طرابلس – ش أصبحت ليبيا مؤخرًا مقصدًا لأبناء تنظيم داعش ، وذلك بسبب تعرض التنظيم لخسائر كبيرة في سوريا والعراق، كما يُشجِّع التنظيم الذين يريدون الانضمام إليه من خارج سوريا والعراق أن ينضموا إلى داعش في ليبيا، مما قد يُلهم أنّ ليبيا هي خطة التنظيم القادمة في حالة خسارتهم الموصل والرقة في العراق وسوريا.
لا توجد إحصائيات مُتفق عليها تدلُّ على الرقم الحقيقي لمحاربي «داعش» في ليبيا، الأمم المتحدة تقول إنَّ عدد الذين يقاتلون تحت رايته من ألفان : 3 آلاف مقاتل، وطبقًا لمصادر فرنسية هناك ما يقرب من10 آلاف محارب لدى التنظيم في ليبيا، بينما الولايات المتحدة تقول إنهم من 5 آلاف : 6 آلاف مقاتل فقط.
تختلف تلك المصادر في أرقامها لعدَّة أسباب أهمَّها أنَّ كثيرًا من المُنتمين للتنظيم في ليبيا هم فقط في محطة إعداد قبل أن ينضمُّوا إلى التنظيم في سوريا أو العراق، أو بعضهم هناك للتدريب على تنفيذ عمليات في أوروبا وفي بلاد المغرب وهذا بسبب موقع ليبيا المُتميّز الذي جعلها في القلب بين الدول العربية التي تناهض حكومتها تنظيم الدولة، وتقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط على بعد 200 ميل فقط من دول الاتحاد الأوروبي.
وساعدت حالة الفوضى السياسية التي تمرّ بها ليبيا «داعش» في النمو، فبعد سقوط القذافي أهمل النظام السياسي الحاكم مدينة سرت -مسقط رأس القذافي- وبعض القرى المجاورة لأنَّها لوقت قريب كانت تقع تحت سيطرة مجموعة من القبائل التي كانت موالية للقذافي في حكمه وأثناء الثورة، وفي 20 فبراير (شباط) 2015 أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا السيطرة على مدينة سرت، ولم يكلفهم هذا الكثير من الوقت لأن المدينة لم تقاوم زحف التنظيم كثيرًا، وبعد هذا الانتصار سيطر التنظيم على بعض القرى المجاورة لمدينة سرت بسهولة، مثل مدينة هراوة التي فضلت الاستسلام عن بحور الدم التي قد تحدث في حالة مقاومتها.