المطبخ العُماني التقليدي يحظى بإقبال كبير في رمضان

مزاج الأربعاء ٠٧/يونيو/٢٠١٧ ٠٤:٤٥ ص
المطبخ العُماني التقليدي يحظى بإقبال كبير في رمضان

صلالة - علي بن محمد باقي

في إطار ما تشهده الأسواق المحلية في مختلف ولايات ومحافظات السلطنة من إقبال كبير خلال مدار العام أو في شهر رمضان الفضيل على الوجبات العُمانية التقليدية وحتى الحديثة خاصة التي تحضّر في المطابخ العمانية بأيدٍ عاملة وطنية إذ تتفرد تلك الوجبات بالحفاظ على النكهة التقليدية العمانية وجودة العمل التي تخلو من زيوت مكررة وتعتمد على وسائل طبخ نظيفة، وغالباً ما تنتشر تلك المعروضات في الخيم أو الأكشاك بمواقع مختلفة في المدن الرئيسية في السلطنة، إذ تشهد مدينة صلالة خلال شهر رمضان المبارك عدة مواقع رئيسية يتم من خلالها بيع الأكلات العمانية ويتمكن المشتري من شراء ما يحتاجه من تلك الوجبات من أقرب موقع له، ويعتبر السوق المركزي بصلالة أيضاً من المواقع التي تحتضن زوايا عدة لبيع المأكولات العُمانية، ومن أبرز الأطباق التي تُقدم في تلك الزوايا «الهريس» بمختلف مكوناته سواء باللحم أو بالدجاج إضافة إلى «العصيدة» والتي تُعد من الوجبات القديمة في صلالة، كذلك «القراص» إضافة إلى «القبولي» واللحم بأصنافه المختلفة سواء «المضبي» أو «المفور» أو «المقاديد»، وعادة ما نجد كل ذلك في معظم زوايا تلك المواقع التي تقدم وجبات عمانية قديمة، ويأتي ركن المعجنات الذي ينفرد بأشكاله وألوانه وطرق تجهيزه، فهناك «الخبز القالب» و»الخبز الثخين» و»خبز التاوى» و»اللقيمات» و»المحشي» و»لقمة القاضي» إضافة إلى أصناف عدة من الكعك وكذلك بعض الحلويات التي تحضر بالعسل والتمر والجبن، فنجد أكثر المشترين هم من فئة العزاب سواء من المواطنين أو الجاليات العربية المقيمة. ومع دخول شهر رمضان في موسم الخريف خاصة في السنوات الفائتة نجد الإقبال الكبير والازدحام على تلك المواقع بخاصة عندما تقام المخيمات في سهل اتين إذ يتجه الكثير منهم بعد صلاة العصر إلى السهل لقضاء وقت الإفطار في تلك الأجواء الخريفية وسط الرذاذ المتساقط، ومع توفر تلك الوجبات يقل الطلب على المطاعم العامة خاصة في شهر رمضان نظراً لجودة العمل وتوفير ما يحتاجه الشخص من وجبات عمانية أو عربية تناسب الجميع، كما توجد زوايا عدة يتم فيها بيع المنتجات العمانية من السمن البلدي أو الذرة وكذلك «اللوبي» الذي يطلق عليه محلياً «دجر» إضافة إلى الخبز المحلي بأنواعه وهو خبز «اللحوح» الذي يعمل «للثريد» أو «خبز القالب» أو «الثخين» إذ يتم توفير معظم المنتجات التي تُزرع أو تُقام منذ القدم في محافظة ظفار، في تلك الزوايا من زوايا المعروضات سواء كانت بالسوق المركزي أو لدى المواقع المعروفة بمدينة صلالة.

ومن العادات القديمة التي تُقام في رمضان بمختلف ولايات السلطنة توفير وجبات للمساجد إذ نجد العديد من البيوت العمانية توفر لأقرب مسجد لها أكثر من طبق فقد أصبحت المساجد- ولله الحمد على هذه النعمة- تحتضن أعداداً كبيرة من المسلمين ويتم تقديم وجبات إفطار الصائمين فيها، وتتألف الوجبات من الماء والتمر والقهوة والشاي إضافة إلى «الهريس» والأرز و»الشوربة» وبعض المعجنات، ولهذا يفضل كثير من الناس قضاء وقت الإفطار في المسجد أولها للصلاة وكذلك لتوفر ما يحتاجه الصائم للإفطار عليه، وهذه العادة ليست بجديدة على أهل عُمان بل كانت منذ القدم ومهما كانت الظروف فلا يغفل أحد عن نصيب المسجد الذي يستفيد منه أيضاً الناس العابرون للمكان أو السالكون من درب لآخر حيث يتم توفير الماء والتمر والقهوة لهم.