مهاتير محمد: من الضروري أن تُبنى التجربة العُمانية بشكل أكبر على الإنسان العُماني

مؤشر الأربعاء ١٠/مايو/٢٠١٧ ٠٥:٤٩ ص
مهاتير محمد: من الضروري أن تُبنى التجربة العُمانية بشكل أكبر على الإنسان العُماني

مسقط - ش
قال رئيس وزراء ماليزيا الأسبق معالي د.مهاتير محـمد خلال مشاركته يوم أمس في ملتقى الدقم الثالث تحت عنوان المجتمع والاقتصاد إن السلطنة تمتلك مقومات عدة يمكنها أن تنهض بالاقتصاد المحلي، مشيراً إلى أن على العُمانيين أن يبحثوا عن الأصول التي يمتلكونها والعمل على تعزيزها واستغلالها بشـــــكل جيّد وبما يوفر فرص عمل ونمواً اقتـــــصادياً يساعــــــدهم على مواصلة التنمية.

الاستفادة من الثروات

أشار مهاتير إلى أن السلطنة تمتلك كذلك مقومات ســـــــياحية عديدة أهمها الشواطئ الجميلة الممـــــــتدة وعديد القلاع والحصون والقصور والتي تمثّل عنصر جذب للسيّاح العالميين ويمكن الاستفادة منها في إيجاد قطاع سياحي واعد يرتكز عليه الاقتصاد المحلي.
وبيّن مهاتير أن السلطنة وماليزيا تمتلكان مقومات مختلفة وبعض العوامل المتشابهة ويمكنهما الاستفادة من بعضهما بعضاً في عدد من المجالات. وأكد ضـــــــرورة أن تُبنى التجربة العُمانية بشكل أكبر على الإنسان العُماني والبحث عن نقاط القـــــوة والضعف والانتقال السلس في النهوض من قطاع إلى آخر في عملية التنمية.

التجربة الماليزية

وعن التجربة الماليزية قال مهاتير محمد إن تجربة النهضة الماليزية بدأت بتحديد عوامل القوة في المجتمع الماليزي وتحديد نقاط الضعف للتغلب عليها.

مشيراً إلى أن أهم مقومين كانا في الأراضي الزراعية الخصبة والشعب الماليزي الذي كان يشكّل أصلاً من أصول الدولة وفي الوقت نفسه كان يشكّل نقطة ضعف مع وجود البطالة المرتفعة والمشاكل الاجتماعية.

وأضاف مهاتير محمد أن السياسة الماليزية اعتمدت على تحديد الدول الناجحة والنظر إليها للاستفادة من تجربتها وكانت دول شرق آسيا والمتمثلة في اليابان وكوريا الجنوبية هي الأكثر تقدماً لذا تم إرسال العمّال والطلبة الماليزيين إلى هذه الدول لاكتساب المعرفة والمهارات.
وأشار مهاتير إلى أن ماليزيا استفادت من تجربة البرازيل في زراعة المطاط وطوّرته بشكل أفضل عـــــمّا كان موجوداً في البرازيل، فكان مصدر الدخل الأول لماليزيا إلى أن تم اكتــــــشاف المطاط الصناعي الذي غطى على المــــــطاط الطبيعي الذي تزرعه ماليزيا مما جــــعل الحكومة تتجه إلى زراعة النخيل للاستفادة منها في إنتاج زيت النخيل.
وأفاد مهاتير أنه تم تشغيل عدد كبير من الماليــــزيين في الزراعة إلا أن أعداد الباحثين عن عمل كانت كبيرة مما جعل الحكومة تفكر في قطاع الصناعة الذي يشغل عمالاً أكثر.

مشيراً إلى أن التحديات كان تكمن في نقص المعرفة الصناعية وعدم وجود رأس المال المطلوب للصناعة وكذلك الحاجة إلى معرفة الأسواق.

وأضاف مهاتير محمد: «قررنا جلب صناعات أجنبية تحتاج إلى أيدٍ عاملة كثيرة وأعطيناها حوافز وإعفاء من الضرائب»، مؤكداً أن «الوضع كان يستدعي ألا نكون وطنيين أكثر من الــــــلازم وأن نشارك الآخرين في نهضة مــــــاليزيا لتحقيق النمو الاقتـــــــصادي وتوفـــــير فرص عمل للشباب الماليزي».
وأوضح مهاتير أن التغيير الصناعي حدث بشكل كبير ووفّر فرص عمل لأصحاب المهارات العالية.
مشيراً إلى أنه من عوائد الصناعة تم الاستـــــثمار في البـــــنية الأساسية عبر إنـــــــشاء طرق وسكك حديد وشبكات الكهـــــــرباء والمــــياه وجعل البلد جاذبة أكبر للأجانب.

البنية الأساسية

وأشار مهاتير إلى أن عند تحسّن البنية الأساسية تم التفكير في السياحة التي أصبحت لاحقاً أهم القطاعات الاقتصادية في ماليزيا وتم التغلب على الرطوبة والحرارة المتوسطة عبر استخدامها كعنـــــــاصر جذب للسيّاح والاعــــتماد بشكل أكبر عــــــلى السياحة لأصحاب الدخل المتوسط.
وأفاد مهاتير محمد أن ماليزيا ركّزت على التعليم وأُنفق ما يزيد عن 25 % من موازنة ماليزيا في التعليم وتعليم الشعب الماليزي أحدث العلوم والتقنيات، موضحاً وجود أكثر من 100 ألف طالب أجنبي في ماليزيا حالياً.