روسيا تعرقل خطط الغرب في سوريا

الحدث الجمعة ١٢/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:٠٠ ص
روسيا تعرقل خطط الغرب في سوريا

باريس – الأمم المتحدة – ش – وكالات
تهدف القوى الكبرى التي تلتقي في ألمانيا اليوم الخميس إلى إحياء مساعي السلام في سوريا غير أن ممثلي المعارضة والمسؤولين الغربيين لا يرون أملا يذكر في تحقيق انفراجة دبلوماسية في ضوء الدعم الروسي لحملة حكومية ترمي لتحقيق نصر عسكري.
وقد أوقف مبعوث الأمم المتحدة الخاص ستافان دي ميستورا أول محاولة تتم خلال عامين للتفاوض على نهاية للحرب في سوريا بعد هجوم لم يسبق له مثيل شنته قوات الرئيس السوري بشار الأسد على المعارضة المدعومة من الغرب بدعم من الضربات الجوية الروسية.
وفي محاولة للحيلولة دون انهيار المساعي الدبلوماسية لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة منذ خمس سنوات يسعى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتيسير وصول المساعدات الانسانية قبل اجتماع مجموعة الدعم الدولي لسوريا في ميونيخ هذا الأسبوع.
لكن مصدرا دبلوماسيا في الأمم المتحدة قال إن روسيا "تجاري كيري" من أجل توفير غطاء دبلوماسي لهدف موسكو الحقيقي وهو مساعدة الرئيس الأسد على تحقيق النصر في ساحة القتال بدلا من تقديم التنازلات على مائدة التفاوض.
وقال المصدر الدبلوماسي مشترطا عدم نشر اسمه "من الواضح للجميع الآن أن روسيا لا تريد فعلا حلا من خلال التفاوض بل انتصار الأسد." وقالت بثينة شعبان وهي من كبار مستشاري الأسد لرويترز في دمشق إنه لا تهاون في حملة الجيش الرامية لاستعادة مدينة حلب من المعارضة وتأمين حدود سوريا مع تركيا.
حدد دي ميستورا موعدا مستهدفا في 25 فبراير شباط لعقد المحادثات بين الحكومة والمعارضة في جنيف. غير أنه في أقل من أسبوعين قلب الهجوم الذي تشنه القوات السورية ومقاتلو حزب الله وفصائل توجهها ايران وبدعم من القصف الجوي الروسي الوضع رأسا على عقب بعد أن كانت قوات المعارضة تحقق مكاسب على الأرض وحاصرت القوات المهاجمة مقاتلي المعارضة داخل حلب التي تعد ذات أهمية استراتيجية وأصبحت الآن القوات الحكومية والمعارضة تتقاسم السيطرة عليها.
وسبب ذلك انزعاجا بين مسؤولي الأمم المتحدة والمسؤولين الغربيين الذين يعتقدون أن هدف الحملة الروسية السورية الايرانية هو القضاء على أي قدرة تفاوضية لدى المعارضة في جنيف وضمان تحقيق أول نصر عسكري كبير منذ بدأت موسكو قصف قوات المعارضة في سوريا في سبتمبر ايلول الماضي.
وقال دبلوماسي غربي لرويترز "سيكون من السهل تحقيق وقف إطلاق النار قريبا لأن المعارضة ستكون قد ماتت. وهذا وقف فعال جدا لإطلاق النار." وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن أحدث جولة من القتال حول حلب أسفرت عن سقوط نحو 500 قتيل من جميع الأطراف.
وتقول جماعات المعارضة إنه في حين مارست واشنطن عليها ضغوطا للمشاركة في محادثات السلام فإن تعهداتها بمساعدة المعارضة في ميدان المعركة كانت أقل من ضغوطها. وتقول إن مطالبتها بصواريخ مضادة للطائرات للتصدي للهجوم الأخير لقيت آذانا صماء.
وقال مسؤولون غربيون آخرون إن كيري بالغ في تقدير نفوذه وقدرته على تغيير الموقف الروسي. وقالوا إنه يعتقد فيما يبدو أن بوسعه أن يحقق في سوريا ما حققه من نجاح بإبرامه الاتفاق النووي مع ايران.
وقال دبلوماسي أوروبي كبير "الروس يلعبون لعبة القط والفأر مع كيري." وقال المسؤولون الغربيون إنه في حين أنه ليس من الصعب حمل روسيا على الموافقة على زيادة وتيرة تسليم المساعدات فمن الواضح أن موسكو ليست ملتزمة بوقف شامل لإطلاق النار يوقف ما ترى أنه زخم عسكري لصالح الجيش السوري وأنصاره المدعومين من ايران.
من ناحية أخرى يتزايد سخط شخصيات معارضة يدعمها الغرب على ما تراه فشل الأمريكيين في ممارسة ضغوط كافية على روسيا لوقف غارات القصف. وتقول هذه الشخصيات إن من المستحيل التفاوض في ظل القصف.
وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر في نيويورك "لا يمكن للمرء أن يتوقع أن تتفاوض المعارضة والسلاح موجه إلى رؤوسها."
وتطالب جماعات المعارضة المتباينة التي تمثل فصائل سياسية وعسكرية في المحادثات بإجراءات ملموسة قبل العودة إلى جنيف.
ويتولى مسؤولون غربيون لاسيما من فرنسا وبريطانيا تقديم المشورة لجماعات المعارضة التي تلقى الدعم من السعودية وتركيا بصفة خاصة.
ويرفض الكرملين ما يقال عن أنه تخلى عن الدبلوماسية سعيا لتحقيق حل عسكري ويقول إنه سيواصل تقديم المساعدة العسكرية للأسد لمقاتلة "الجماعات الارهابية" ويتهم المعارضة السورية بالانسحاب من المحادثات.
وقال دبلوماسيون إن كيري أخذ على حين غرة بالتحول المفاجيء في الموقف الروسي من دعم ظاهري للجهود الرامية لتغيير الرئيس الأسد إلى إلقاء ثقله العسكري وراءه. وقال مسؤول غربي كبير "لا يمكنك تخريب العملية بأكثر مما فعله الروس بالفعل. لا أرى أملا اليوم."