حوار- ناجية البطاشية
نال مؤخرا رائد الأعمال خالد بن سليم الحبسي جائزة ريادة الأعمال كأفضل مؤسسة صغيرة للقطاع الخدمي في مجال الاستثمار العقاري عن شركته (تسكين) المتخصصة في مجال التطوير والاستثمار العقاري، وهي جائزة نالها الحبسي تقديرا لجهود مؤسسته التي تعمل على إيجاد فرص حقيقة للعملاء والمستثمرين الجادين في مجال الإسكان متوسط الدخل. هدفت شركة «تسكين» منذ انشائها في العام 2013 إلى تقديم الجودة في خدماتها بين المشاريع العقارية التي يغلب عليها الجانب التجاري واستخدام «المواد ذات الجودة الضعيفة» كتصحيح وتقويم لمسار الاستثمار العقاري، حيث يعتبر مجال الاستثمار العقاري من المجالات الواعدة في السلطنة التي انخرط فيها البعض من الشباب العماني مؤخرا بشكل أكبر مع توفر العديد من التسهيلات المختلفة التي ساهمت بشكل كبير في ابتكار تنوع سكني للراغبين في الاستقرار. وتعتبر السوق العقارية التي وفرت استثمارا للشباب العماني من رواد الأعمال في المجتمع العماني من الأسواق ذات الأهمية لتقديم أفضل الحلول التي تلائم الاحتياجات المتسارعة والمتغيرة للمواطن على وجه الخصوص. «7 أيام» شاركت رائد الأعمال خالد الحبسي فرحته بنيله للجائزة الأولى في مجال الخدمات العقارية، وخرجت بحوار خاص معه...
جائزة مستحقة
* بداية ماذا تقول عن حصولك على جائزة ريادة الأعمال عن أفضل مؤسسة صغيرة في القطاع الخدمي؟
* إنه لشرف عظيم أن تحظى مؤسستي (تسكين العقارية) بجائزة ريادة الأعمال كأفضل مؤسسة صغيرة في القطاع الخدمي، فقد تم تقييم الشركة من قبل مجموعة من الخبراء والمتخصصين الدوليين من مختلف النواحي الإدارية والمالية والتسويقية وغيرها، وبالتالي فالمؤسسة نالت الجائزة عن استحقاق بشهادة الخبراء.. والتنافس على الجائزة يعتبر تحدياً كبيرا للشركة حيث لم يمض على تأسيسها سوى أقل من ثلاث سنوات. نعم... لقد بذلنا ما بوسعنا لإبراز جهود الشركة مما جعلها جديرة بالفوز، وهذا الفوز هو وسام نتوشحه فخرا ونعتبره حافزا كبيرا للرقي بالشركة وتقديم الأفضل دائما وتطوير العمل بها.
شركة رائدة
* مشروعك في المجال العقاري يا ترى بماذا تميز عن باقي المشاريع المشابهة له؟ وما القيمة المضافة لمشروعك؟
* ما يميز شركة «تسكين» عن غيرها من الشركات العاملة في ذات المجال كمؤسسة صغيرة أنها لعبت دورا أولته الأهمية الكبيرة وهو جانب تنمية القدرات البشرية والمهارات التسويقية في مجال التطوير والاستثمار العقاري وهذا ما يؤهلها لكسب ثقة المستثمرين عند وضع التصورات المبدئية لتحقيق الاستفادة القصوى من المشاريع، هذا من جانب ومن جانب آخر فهناك العديد من المميزات التي مكنت «تسكين» من اعتلاء منصة النجاح ومنها: أولا: ارتأت شركة تسكين العقارية في مجال التطوير العقاري منذ انطلاقتها أن تكون مشاريعها مصممة بطريقة مميزة وبنسق جميل، حيث إن كل المشاريع التي تقوم بها المؤسسة تعتبر ذات جودة عالية على خلاف ما هو سائد في سوق العقار، فكما هو ملاحظ أن معظم المشاريع العقارية في السوق تبنى على ما يسمى بالبناء التجاري وتستخدم فيها مواد ذات جودة رديأة، وهذا ينطبق بالتحديد على المساكن في المناطق التي تستهدف متوسطي الدخل.
ثانيا: توفير مساكن بأقل الأسعار وبجودة عالية. ثالثا: استخدام تقنيات وحلول عقارية تعمل على تخفيض سعر الوحدة السكنية او المنزل إلى حد معقول. رابعا: بناء مساكن نموذجية في أساسها وتشطيباتها ومواقعها. خامسا: نجحت الشركة في تشييد عدد كبير من المساكن وإدارتها ايضا على أعلى المستويات واعتقد ان هذه الانشاءات عززت من سمعة الشركة وحرصها على الجودة في كل مشروع تنفذه على أرض الواقع ما يشير إلى ان تسكين ليست مجرد شركة تطوير عقاري فحسب وإنما هي مجموعة من الاسس والمبادئ والمعايير والقيم المتطورة التي تم استثمارها في قطاع صناعة العقار فأصبحت شركة لها سمعتها ومكانتها في السوق.
وتابع الحبسي حول مميزات شركة «تسكين»: أما في مجال الاستثمار العقاري فقد استطاعت تسكين ان توفر حلولا استثمارية جيدة خلال السنوات الثلاث الفائتة لعملائها سواء كانوا من صغار او كبار المستثمرين. واستطاعت الشركة أيضا توفير حلول استثمار عقاري لصغار المستثمرين وكانت النتائج مرضية للعملاء.
دراسة مكثفة
* ما أهم أهداف مؤسستك؟
حرصنا منذ التأسيس للشركة على مبدأ أن عملية البناء ليست مجرد اسمنت وحديد وحجارة، وإنما هو تخطيط وتفاصيل دقيقة ابتداء من رسم الخريطة واختيار المواد المناسبة إلى آخر مرحلة من البناء.
وأضاف: نحن في تسكين العقارية ندرك هذا الأمر جيدا وقمنا بالبحث عن احتياجات السوق وتوجهاتها بشكل مكثف ولا نبدأ أي مشروع إلا بعد دراسة مكثفة من جميع النواحي. قد يختلط على الكثير من المهتمين بالقطاع العقاري انواع الاستثمار العقاري فالغالبية يعتقدون انها تجارة الأراضي فقط والبعض يعتقد انها تطوير بالإنشاء ولكن في الواقع هي متنوعة وتوجد الكثير من الوسائل والطرق المبتكرة للاستثمار في هذا الجانب.
دور حكومي بارز
* اليوم ومع الاهتمام الحكومي بدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وفي ظل الإقبال من الشباب العماني، من وجهة نظرك كيف يمكن تطوير الدعم ليلبي النمو المستقبلي لهذه المشاريع؟
* لقد أولت الحكومة اهتماما خاصا بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة إيمانا منها بالدور الهام والرئيسي لهذه المشاريع لإيجاد فرص وظيفية وتنويع مصادر الدخل.
تعمل الحكومة جاهدة في دعم وتطوير هذا القطاع الحيوي من جميع النواحي، ومثالا على ذلك تنظيم حلقات عمل لرواد الأعمال لتعزيز وتطوير مؤسساتهم، كما تقوم الحكومة بادراج ثقافة ريادة الأعمال في المناهج التعليمية حتى تغرس هذه الثقافة في الأجيال الناشئة، وهذا يعتبر تأسيس من القاعدة لتربية جيل قادم مدرك لأهمية ريادة الأعمال واقتناص فرص إنشاء مشاريع خاصة له.
سر النجاح للمشاريع
* هل سر نجاح المشاريع الناشئة يكمن في الابتكار، أم يعتمد على وجود المقدرة المالية ليواصل طريقه في النمو؟ وما أهم نقاط نجاح المشاريع الناشئة؟
* إن نجاح منظومة ريادة الأعمال لا تقتصر على جهود الحكومة فحسب وإنما يلعب رائد الأعمال دورا فاعلا في الرقي بهذا القطاع، فنجاح رائد أعمال ينعكس إيجابا على غيره من رواد الأعمال حيث إنهم يسعون لأن يحذوا حذوه «كقدوة» فريادة الأعمال عبارة عن مجموعة من المهارات التي يجب أن تتواجد جميعا من أجل نجاح رائد الأعمال، ويكمن السر في نجاح المشاريع الناشئة في ضرورة تميز المؤسسة في المجال الذي تتخصص فيه عن غيرها من المؤسسات. كما يجب أن يكون هناك تطوير مستمر للخدمات المقدمة من قبل المؤسسة مع مراعاة التغيير الذي يطرأ على المجتمع مع تطور التكنولوجيا. لابد أن تكون هناك خطة تواصل فاعلة بين رائد الأعمال والمجتمع الخارجي ليتسنى له التعريف بمؤسسته، والجدير بالذكر ان وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر وسيلة ناجحة تساعد رائد الأعمال على التعريف بمؤسسته وكسب ثقة المتعاملين معه.
إيجاد الثقة
* أهم التحديات التي يواجهها رائد الأعمال من وجهة نظرك؟
* يواجه رائد الأعمال الكثير من التحديات للرقي بمشروعه الخاص وأهمها: كيفية إيجاد الثقة بينه وبين عملائه وأيضا بينه وبين المؤسسات الأخرى التي يتعامل معها، وأيضا بناء الثقة بين رائد الأعمال وعملائه في السوق، وإيجاد الثقة بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات الكبيرة واقناعها بجدارة امكانيات مؤسسته. قلة الدعم من قبل المؤسسات الكبيرة وإشراك المشاريع الناشئة في الفرص المتاحة.
المهارات المختلفة مطلوبة
* ماذا تريد أن تضيف في ختام حوارنا معك؟
* أود أن أقول: إن هناك سوء فهم لدى بعض رواد الأعمال عن ماهية ريادة الأعمال حيث يعتقد الكثيرون أنهم حينما يتقنون مهنة معينة أو أي مهارة فنية تكفيهم للنجاح في عالم ريادة الأعمال، بينما يتطلب نجاح المؤسسة أن يتقن صاحبها عدة مهارات أخرى منها المهارات الإدارية والمالية وغيرها من المهارات.
كما أن الكثير من رواد الأعمال يعتقدون أنه بمجرد ايجاد المستثمر المؤمن بفكرة المشروع والقادر على توفير رأس المال المطلوب فإن هذا يعني أن المشروع قد نجح بالفعل، الا أن هذا الاعتقاد لا يزيد عن كونه أكذوبة تتنافى مع الواقع، فالحصول على رأس المال وسيلة لتحقيق غاية وليس غاية في حد ذاتها، فهو شرارة البدء لرائد الأعمال في مشروعه، ويليها الكثير من الجهد والمثابرة لتحقيق النجاح.