" كاميرون " .. في مهمة اوروربية صعبة

الحدث الاثنين ١٥/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٤٠ م

لندن –
أظهر استطلاع رأي أن غالبية البريطانيين لا يتوقعون لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون التوصل لاتفاق جيد فيما يتعلق بإعادة التفاوض على شروط عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي ليزيد الضغط على رئيس الوزراء قبل اجتماع قادة دول الاتحاد هذا الأسبوع.

ويأمل كاميرون توقيع اتفاق مع نظرائه بالاتحاد الأوروبي خلال قمة ستُعقد يومي الخميس والجمعة المقبلين ليتسنى له طرحه في استفتاء عام ببريطانيا على بقاء البلاد ضمن الاتحاد الذي يضم 28 بلدا.

وترجح استطلاعات الرأي أن بريطانيا منقسمة بالتساوي بين البقاء في الاتحاد والخروج منه وقد يتوقف الكثير على الطريقة التي ينظرون بها لأي اتفاق نهائي يتم التوصل إليه مع بقية دول الاتحاد.
وتبين من أحدث استطلاع رأي أجرته شركة كومريس للأبحاث لصالح صحيفتي «إندبندنت أون صنداي» و»صنداي ميرور» أن نحو ثلاثة مقابل واحد من البريطانيين يتوقعون ألا يتوصل كاميرون لاتفاق جيد لصالح بريطانيا.
وكانت هذه وجهة نظر 58 بالمئة من المستطلع رأيهم بينما اعتبر 21 بالمئة فقط أنه سيحصل على اتفاق جيد.

كاميرون متفائل

من جانبه أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انه متفائل بفرص التوصل إلى اتفاق يجنب المملكة المتحدة الخروج من الاتحاد الأوروبي، في حين جددت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل التأكيد على ضرورة بقاء بريطانيا عضوا في الاتحاد.

وقال كاميرون خلال حفل عشاء في هامبورغ (شمال المانيا) حضره برفقة ميركل انه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق «عندها، أنا لا استبعد شيئا. ولكن اعتقد أن بامكاننا -- إذا ما نظمنا استفتاء، أن نفوز بهذا الاستفتاء وسيكون هذا جيدا لبريطانيا وجيدا لالمانيا وجيدا لأوروبا بأسرها». وأضاف «في ما خص مكانة بريطانيا في أوروبا، لطالما كنت واثقا في ان بامكاننا سويا الحصول على الاصلاحات التي تستجيب للتطلعات البريطانية وتفيد ايضا أوروبا بأسرها».
وجدد كاميرون التأكيد على أن «بريطانيا كانت بلدا يمد يده على الدوام، وأنا لم ارد يوما قطع الجسور والانسحاب من العالم».
من جهتها أكدت ميركل على رغبتها في ان تبقى بريطانيا عضوا في الاتحاد الاوروبي.
وقالت «ارغب في أن تكون المملكة المتحدة وان تظل عضوا فعالا في اتحاد أوروبي ناجح ايضا». وأضافت ميركل «هذا في مصلحة المانيا واعتقد انه كذلك في مصلحة بريطانيا والاتحاد الأوروبي بأسره»
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد صرح أن الولايات المتحدة تؤيد بقوة بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، بينما يريد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اجراء استفتاء في هذا الشأن.
وقال كيري في مؤتمر الأمن في ميونيخ، «من الواضح أن الولايات المتحدة مهتمة بنجاحكم وببقاء مملكة متحدة قوية جدا في اتحاد أوروبي قوي».
واضاف «الحقيقة هي ان الاتحاد الاوروبي يواجه كل عشر سنوات منذ تأسيسه صعوبات كبيرة تتسبب بها قوى خارجية وداخلية، مستفيدة من الانقسامات».
وبالنسبة للنقاش حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي و أزمة الهجرة ايضا، قال كيري «انا واثق من أن أوروبا، على غرار ما فعلت مرارا في السابق، ستخرج أقوى من أي وقت مضى، إذا بقيت موحدة».
ويقوم رئيس الوزراء البريطاني بمساع دبلوماسية حثيثة لإقناع الشركاء الأوروبيين بدعم مطالبه الاصلاحية خلال قمة 18 و19 فبراير في بروكسل، وتجنب «خروج» بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد الاستفتاء المقرر هذه السنة أو العام 2017.
ويطرح الاتفاق المبدئي الذي كشف عنه الأسبوع الماضي رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك للحؤول دون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لمناقشة «آلية فرملة عاجلة» حتى تتمكن لندن من الغاء مساعدات اجتماعية للعمال من البلدان الأوروبية، وضمانات حتى لا تتأثر لندن بقوة اليورو.
وسيشمل الغاء المساعدات مليون عامل بولندي يعيشون في بريطانيا.
واعرب كاميرون الجمعة في ألمانيا عن أمله في التوصل إلى اتفاق يتيح لبلاده البقاء في الاتحاد الأوروبي، فيما كررت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل تأكيد عزمها على الحؤول دون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وثيقة محبطة

من جهتها كشفت صحيفة «التليجراف» البريطانية ، عن أن وثيقة تم تسريبها تؤكد على أنه لم يتم تحقيق أي تقدم في الفوز بتنازلات من بروكسل في إطار اعادة التفاوض التي تجريها حكومة بريطانيا على عضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي.

والتقى كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي في بروكسل لوضع اللمسات الأخيرة على المقترحات التي سيتم تقديمها إلى قادة دول الاتحاد في قمة المجلس الأوروبي الأسبوع القادم، والتي يأمل رئيس الوزراء في الوصول إلى اتفاق فيها حتى يمكنه إجراء الاستفتاء على عضوية البلاد في الصيف القادم.
ولا تزال داوننج ستريت تأمل في الوصول إلى الاتفاق، خاصة فيما يتعلق بآلية «الوقف العاجل» أو «فرامل الطوارئ» لمنع المهاجرين من الحصول على إعانات لأربع سنوات من وصولهم إلى البلاد. ورغم ذلك، تؤكد الصحيفة على أن وثيقة تم تسريبها تظهر عدم حدوث تقدم كبير للجانب البريطاني، وخاصة فيما يتعلق بمنع المهاجرين من الحصول على الإعانات، إضافة إلى حماية الدول خارج منطقة اليورو. وطبقا للوثيقة يصر المفاوضون الفرنسيون والبلجيكيون على ضرورة انضمام جميع الدول إلى منطقة اليورو، إلا إذا كان لديها اعفاء واضح مثل بريطانيا والدنمارك. ويعيد المشروع المنقح للمقترحات تذكير جميع الدول الأعضاء أنها يجب أن تبقى «ملتزمة باعتماد العملة الموحدة» في تعارض لما تطالب به بريطانيا من الاعتراف بأن الاتحاد الأوروبي هو اتحاد «متعدد العملات». يأتي ذلك بعد أن صرح رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، في وقت سابق صباح اليوم، بأن المحادثات حول اعادة ‏التفاوض على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي «هشة».‏ وألغى توسك جميع ارتباطاته للتركيز على المحادثات التي يجريها مع زعماء الاتحاد ‏الأوروبي ونواب البرلمان حول التغييرات التي تطالب بها بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. ‏ ووعد رئيس الوزراء الناخبين بعقد الاستفتاء على عضوية بريطانيا في التكتل قبل نهاية ‏عام ‏‏2017، إلا أن التوصل لاتفاق هذا الشهر، قد يبكر من موعد اقامة الاستفتاء ليعقد ‏الصيف ‏المقبل.‏