خلال المؤتمر الصحفي حول حملة التحصين الوطنية.. وزيـــر الصحـــة: أعـــداد المصابيــن بالحصبة في السلطنة ليست مقلقة

مسقط - سعيد الهاشمي
تصوير- شابين

عقدت وزارة الصحة بديوانها العام صباح أمس مؤتمراً صحفياً للحديث عن الحملة الوطنية للتحصين ضد مرض الحصبة التي تعتزم تنفيذها الأسبوع المقبل، وقد ترأس المؤتمر وزير الصحة معالي د. أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وبحضور وكيل الوزارة للشؤون الصحية سعادة د. محمد بن سيف الحوسني وعدد من المسؤولين بالوزارة.

وألقى د.السعيدي بياناً صحفياً قال فيه: إن وزارة الصحة رصدت انتشاراً لمرض الحصبة في السلطنة، ففي العام 2016 بلغ عدد الحالات المؤكدة في السلطنة 114 حالة، ومنذ يناير 2017 سُجلت 44 حالة حتى نهاية أبريل الفائت 2017.

وحول سبب ازدياد الحالات قال معاليه: تعزى زيادة عدد الحالات خلال الأعوام الفائتة لأسباب عدة منها الزيادة المطردة في أعداد الوافدين من الدول المجاورة، وارتفاع حركة العبور بين هذه الدول التي تشهد فاشيات لعدة أمراض منها مرض الحصبة، كما أن هذا التفشي يأتي تزامناً مع الوضع الوبائي العالمي للحصبة، فقد سُجلت فاشيات في عدد من الدول المجاورة والأمريكيتين وأوروبا، وتشكل الفئات العمرية التي لم تتلق التحصينات وتلك التي لديها فجوة مناعية مصدراً لانتشار العدوى في المجتمع.
أما عن إستراتيجية الوزارة للقضاء على المرض، فقد أوضح معاليه أن السلطنة وصلت إلى مرحلة القضاء على مرض الحصبة والحصبة الألمانية، فقد طبقت العديد من الاستراتيجيات التي تضمنت خطط التقصي الوبائي والإجراءات الوقائية لبلوغ هذه المرحلة والتي جرى من خلالها الوصول إلى معدلات منخفضة للحالات المسجلة خلال الأعوام الفائتة وصلت قرابة الصفر للحالات المحلية لكل مليون حالة، وذلك حسب المعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية للقضاء على الحصبة.

الفئات العمرية المعرضة للإصابة
وتطرق معالي د. وزير الصحة إلى الفئات العمرية المعرضة للإصابة بالمرض وطريقة التحصين فقال: بعد دراسة وتحليل الوضع الوبائي لمرض الحصبة ومطابقته لنتائج الدراسة المصلية التي نفذتها الوزارة تبين أن الفئة العمرية من 20 إلى 35 سنة هي أكثر الفئات عرضة للإصابة بالمرض ونقله إلى الفئات الأصغر سناً، وبناء عليه فقد رُفعت التوصيات من قبل اللجان الفنية والخبراء المعنيين من منظمة الصحة العالمية بضرورة تنفيذ حملة وطنية للتطعيم ضد مرض الحصبة للمواطنين والمقيمين في الفئة العمرية من 20 إلى 35 سنة، بلقاح الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف (MMR) واللقاح هو عبارة عن حقنة تعطى في جرعة واحدة لكل شخص وهو ذو فعالية.

تطعيم فعَّال وآمن
وأكد وزير الصحة أن أعداد المصابين بمرض الحصبة في السلطنة ليس عدداً مقلقاً، ولكن يجب علينا التحرك لضمان السيطرة عليه. وأن حالة وفاة واحدة حصلت في العام 2016 لرضيع عماني بسبب هذا المرض.

وشدَّد معاليه على أن هذا التطعيم فعَّال وآمن، لافتاً إلى أنه مكلف مادياً، ولكن الحكومة تنظر للصحة العامة على أنها أولوية وهناك تجاوب سريع للحفاظ عليها.
ولفت معاليه إلى أن نظام الترصد الوبائي في الوزارة معترف به دولياً، ومنظمة الصحة العالمية تشيد به، وعندما ظهرت حالات مرض الحصبة رُصدت وأخذت عينات لمعرفة نسبة التحصين عند المواطنين والمقيمين.
وستقوم وزارة الصحة بحملة تطعيم على مرحلتين كالآتي: المرحلة الأولى تشمل محافظتي ظفار والوسطى، في الفترة من 14 إلى 20 مايو 2017، وتشمل المرحلة الثانية باقي محافظات السلطنة، وستقوم فرق بتطعيم المستهدفين خلال أيام الحملة.
وقال معاليه: استهدفنا محافظة ظفار أولاً لأن لها خصوصية موسم الخريف كونها تستقطب سياحاً من داخل وخارج السلطنة.

أعراض مرض الحصبة
من جانبه استعرض وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية سعادة د. محمد بن سيف الحوسني خلال المؤتمر الصحفي أهم أعراض مرض الحصبة وطريقة انتشاره والعدوى منه، إلى جانب تفاعل المرض مع بعض اللقاحات التي أخذها الشخص المصاب مسبقاً.

وأضاف سعادته: مرض الحصبة من أكثر الأمراض انتشاراً للعدوى، ومن أحد أبرز مشاكله أنه يقضي على كل التطعيمات السابقة وهذا مكلف جداً من الناحية المرضية ومن الناحية المادية، كما أنه يجعل المريض عرضة لأمراض أخرى، وأيضاً يمسح خلايا الذاكرة، ومن مضاعفاته أنه يؤدي إلى التهاب رئوي وأيضاً يؤثر على العينين وتكون خطورته أشد على النساء الحوامل.
وفي ختام المؤتمر الصحفي ناشد وزير الصحة المواطنين والمقيمين من الفئات العمرية ما بين 20 و35 سنة (مواليد 1982 وحتى 1997) بضرورة التوجه إلى المؤسسات الصحية ومراكز التطعيم حسب التواريخ المحددة لكل محافظة وذلك لتلقي التحصين المذكور من أجل حمايتهم من الإصابة بالمرض وقطع سريانه.
كما ناشد معاليه جميع المسؤولين في القطاع الخاص توجيه العاملين لديهم لأخذ التطعيم مشيراً إلى أن التطعيم مجاني للمواطنين والمقيمين ومتوفر في المؤسسات الصحية الحكومية ومراكز التطعيم التي سيُعلن عنها لاحقاً.