عندما تتحدث الأرقام تصمت البلاغة

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠١/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٢٣ ص
عندما تتحدث الأرقام تصمت البلاغة

عندما تتحدث لغة الأرقام بلسان البيانات والإحصائيات المبين فإن اللغة التي نعرفها تصمت تماماً، وتنزوي البلاغة والفصاحة في ركن قصي، بل تقف عاجزة أمام هذا الساطع المبين، وباعتباره لا يصد ولا يرد فهي تقدّم لنا المنجز برسوم بيانية وهندسية توضح الفارق وتظهر التطور بين أعوام وأخرى في مسيرة عمل هو وطني بامتياز فيه وله أخلصت النوايا، وتضافرت فيه الجهود، وتشابكت في خضمه الأيادي والهدف كان سامياً وعالياً وينصب في اتجاه بلورة عمل يستفيد منه الجميع بدون استثناء، واستيعاب الكل للعمل بروح الفريق، هذا ما يتجسد في عمل غرفة تجارة وصناعة عُمان التي أتاحت المجال للأرقام لتتحدث عن نفسها وتفصح عن صميم عملها بلغتها عالية المستوى بعيداً عن العبارات الإنشائية الفضفاضة، وتلك حقيقة عجز الجميع عن إظهارها بدقة متناهية وهي تختزل سنوات من العمل الدؤوب من أجل القطاع الخاص. ولأول مرة تظهر الإحصائيات البيانية المدعمة بالرسوم التي توجز إنجازات بيت التجّار بشكل مبسط، الأمر الذي يبعث على الارتياح لما تحقق في هذا الشأن في بيت القطاع الخاص ليرد على المزايدين والمشككين في دوره وإنجازاته.

فبلا شك أن التطور الفكري في مخاطبة مجتمع المال والأعمال والتجّار بلغة الأرقام القريبة منهم والمحببة إليهم باعتبارهم اقتصاديين وأصحاب أعمال. فهم دائماً يتشوقون للمقارنات البيانية التي تظهر الفارق في العمل بين سنة وأخرى، وما بين إدارة وأخرى لإظهار حجم العمل المتحقق للقطاع الخاص، وحجم المساهمة التي تجسّدت من خلال بعض المؤشرات التي تعكس الزيادة في حجم العمل والخدمات التي قدمت للشركات على اختلافها.

فالإحصائيات التي تجسّدت في مطوية صغيرة في حجمها وبسيطة في شكلها لكنها تحمل ما لم تحمله مجلدات من منجزات العمل الاقتصادي الذي ساهمت به الغرفة في السنوات القليلة الفائتة، وأقنعت كل الأصوات المشككة والمحبطة لكل جهد يتطلع من ورائه رجال أوفياء ومخلصون لتقديم منجز ما يعود ريعه المحمود لصالح البلاد والعباد، أولئك يعترضون على كل خطوة ثم يفسرونها وفق منظورهم الخاص والقاصر، فكانت الأرقام والإحصائيات العلمية الدقيقة بمثابة الرد الشافي والكافي على كل المزاعم القاصمة للظهور.
ولعل من الإنجازات التي أظهرتها المطوية التي نالت إعجاب الكثيرين من رجال الأعمال الذين أبدوا رغبتهم في الاحتفاظ بها كشهادات الأيزو التي تظهر إنجازات مؤسساتهم، لما أظهرته هذه المطبوعة من أرقام يفخر الفرد بالاطلاع عليها.
فالإيرادات قفزت من سبعة ملايين ريال عماني في العام 2011 إلى أكثر من 11 مليون ريال عماني في العام 2016، وعدد المنتسبين للغرفة ارتفع من 213 ألفاً في العام 2011 إلى أكثر من 343 ألفاً في العام 2016، وعدد المعاملات المصدقة ارتفع من 75 ألفاً في 2011، إلى أكثر من 115 ألف معاملة، وإجمالي الوفود التي نظّمت لها غرفة تجارة وصناعة عُمان زيارات ارتفع من 3 وفود في العام 2011 إلى 28 وفداً في العام 2016، وعدد المشاركين ارتفع من 56 رجل أعمال في 2011 إلى أكثر من 461 رجل أعمال في 2016، وعدد البلدان التي تم الاطلاع على تجاربها في مزاولة الأنشطة التجارية والترويج للاستثمار وإقامة شراكات اقتصادية ارتفع من 3 دول في العام 2011 إلى 15 دولة في العام 2016، وفي الموارد البشرية وتنمية قدراتها ارتفع عدد المستفيدين من برامج الدراسات العليا من صفر في العام 2011 إلى 18 موظفاً في العام 2016، وارتفع عدد الاستشارات القانونية التي قدّمتها الغرفة إلى 160 استشارة قانونية في العام 2016 مقارنة بـ75 استشارة في العام 2011.
وأدركت غرفة تجارة وصناعة عُمان أهمية التواصل مع مجتمع الأعمال باستخدام كل الوسائل الإلكترونية، مستفيدة من الثورة التقنية وتوظيفها في تعزيز التواصل الاجتماعي، حيث بلغ عدد الرسائل الإلكترونية التي أرسلت لرجال الأعمال لدعوتهم للمشاركة في فعاليات الغرفة أو اطلاعهم على المستجدات التي يتطلب إعلامهم بها بلغت 400 ألف رسالة في العام 2016 مقارنة بـ96 ألف رسالة في العام 2011، وزاد عدد الدعوات المرسلة لرجال الأعمال من 400 ألف دعوة من 2011 إلى 3 ملايين و400 ألف دعوة في 2016، فضلاً عن الانتشار الواسع في وسائل التواصل الاجتماعي التي أظهرت الدور الذي يلعبه بيت التجّار في هذا المجال.
بالطبــع البــيانات التي تضــمنتها المطويــة من الصــعوبة تسليط كل الضوء عليها في هذه العجالة، لكن بالتأكيد إنها ذات دلالة كبيرة في إبراز ما قدّمته الغرفة بلغة لا تقبل التشكيك.
نأمل أن تواصل الغرفة دورها في خدمة مجتمع الأعمال الذي يتفاعل معها في كل المناسبات بكل فئاته ويقدِّر جهودها المبذولة في تعزيز دورها في الاقتصاد الوطني وتمثل القطاع الخاص بكل شركاته ومؤسساته.