تقرير إخباري عمّال اليمن يمر عليهم عيدهم بلا راتب ولا عمل

الحدث الخميس ٠٤/مايو/٢٠١٧ ٠٤:٣٧ ص

عدن - إبراهيم مجاهد

بعضهم بلا عمل، وبعضهم الآخر بلا رواتب ولا حقوق أو مساعدات تسد جوعهم وجوع أسرهم. هذا هو حال العمال اليمنيين خلال احتفالهم هذا العام بالعيد العالمي للعمل، فالحرب الدائرة في البلد الأشد فقراً في منطقة الشرق الأوسط، جرفت أكثر من 3 ملايين شخص إلى دائرة البطالة التي انضم إليها أغلب موظفي القطاع الحكومي في هذا البلد نتيجة توقف صرف مرتباتهم منذ نحو سبعة أشهر، ليحتفلوا هذا العام بلا رواتب وبلا عمل أيضاً فأغلبهم لم يعد يستطيع الذهاب إلى مقر عمله لانعدام تكاليف المواصلات التي توصله إلى مقر عمله.

تشير آخر إحصائية للبنك الدولي إلى أن نسبة البطالة في اليمن ارتفعت إلى 56 في المئة نهاية العام 2016، فيما يقدّر خبراء اقتصاديون ارتفاع الرقم إلى 68 في المئة مع استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية من جراء الحرب.
وفي أواخر 2013 كانت نسبة البطالة تبلغ 31.8 في المئة، حتى بلغت عقب أواخر 2014 قرابة 37 في المئة.
وأدى ذلك الوضع إلى حاجة أكثر من 82 في المئة من اليمنيين للمساعدات الإنسانية، بعد أن أصبح العديد منهم على شفا المجاعة.
محمد هزاع- شاب يمني يقطن في العاصمة اليمنية صنعاء مع أسرته- يقول إنه اضطر لإيقاف دراسته في الجامعة بعد أن توقف مرتب شقيقه الحكومي وكان يُعينه على مصاريف دراسته الجامعية، كما يضطر يومياً للخروج إلى منطقة في شارع الستين يتجمّع في وقت مبكر من فجر كل يوم، الكثير من العمّال الذين يبحثون عن عمل في مجال البناء أو أي مجالات من الأعمال العضلية. إلّا أنه في أغلب الأحيان يترجل في ساعة الظهيرة تحت أشعة الشمس إلى المنزل كونه لم يتمكن هو المئات ممن يكونون معه الحصول على أي عمل؛ فالوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد أوقف الكثير من الأعمال.
وفي ظل هذا الوضع قالت نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في جامعة صنعاء إن الوضع العمالي كارثياً بكل المقاييس. وأوضحت في بيان لها بمناسبة عيد العمال العالمي، أن هذه المناسبة استثنائية عن عمال العالم إذ تمر وعمال اليمن يلملمون جراحهم ويتشبثون بمعانيها النضالية، ولا يتحدثون عن امتيازات عمالية تحققت في ظروف العمل أو رفاهية العاملين، بل يتحدثون عن كيفية الحصول على أدنى فرص العيش والبقاء على قيد الحياة.
وأضاف البيان أن «الواقع العمالي يستحيل تصور حصوله في عصرنا الحديث، بل إنه واقع يتجاوز كل القرون الأخيرة، إنه واقع سوداوي يجسّد أبشع أشكال الاستغلال كالسخرة والعبودية والإبادة الجماعية على مرأى ومسمع من العالم بكل منظماته الإنسانية والحقوقية والعمالية، وفي ظل صمت مخز داخلي وخارجي». وهاجم البيان الأحزاب السياسية كافة «لأنها لاذت بالصمت المطبق كونها شريكة في الحرب وفي تبعاتها لا من أجل قضية عادلة، وإنما من أجل الاستحواذ على السلطة والثروة والدليل صمتها الكامل عن واقع العمال الراهن إذ لم تصدر ولو بيان تحاول من خلاله التنصل من المسؤولية»، بحسب وصف البيان.
وأشار البيان إلى الصمت الدولي بمنظماته الأهلية والحكومية والأممية المختلفة عمّا يلحق بعمال اليمن من انتهاكات، وسلب للحقوق، وتهديد للحياة، وتدمير لفرص العمل.
ووجّه البيان نداءً لأحرار العالم كافة للوقوف بجانب القضية العمالية العادلة، ودعم نضال الحركة العمالية. ودعا البيان القوى المتصارعة إلى تغليب المصلحة الوطنية والاستجابة لإرادة الشعب في إنهاء الحرب والانقسام.
وأهاب البيان بزملائهم الأكاديميين «مزيداً من التلاحم والوحدة للدفاع عن حقوقهم كاملة دون انتقاص، والوقوف الحضاري في وجه العنف والتسلط والابتزاز، ومواصلة ملحمة النضال الحقوقي والقانوني ضد ناهبي لقمة العيش والفاسدين وقراصنة العصر وتجّار الحروب». وكانت منظمة اليونيسيف- المعنية بحقوق الأطفال- قد أعلنت أن اليمن يعاني من أكبر أزمة إنسانية في العالم. وقالت المنظمة إن ثلثي السكان، أي قرابة 19 مليون نسمة، في أمسِّ الحاجة إلى معونات إنسانية عاجلة، تتجاوز الغذاء والدواء والحماية.