل هذا نتج عن تصرفات الإنسان السلبية وعدم احترامه للتوازن البيولوجي وتلويثه للبيئة من خلال أنشطته المختلفة. إن عمليات المحافظة على البيئة الطبيعية تتطلب إمكانيات مادية وبشرية بإحداث نشاطات مولدة للموارد التي تضمن التمويل الذاتي.
زيادة الإقبال على السياحة وارتفاع أعداد السياح وتنوع دوافعهم يؤدي إلى ظهور العديد من الآثار البيئية السلبية مثل التدهور السريع لبعض الموارد الطبيعية والحضارية والازدحام والتلوث وتأثيرها على البيئة المائية وتؤثر على البيئة الجبلية من خلال ما يتم من أعمال مد الطرق وإقامة المنتجعات السياحية، ويعد الجبل الأخضر من أبرز المناطق التي يوجد فيها السياح، إذ يقوم بعض السياح بالجلوس تحت الأشجار البرية لكي يستفيدوا من ظلها، ولكن بعضهم يقوم بإشعال النار بالقرب من الأشجار مما يؤدي إلى تضررها والبعض الآخر يقوم بكسر أغصانها.
أيضا يحدث الضرر نتيجة الرعي الجائر، إذ يتم الضغط على المراعي الطبيعية من قطعان الأغنام ويحدث بتمكين أعداد كبيرة من الحيوانات بالتغذي على بقعة محدودة من المراعي مما يؤدي إلى تدهور التربة الذي قد يرافقه تقليل ثبات التربة وقابليتها للتجريف بفعل عوامل التعرية من الرياح والأمطار، وقد يؤدي إلى تصحر تلك المراعي. ورغم أن الكثيرين يعانون من الرعي الجائر إلا أنه لا يعد من التهديدات الرئيسية التي تؤثر على النباتات البرية في الجبــل الأخضـــر إلا بشكل قليل جدا، وأيضا هناك نوع آخر من الحيوانات التي تسبب الرعي الجائر وهي «الحمير»، إذ تنتشر بشكل كبير في الجبل الأخضر وتقوم باستغلال معظم المراعي، مما يستدعي العمل من أجل المحافظة على التوازن في الطبيعة.