الأندية تصرخ من عجز الموازنة واتحاد الكرة يدعو لترشيد النفقات

الجماهير الثلاثاء ٠٩/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:٣٥ ص
الأندية تصرخ من عجز الموازنة واتحاد الكرة يدعو لترشيد النفقات

مسقط - حنان العمدوني

بالرغم من سياسة ترشيد الإنفاق التي اختارت أن تطبقها أندية دوري عمانتل للمحترفين هذا العام والذي أثر سلبا على المستوى ‏الفني للدوري بالاضافة إلى التقليص المفاجئ لموازنة الاتحادات الرياضية والذي بلغ 13 % من موازناتها العامة إلا أن هذا ‏الموسم ليس بغريب عن المواسم السابقة ولكنه يبدو الأقسى خاصة من ناحية الصعوبات المادية التي كانت ولا زالت المعضلة ‏التي تؤرق الأندية والتي تحد من نشاطاتهم بخاصة خارج دائرة كرة القدم فالنادي هو عبارة عن مجموعة ألعاب منها كرة القدم ‏وكرة اليد والهوكي والكرة الطائرة بالاضافة إلى الرياضات الفردية والانشطة الثقافية والاجتماعية والتي تبدو غائبة كليا عن ‏أنديتنا الرياضية في السلطنة فالدعم المقدم لا يكفي السد حتياجات الأندية وفي ظل ممارساتها التي ترصد الجزء الأكبر من ‏المصروفات على كرة القدم وسط تغييب للرياضات الاخرى والتي عادة ما تأتي بالنتائج والتتويجات عندما تغيب التتويجات على ‏فرق كرة القدم وهنا وجب الوقوف والبحث في الحلول ولكن الحل الأبرز حسب آراء متحدثين في هذا الاستطلاع هو الاستثمار ‏الرياضي وضرورة الشراكة مع القطاع الخاص للارتقاء بالرياضة في السلطنة فهي أصبحت قطاعا حيويا وسياحيا مهما.‏

السليمي : بعض القوانين يجب

أن تطوع لمصلحة الأندية

قال سعادة المكرم خميس بن سعيد السليمي نائب رئيس نادي عمان :» الرياضة في عمان محتاجة للاستثمار وبعض القوانين يجب ‏أن تطوع لجلب الاستثمار الجاد لتحقيق نقلة نوعية في الأندية من الناحية المادية وخاصة موضوع تخصيص الأراضي للأندية ‏والتي من المفروض ان تتماشى مع المنطقة المتواجد بها النادي وأضرب مثالا على ذلك نادي السيب الموجود في منطقة ‏تجارية بها مبان تصل إلى ستة طوابق فالمفروض هنا من وزارة الإسكان أن تراعي الأندية وان تسمح لها في نفس بالتوسع ‏الرأسي في الارتفاعات العمراني وليس فقط الاكتفاء بطابقين خاصة وأن الاستثمار يمكن أن يوفر دخلا سنويا أو شهريا يغني ‏الأندية عن الدعم المادي المقدم من وزارة الشؤون الرياضة والمطلوب من الحكومة أن تعطي للنادي فرصة إقامة مشاريع تخدم ‏النادي و المجتمع عوضا عن اعطائه لشخص معين».‏
وأضاف السليمي :«هناك مشكل أخرى تتمثل في الأندية التي تصرف كثيرا على كرة القدم و تغيب أو تهمش الأنشطة الأخرى ‏مثل الأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تعود بالنفع على المجتمع المحيط لكن ولله الحمد نحن في نادي عمان لدينا توجه للقيام ‏بدور لخدمة المحيطين بنا وليـــس فقط التركيز على الجانب الرياضي أو على رياضة وحيدة ولدينا فعاليات ثقـافيـــة ‏واجتماعـــية متعددة ومتواصــلة آخرها فعالية لدعم الأسر المنتجـــة في ولاية بوشر وهنا نقول يجب مراجعة الدعم المادي المقدم ‏من الوزارة بحيث لا يرصد للنادي الذي يقدم كرة القدم فقط بل يرصد أيضا للنادي الذي يقدم رياضات متعددة وأنشطة ثقافـــية ‏واجتمــــاعية ويجــب أن يحـــدد وفق ما يقدمه النادي فهـناك انـــدية توقف نشاطها وتعود في الموســـم المقبل من أجل الدعم».‏

الرواس: لدينا شركات كبيرة

يمكنها المساهمة في دعم الأندية

وقال بدر الرواس رئيس نادي ظفار: «الأندية تحتاج لكثير من المصاريف خاصة في كرة القدم وبعد تحول الدوري إلى ما يسمى ‏بدوري المحترفين فيما يخص المصاريف الأمر الذي رفع من أجور المدربين والكوادر الإدارية وللاعبين وحتى المراحل السنية ‏التي أصبحت ملزمة من الاتحاد بتوفير مدربين ممن يحملون مؤهلات عالية ونحن في نادي ظفار بدأنا من العام الفائت في رفع ‏إيرادات الاستثمار الذي أعطى ثماره حيث استلمنا النادي عندما كان دخله لا يتعدى ستة آلاف ريال عماني وتمكنا من رفعه إلى ‏‏15 ألف ريال عماني وإن شاء الله مع بداية 2016 سيكون الدخل أكثر من 20 ألف ريال عماني ولكن يظل هذا الدخل لا يغطي ‏احتياجات الأندية على الأفل المصاريف الشهرية مثل رواتب الأجهزة الفنية والإدارية خاصة وأننا في النادي لدينا أكثر من 11 ‏لعبة نشارك فيها وكلها تحتاج لمصاريف ودعم كبير ومن المؤكد أن الاستثمار هو حل مساعد لانتشال الأندية من العجز المادي».‏
وأضاف: «المبادرة التي قامت بها اللجنة الأولمبية للشراكة بين القطاع الخاص والاتحادات الرياضة وهي تشكر عليها ونتمنى أن ‏تكون هناك مبادرة مماثلة من وزارة الشؤون الرياضية للأندية ونحن طرقنا هذا الباب سابقا خاصة من خلال تواجد شركات ‏عديدة في المناطق والمحافظات ولا بد أن يكون لذلك الجانب الأثر الإيجابي لدعم الأندية من خلال الرعاية للتقليل من العبء ‏المادي ونتمنى أن يرى هذا الموضوع النور والاهتمام من خلال سعي الوزارة بالتعاون مع شركات القطاع الخاص». ‏

الحوسني: الاستثمار هو الحلّ

الشيخ سلطان الحوسني رئيس الاتحاد العماني لكرة اليد ورئيس نادي الخابورة سابقا يقول أن إمكانيات ألأندية بشكل عام ضعيفة ‏ومطلوب منها في نفس الوقت تفعيل كل الأنشطة لكن كان بالإمكان في بعض الأندية عوضا عن صرف مبالغ طائلة في كرة ‏القدم أن تركز على رياضات أخرى تحقق من خلالها إنجازات أكبر وهذا شيء نعيشه في كل ألأندية التي تشارك منذ سنوات ‏طويلة في مسابقات كرة القدم ولكنها لم تحقق شيئا في الوقت الذي تصعد فيه الدول الاخرى على منصات التتويج الأولمبية ‏والدولية في اختصاصات رياضية غير كرة القدم، ولكن في نفس الوقت لا نستطيع أن نقسو على الأندية في ظل الإمكانيات ‏المتاحة ولكن أتمنى أن يكون هناك قرار بتفعيل الاستثمارات داخل الأندية بقدر المستطاع ونحن نحتاج إلى التكافل من وزارة ‏الشؤون الرياضية مع الأندية بحيث تستطيع الأندية أن تجد استثمارات حقيقة من خلال إشراك بعض مؤسسات القطاع الخاص ‏لدعم الأندية بطريقة غير مباشرة باقامة بعض الاستثمارات التي فيها استمرارية وديمومة وتعود بالنفع المادي على النادي على ‏المدى الطويل وليس شرطا أن تعطي المؤسسات الخاصة مبلغا سنويا يصرف كله على نشاط معين مثلا من خلال بناء منشآت ‏رياضية كاستثمار ذو عائد وهذا الأهم على سبيل المثال كل الأندية لها أراض موجودة في مسقط والكل يعرف هذا أتمنى من ‏الوزارة أن تحاول مع بعض مؤسسات القطاع الخاص أن توجد بعض المؤسسات لتكون مستثمرا لهذه الأراضي ويكون هناك ‏نسبة من الدخل يذهب إلى النادي والباقي يعود للجهة التي موّلت المشروع في قطاع البنوك أو الشركات النفطية أو الشركات ‏الرائدة في البلد ومن الممكن أن يكون هذا العمل ليس فرديا بل من خلال تحالف بين بعض الشركات وتكون هناك ضمانات ‏حكومية من خلال وزارة الشؤون الرياضية وأما الأندية فقط تستلم العائد الشهري افضل من أن تظل هذه الأراضي هكذا دون ‏استغلال ويكون الكل مستفيد.وهناك حل آخر يساهم في مضاعفة الدعم المادي للأندية بمعنى أي ناد يشارك في دوري اليد مثلا ‏يعطى دعما سنويا قدره من 15 إلى 20 ألف ريال عماني أو أي مبلغ تحدده الجهة المســؤولة وإذا شارك في دوري الطائرة ‏يحصل على دعم معين كذلك والفكرة هي أنه لا يمكننا إعطاء مبالغ متساوية لكل الأندية وتصرف اغلبها على نشاط واحد وبذلك ‏يذهب الدعم بناء على عدد الأنشطة وأتمنى الاهتمام بهذا المقترح ليكون المنقذ للوضع الذي تعيشه بعض الأندية.‏

الحبسي: لابد من تقديم

مقابل للشركات الراعية

قال المحلل الرياضي عبد العزيز الحبسي: «من وجهة نظري أن الاستثمار الرياضي في كل دول العالم وكما هو متعارف عليه ‏له مصادر أساسية وهي النقل التلفزيوني وهو الأول عالميا حسب تقارير من اللجنة الأولمبية الدولية فهو يمثل العائد رقم واحد ‏ثانيا الرعاية والتسويق وثالثا التذاكر ورابعا المشاريع التجارية التي تقوم بها الأندية وحسب التقارير فان النقل التلفزيوني يجعل ‏النادي يستقطب عددا كبيرا من المشاهدين ونحن في عمان لا نزال في نقاش كبير هل ممكن ندفع للأندية مقابل النقل التلفزيوني ‏أو لا ؟ إذا نحن لا نقر بان هذه إحدى وسائل الدعم الأساسية فنحن خسرنا ذلك وفقدناه ثالثا الرعاية والتسويق أومن الممكن ‏تسميتها الشراكة مع القطاع الخاص ولكن السؤال المطروح ماذا ستستفيد شركات القطاع الخاص فهي لن تدفع صدقات ولكن ‏تريد مقابلا على ذلك فلا بد من إيجاد مقابل لها والمسؤولون عن الرياضة وبالتحديد وزارة الشؤون الرياضية لا بد أن تجلس مع ‏هذه الشركات كونها تمثل الحكومة وهذه الشركات ستوضح ما تحتاجه مقابل الدعم فالحكومة تملك الكثير لكسب ودها مثل ‏الإعلانات التجارية على سبيل المثال «. وأضاف الحبسي :» أما عن الاستثمارات التجارية فهناك الكثير من الأندية التي انتهجت ‏هذا النهج مثل نادي السيب ونادي ظفار وغيرهما ولكن هناك بعض القوانين التي تصدرها وزارة الشؤون الرياضية لا تشجع ‏المستثمرين وعلى الوزارة مراعاة ما يتماشى ومصلحة الأندية.‏
فعندما نتكلم عن الحكومة نتكلم عن وزارة الشؤون الرياضية ومعالي وزير الشؤون الرياضية هو عضو في مجلس الوزراء ومن ‏الممكن تقديم تسهيلات لجلب شركات القطاع الخاص، فمثلا ولايات داخلية بها أندية وليس فيها فرص لاقامة مشاريع استثمارية ‏نظرا لقلة الكثافة السكانية فلابد من تعويضها بتراض تجارية بالعاصمة ليكون لها عائد مادي مناسب ومواقع ألأندية لا بد أن يتم ‏استثمارها خاصة وان الجانب الاقتصادي تطور في هذه السنوات ولدينا مثال وهو نادي الرستاق الذي بدأ ينافس وبدأ يتحسن فقد ‏وصلت إيراداته إلى 10 الاف ريال شهريا وهذا انجابي ولكن أعود للقول بأن فكرة النقل التلفزيوني لابد أن تعزز وهنا نحن لا ‏نلقي باللوم الكبير على الحكومة فقد ساهمت كثيرا ولكن هنا يظهر دور الاتحاد العماني لكرة القدم مثلا بإمكانه أن يأتي بالشركات ‏الراعية للتلفزيون وتصبح هناك شراكة بين الاتحاد والتلفزيون فبدلا من أن يدفع التلفزيون من عنده يصبح الدفع من الشركات ‏الراعية وكذلك دور إدارات الأندية فعلى كل ناد قبل مطالبته بالاستثمار يجب أن تكون له خطة واضحة لتقديمها والعمل عليها ‏‏«واختتم كلامه بقوله : «يجب أن نضع خطة على مدار 10 سنوات ويبدأ منها المسار لنصل إلى مرحلة تستقل فيها الأندية ماليا ‏بحيث يجب ألا يكون اعتمادها على الدعم الحكومي فقط».‏

رفع الإيرادات والدخل في

الأندية هاجس كبير

يستمر الحديث دائما عن الأزمات المالية داخل الأندية وخاصة بعد التقليص المفاجئ لموازنة الاتحادات الرياضية والتي تحد في ‏أغلب الأحيان من جودة الأداء الإداري والفني فالأجهزة الفنية تضع خططا في الأغلب لا تستطيع تنفيذها نظرا لقلة الموارد ‏المالية كذلك الأجهزة الإدارية وإن كان هذا العام هو عام التقشف وترشيد الإنفاق في الأندية فإن الأزمة المالية لها هاجس أكبر منذ ‏سنوات عديدة ولكن منذ ظهور شركات القطاع الخاص كداعم للرياضة في السلطنة بدأت الحلول تظهر ولكنها تحتاج الكثير من ‏العمل والجهد حيث أن شركات القطاع الخاص عادة ما تنتظر مقابلا لما تضخه من أموال لفائدة لعبة ما أو ناد معين وقد انتهجت ‏اللجنة الأولمبية انطلاقا من العام 2015 لمبادرة برنامج دعم الرياضة والذي حمل شعار»الرياضة من أجل التنمية» بالشراكة مع ‏القطاع الخاص وتم توقيع عدد من الاتفاقيات بين عدد من الاتحادات وبالشركات وتنتظر النادية أن تأتي وزارة الشؤون الرياضية ‏كونها المسؤول الأول عن الرياضة في السلطنة بمبادرة مماثلة علها تقلل من العبء المادي الذي تعانيه الأندية خاصة مع غلاء ‏تكلفة عقود المدربين واللاعبين في دوري عمانتل للمحترفين وفي بقية مسابقات الأندية من كرة يد وكرة طائرة وكرة سلة و ‏الهوكي وغيرها ومع تفتح السوق و ازدياد عدد الجماهير الرياضية والمتابعين تبدو الفرصة اكبر حسب رأيي أن بعض المحللين ‏سعى لاستغلالها وتوسيع دائرة الاستثمار الرياضي من خلال المشاريع التجارية التي توفر عائدا ماليا شهريا أو سنويا للأندية ‏تحت مراقبة الوزارة وبالتعاون معها.‏