الإفراط في تناول البروتينات الصـناعيـة يؤدي إلى أضرار صحية

مزاج الثلاثاء ١١/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٥٥ ص
الإفراط في تناول البروتينات الصـناعيـة يؤدي إلى أضرار صحية

مسقط -
يُعتبر البروتين عنصراً غذائياً مهماً للجميع من صغار وكبار من النساء أو الرجال على حد سواء.

البروتين عبارة عن مركّب عضوي يتكوّن من أحماض أمينيّة مرتبطة مع بعضها البعض، والأحماض الأمينيّة هي الأساس في بناء جميع أنسجة الجسم ويدخُل في تكوين العضلات، والعظام، والخلايا، والشّعر، والأظافر، ويدخُل البروتين أيضاً في إنتاج الأنزيمات المهمّة في الجسم ويحثّ على تكوين العضلات ويزيد من قوّتها.
يحتاج الشخص الطبيعي للبروتين بكميات محددة بحيث تكون بمعدل 0.8 جم -1 جم لكل كجم من وزن الجسم (مثلاً إذا كان وزن الجسم 70 كجم فتكون حاجته الطبيعية من البروتين حوالي 56 جم إلى 70 جم)، أما الأشخاص الرياضيون وخاصة ممارسو رياضة رفع الأوزان للذين يحاولون زيادة كتلة وحجم عضلات الجسم فيحتاجون كمية أكبر من البروتين تعتمد على نوعية التمرين ومدته بحيث تصل الاحتياجات إلى 1.2-1.8 جم بروتين لكل كجم من وزن الجسم.
يقوم لاعبو كمال الأجسام بتضخيم عضلاتهم عن طريق إجهادها بتمارين مُخصَّصة لشدّها وإرهاقها، فتبدأ الألياف العضليّة بالتهدم نتيجة المجهود العضلي الكبير المبذول، وهنا يلعب البروتين دور إعادة بناء الألياف العضليّة المهدومة، فيتم بناؤها لتكون أقوى وأضخم ممّا كانت عليه، ولهذا يأخذ لاعب كمال الأجسام كميات كبيرة من البروتين يومياً إمّا عن طريق الغذاء، وإما من البروتينات الصناعية، كبروتين مصل الحليب (Whey Protein).
مصادر البروتينات الغذائية متعددة ومن الممكن الحصول عليها بالكميات المطلوبة بحسب إرشادات المدرّب المؤهل أو/‏‏ وأخصائية التغذية، ومن أهم هذه المصادر ما يلي:

■ البيض: البيضة الواحدة تمد الجسم بـ7 جم بروتين بالإضافة إلى الفيتامينات الضرورية ومنها فيتامين «د» الموجود في صفار البيض.

■ الدجاج: كل 30 جم من صدر الدجاج يحتوي على 7 جم بروتين.

■ السمك: كل 30 جم سمك يحتوي على 7جم بروتين.

■ الجبن: بخاصة الأجبان قليلة الدسم، فكل قطعة بقياس علبة الكبريت الصغيرة (30 جم) تحتوي على 7 جم بروتين.

■ اللحوم الحمراء القليلة الدسم تحتوي على 7 جم بروتين لكل 30 جم لحم.

■ الحليب والزبادي واللبن مصادر غنية بالبروتين فكل كوب حليب يحتوي على 8 جم بروتين.

■ البقوليات أيضاً مصدر غني بالبروتين النباتي: كل نصف كوب من الفاصوليا البيضاء المطبوخة مثلاً تمد الجسم بـ7 جم بروتين وهي مصدر غني بالألياف والنشويات المهمة لغذاء الرياضيين لتمدهم بالطاقة اللازمة.

■ الخضار والنشويات المختلفة كالأرز والخبز والمعكرونة تمدنا بكميات بسيطة من البروتين.

كما هو واضح من المعلومات الغذائية سابقة الذكر، فإنه بالإمكان تناول البروتينات من مصادر طبيعية التي تحتوي على مغذيات أخرى مهمة للصحة، وما على الشخص إلا استشارة أخصائي تغذية لإرشاده بكميات الطعام المناسبة للهدف المقصود من زيادة الكتلة العضلية وتخفيف الدهون أو زيادة الوزن بشكل عام.

تُعتبر البروتينات الصناعيّة من أهمّ المُكمِّلات الغذائيّة التي يعتمد عليها لاعبو الرّياضة، وخاصةً رياضات رفع الأوزان الثّقيلة كرياضة كمال الأجسام إذ يأتي شكلها (في مُعظم الأحيان) على هيئة مسحوق يتم إضافته إلى الماء أو خليط الفاكهة أو الحليب بواسطة مِغرفة ذات أبعاد معيّنة، ويقوم البعض بإضافة مسحوق البروتين إلى وجبتهم الغذائية. وتأتي البروتينات الصناعية بنكهات متعددة كالفانيلا أو الشوكولاتة أو بدون نكهة مضافة.
وهناك بعض أنواع البروتينات الصناعية التي تحتوي على النشويات بالإضافة إلى البروتينات، والبعض الآخر يحتوي على البروتينات فقط. فالمعيار الواحد الموجود في معظم عبوات البروتين الصناعي يمد الجسم بـ25 جم من البروتين وهي الكمية نفسها التي من الممكن الحصول عليها عند تناول صدر دجاج.
وأفضل وقت يُمكن فيه للمرء تناول مسحوق البروتين هو بعد انتهاء جلسة التمارين الرياضيّة ليعوّض ما فقده الجسم خلال أداء التمارين الرياضية.
الإفراط في تناول البروتينات الصناعيّة أو حتى الطبيعية، وعدم شرب كميّات كافية من الماء قد يُؤدّي إلى أضرار صحية عديدة ومن أهمها إرهاق الكلى مما يؤدي إلى ضررها وبالتالي ممكن أن يؤدي ذلك إلى أمراض أخرى.
للاستفادة من فوائد البروتينات الصناعيّة، مع تخفيف نسبة حصول أي ضرر، يجب شُرب كمّيات كبيرة من الماء وتناول الكميّة المطلوبة من البروتينات من مصادر غذائية طبيعية مع تناول البروتين الصناعي بحسب الحاجة. وينصح بإجراء الفحوصات الطبيّة الروتينيّة للاطمئنان على الحالة الصحية، وأخيراً وليس آخراً زيارة الطّبيب فوراً في حال الشعور بآلام في الكِلية أو أيّة أعراض غير طبيعيّة.

إعداد سهير الشنطي

أخصائية التغذية والمديرة الفنية
مركز في إل سي سي