مسقط - ش
شغفها بالقراءة والمتابعة في كل ما هو تربوي واجتماعي وثقافي، إلى جانب اهتمامها بالشعر والأدب العربي والبحث العلمي. وتنوع رحلتها الدراسية بين مصر والأردن والمملكة المتحدة، ورصيدها المهني في العمل التربوي والأكاديمي والبحثي، قاد طموح الدكتورة أمينة بنت عبيد الحجرية بخطوات واثقة نحو الترشح لمنصب المديرة العامة المساعدة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، والذي حظيت به عبر نيل أغلبية أصوات ممثلي دول العالم الإسلامي بالمنظمة، لتكون بذلك أول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ المنظمات الإسلامية.بحسب ما جاء في المجلة الإلكترونية "وما يسطرون" التابعة لوزارة التعليم العالي.
اقتربنا من عالم الدكتورة أمينة لنتعرف عليها عن كثب.
عن رحلة البداية كمديرةعامة مساعدة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، ماذا تقول الدكتورة أمينة؟
البداية كانت حين وضعت نصب عيناي هدف الحصول على خبرة دولية تضاف للخبرات المحلية التي حصلت عليها، حينها بدأت السعي للبحث عن الفرص واغتنامها إذا ما توفرت، وحين علمت بوجود فرصة سانحة للترشح لهذا المنصب- وكنت حينها أعمل مديرة لمركز البحث العلمي بوزارة التعليم العالي- لم أتردد في تقديم طلبي للترشح كوني مستوفية كافة الشروط المطلوبة وقد وجدت الدعم والتشجيع والاهتمام من قبل الوزارة لرفع طلب ترشيحي للمنظمة، ليعتمد الطلب بعدها في اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة، في دورته الثالثة والثلاثين والمنعقدة في الرباط أكتوبر من العام2013م وأنال التصويت بالأغلبية لشغل المنصب، كأول امرأة في العالم الإسلامي تتولى هذا المنصب في تاريخ المنظمة.
من صرح وزارة التعليم العالي بالسلطنة إلى مقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بالمملكة المغربية، كيف تصف لنا الدكتورة أمينة هذه النقلة وهذه التجربة وهل ثمة رابط بين مهامها وأدوارها هنا وهناك؟
هذا الانتقال إلى المنظمة الإسلامية والتي تعنى في صميم عملها بالتربية والعلوم والثقافة والاتصال، أضاف لي مكونا مهما جدا من حيث صقل خبراتي العملية المحلية، بخبرات دولية في مجالات متنوعة. طبيعة العمل بالمنظمة يتطلب الكثير من الوقت والجهد، ولكن بمقابل ذلك هنالك الكثير من الخبرات المكتسبة في المجالات التربوية والعلمية والثقافية وحتى الدبلوماسية، هي بمثابة رصيد غني يضاف لخبراتي السابقة على المستوى المحلي. فبعد حصولي على بكالوريوس التربية من جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية بدأت مشواري المهني كمعلمة في محافظة شمال الشرقية. وبعد حصولي على شهادة الماجستير من المملكة الأردنية الهاشمية انتقلت للعمل كمحلل إحصائي بوزارة التربية والتعليم، ثم بدأت رحلة الدراسة لنيل شهادة الدكتوراه من المملكة المتحدة في تخصص الإحصاء التربوي.، لأبداء بعدها رحلة العمل الأكاديمي كمدرس مساعد ومن ثم أستاذ مساعد بكلية التربية بالرستاق ما بين 2003 إلى 2011م، ثم مدير لمركز البحث العلمي بوزارة التعليم العالي. ما قادني بعدها للبحث عن خبرات مهنية أخرى خارج النطاق المحلي عبر فرصة العمل مع الإيسيكو.
أهم وأبرز إنجاز قدمته الدكتورة أمينة وتفخر به خلال السنوات الثلاث لها بالمنظمة؟
من المهام الرئيسة التي أقوم بها كجزء من عملي بالمنظمة هي الإشراف على عمل المديريات والمراكز التابعة للمنظمة – وتقييم إنجازاتها والتأكد من تحقيق الأهداف المرسومة للمنظمة والخطط السنوية والمتوسطة ومتابعة الاستراتيجيات في مجالات الثقافة والتربية والعلوم. بالإضافة إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية الأخرى التي تعنى بها المنظمة كتصحيح الصورة النمطية للإسلام في الإعلام الغربي والحفاظ على الهوية الثقافية الإسلامية وتجديد السياسات التربوية الفعالة في الدول الأعضاء.
وفي هذا الإطار سعيت عبر السنوات الثلاث هي عمر وجودي بهذه المنظمة العريقة والتي تضم تحت مظلتها ثلاثا وخمسين دولة من دول العالم الإسلامي، بحماس المرأة المسلمة والقيادية بها على أن تكون لي بصمة خاصة في إبراز أهمية تمكين المرأة في عالمنا الإسلامي من المناصب العليا ومواقع اتخاذ القرار والإيمان بقدرتها وكفاءتها على إدارة المنظمات والمؤسسات الدولية. ولله الحمد ما أنجز حتى الآن يشعرنا بالفخر والرضى، نلمس ذلك عبر ما نجده من إشادة ورضى دولي عن واقع عملنا في هذا النطاق.
وكيف تنظر الدكتورة أمينة الحجرية لوضع المرأة العمانية في محيطها المحلي والدولي؟
المرأة العمانية أثبتت محليا ودوليا جدارتها وقدرتها على العطاء والإنجاز. كما كانت سباقة إلى المشاركة والإسهام مع الرجل في تحقيق أهداف التنمية في كافة المجالات سواء الاقتصادية أو الأكاديمية أو الاجتماعية والرياضية وغيرها، لذا نحن في عمان نفخر بالمرأة الأم المربية، ونفخر بالمرأة العاملة، ونفخر أن المرأة العمانية أكدت أنها طرف أساسي فعال في معادلة التنمية والنهضة. وتخصيص يوم للاحتفاء بها وبدورها –كيوم المرأة العمانية- ما هو إلا تقديرا واعترافا بمجهوداتها وإسهاماتها في بناء ورفعة هذا الوطن، استجابة لدعوة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم، عندما دعاها إلى المشاركة جنبا إلى جنب مع شقيقها الرجل ووثق بقدرتها والنجاح الذي تضطلع به في جميع المهمات الموكلة إليها.