مسقط -
نظمت سوق مسقط للأوراق المالية ظهر أمس محاضرة ثقافية بعنوان «واقع الاقتصاد العالمي وأثره على أداء الأسواق المالية الخليجية» قدمها د.صلاح عبدالرحمن الطالب الخبير الاقتصادي بالسوق، بحضور عدد من أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى والمعنيين والمهتمين بالشأن الاقتصادي، وقد عقدت المحاضرة في قاعة رجال الأعمال بمبنى الهيئة العامة لسوق المال.
وقد تطرق د.صلاح خلال المحاضرة إلى مناقشة العوامل الاقتصادية والسياسية التي أدت إلى حالة عدم الاستقرار والتباطؤ التي يشهدها الاقتصاد العالمي أبرزها عدم استطاعة الاقتصاد العالمي إزالة تداعيات الأزمة المالية العالمية التي حلت العام 2008 بسبب اتباع الاقتصادات المتقدمة لسياسات تسكينية أكثر منها علاجية، بحيث أدت السياسات إلى نمو كبير في حجم المديونية الدولية. كما أدت إلى تراجع أسعار الفائدة وتراجع نسب التضخم في الاقتصاد الدولي وخلل في أسعار صرف العملات وتراجع في أسعار السلع الأساسية وانحسار حجم التجارة الدولية وتباطؤ تدفقات الاستثمارات العالمية وتراجعات كبيرة في مؤشرات الأسواق المالية مع ميلها للتذبذب الشديد. وأوضح الدكتور الطالب بان السياسات المالية والنقدية التي اتبعتها دول العالم المختلفة لم تتمكن من تجاوز أو تخفيف حدة الأزمات التي يعاني منها الاقتصاد العالمي، حيث تشير الدراسات إلى أن حالة عدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي أدت إلى إلحاق ضرر كبير في الأسواق المالية كبدتها خسائر بلغت أكثر من 11 تريليون دولار في العام2015. وأشار الدكتور إلى أن الدول النامية المنتجة للسلع الأساسية ربما تكون هي المتضرر الأكبر من حالة تباطئ نمو الاقتصاد العالمي وتباطئ نسب النمو فيها، حيث يشير مؤشر بلومبر لأسعار السلع إلى أن أسعار السلع الرئيسية في العالم تراجعت بحدود 36 % في المتوسط وشكل تراجع أسعار النفط أعلى نسبة تراجع في أسعار السلع إذ تراجع خلال الفترة من يونيو 2014 إلى الوقت الحالي بما يقارب 75 %. وأضاف أن الأثر التنموي الذي خلَّفه تراجع أسعار النفط على الدول المنتجة له أدى إلى لجوء كثير من الدول لتمويل إنفاقاتها عن طريق المديونيات أو استخدام الاحتياطات السابقة.