مسقط - العمانية
بتقدير واعتزاز كبيرين تستعد مسقط لاستقبال ضيف حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - وضيف عمان حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة في بلده الثاني، إذ يفتح العمانيون قلوبهم وأذرعهم بترحيب عميق لاستقبال سموه في "زيارة دولة"، تبدأ غداً الاثنين الموافق 20 فبراير 2017 وتستمر ثلاثة أيام.
وقد أصدر ديوان البلاط السلطاني مساء أمس بياناً بهذه المناسبة جاء فيه:.. "تتويجاً للعلاقات الأخوية المتينة والروابط الوثيقة بين السلطنة ودولة الكويت الشقيقة، وتلبية لدعوة كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - سيقوم صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت بزيارة دولة للسلطنة تستغرق ثلاثة أيام، ابتداءً من يوم الاثنين 23 جمادى الأولى 1438هـ الموافق 20 فبراير 2017م، حيث ستجرى لسموه مراسم استقبال رسمية.
تأتي هذه الزيارة تعزيزاً لمسيرة التعاون المثمر بين السلطنة ودولة الكويت الشقيقة، وحرصاً من قيادتي البلدين على دعم المصالح المشتركة بين بلديهما في مختلف المجالات.
ويرافق سموّ أمير دولة الكويت خلال زيارته للسلطنة وفد رسمي رفيع المستوى يضمُّ كلاً من: معالي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح نائب رئيس الحرس الوطني ومعالي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ومعالي الشيخ علي جراح الصباح نائب وزير شؤون الديـوان الأميري ومعالي الشيخ الفريق خالد الجراح الصبـاح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخليـة ومعالي أنس خالد الصالح نائب رئيس مجلس الـوزراء ووزير الماليــة ومعالي أحمد فهد الفهد مدير مكتب صاحب السمو أمير الكويت ومعالي الشيخ خالد العبدالله الصباح الناصر الصباح رئيس المراسم والتشريفات الأميرية ومعالي السفير خالد سليمان الجار الله نائب وزير الخارجية ومعالي يوسف حمد الرومي رئيس الشؤون الإعلامية والثقافية بالديوان الأميري ومعالي الشيخ فواز السعود الناصر السعود الصباح رئيس الشؤون السياسية والاقتصادية بالديوان الأميري ومعالي علي فهد الراشــد المستشار بالديوان الأمـيري وسعادة مازن عيسى العيسى الوكيل لشؤون مركز المعلومات والحاسب الآلي بالديوان الأميري وسعادة السفير ناصر حجي المزين مساعد وزير الخارجية لشؤون مجلس التعاون لدول الخليج العربية وسعادة السفير فهد حجر المطيري سفير دولة الكويت المعتمد لدى السلطنـة وعدد من المسؤولين. وقد تمكنت العلاقات العمانية الكويتية ومنذ سنوات طويلة أن تتجاوز الطابع التقليدي للعلاقات بين الدول الشقيقة، لتنطلق بفضل الرعاية السامية الكريمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، وأخيه صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة - حفظهما الله ورعاهما - هذه العلاقات وبفضل الإرادة المشتركة والمتبادلة لتطويرها وتنميتها لتتواكب مع ما يجمع بين جلالة السلطان المعظم وأخيه سمو أمير دولة الكويت من روابط عميقة ومن اعتزاز وتقدير وود دائم ومتواصل، يمتد بتأثيراته الطيبة والملموسة إلى كل جوانب ومستويات العلاقات بين الدولتين والشعبين العماني والكويتي الشقيقين. وتأتي زيارة صاحب السمو أمير دولة الكويت تتويجاً للعلاقات الأخوية المتينة والروابط الوثيقة والوشائج العميقة التي تربط بين الدولتين والشعبين الشقيقين العماني والكويتي، على كافة المستويات الرسمية والشعبية، وفي كل المجالات، وتسير العلاقات والتعاون بين السلطنة ودولة الكويت الشقيقة بخطى متتابعة وملموسة نحو الغايات المرسومة لها سواء على المستوى الثنائي أو في إطار التعاون بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث تحرص القيادتان الحكيمتان في البلدين على دفعها وتوسيع آفاقها، ودعم خطاها لتتمكن من ترجمة ما يجمع بين الدولتين والشعبين الشقيقين من روابط ومصالح مشتركة ومتبادلة.
وإلى جانب الأسس والركائز المتينة للعلاقات العمانية الكويتية التي تجعل منها نموذجاً يحتذى على صعيد العلاقات بين الأشقاء، فإن زيارة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت للسلطنة، ومحادثات سموه مع أخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظهما الله ورعاهما - تتناول مختلف الموضوعات والأمور التي تهم الدولتين والشعبين الشقيقين، وما تمر به وتتعرّض له المنطقة من تطورات، تطرح تأثيراتها، على أوضاع المنطقة وعلى حاضر ومستقبل عدد من الدول الشقيقة، ومن ثم المنطقة ككل، نظراً للترابط الوثيق بين دول وشعوب المنطقة وبين مصالحها وأمنها وسلامتها وازدهارها في الحاضر والمستقبل أيضاً. وما يزيد من أهمية زيارة سمو أمير دولة الكويت، وما تتخللها من محادثات وتبادل وجهات النظر على مستوى القمة، أن جلالة السلطان المعظم وسمو أمير دولة الكويت الشقيقة متفقان في إيمانهما العميق بالسلام وبضرورة حل الخلافات بالطرق السلمية وعبر الحوار البناء والالتزام الواضح والقوي بأسس وقواعد التعامل الدولي وفي مقدمتها حسن الجوار، والتعاون بحسن نية لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحت أية ظروف أو مبررات لتتمكن دول وشعوب المنطقة جميعها من بناء حياتها وحاضرها ومستقبلها وفق ما تراه مناسباً لها، وحسب خياراتها الحرة..
ونظراً لأن هذه مبادئ وأسس لا خلاف عليها وتؤيدها كل الشعوب والمواثيق الدولية والإقليمية، فإن ترجمتها إلى خطوات عملية ملموسة في علاقات دول المنطقة جميعها، من شأنه أن يسهم في التقريب بينها وتيسير التوصل إلى توافق فيما بينها حول مختلف القضايا والتطورات، سواء القائمة أو المحتملة، ومن ثم تحقيق مصالحها المشتركة والمتبادلة وزيادة قدرتها الفردية والجماعية لمواجهة أية مخاطر أو تهديدات قائمة أو محتملة بفعل ما يجري في المنطقة ومن حولها من تطورات وتغيّرات لا بد وأن يضعها الجميع في اعتباره.
ويحظى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وأخوه صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح - حفظهما الله ورعاهما - بتقدير إقليمي ودولي كبيرين، وعلى كافة المستويات الرسمية والشعبية، وهو ما يضفي أهمية متزايدة على رؤيتهما، وعلى جهودهما ومساعيهما الخيرة، التي تحرص دوماً على كل ما يعود بالخير ويعزز فرص السلام والأمن والاستقرار والتقارب بين دول وشعوب المنطقة..
وقد منح المركز العربي / الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدَّولي الذي يتَّخذ من العاصمة النرويجية "أوسلوا” مقرَّاً له، جائزة الإنسان العربي الدوليَّة لعام 2016م لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - تقديراً لجهود جلالته العظيمة، وإسهاماته النبيلة في مجال حماية ودعم وتعزيز حقوق الإنسان محلياً وعربياً ودولياً.
ومن المعروف أيضاً أن الأمم المتحدة قامت من خلال الأمين العام السابق "بان كي مون" بتكريم صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت باعتباره "قائد العمل الإنساني" في التاسع من سبتمبر عام 2014م، تقديراً لجهود سموه وإسهامه في العمل الإنساني ودعمه المتواصل للعمل الإنساني لمنظمة الأمم المتحدة وتقديم الكثير من المساعدات للعديد من الدول التي تتعرّض لكوارث إنسانية أو طبيعية أو تعاني من مشكلات اللاجئين والنازحين والمشكلات المترتبة على الحروب، بغض النظر عن أي اعتبارات جغرافية أو إثنية أو دينية أو سياسية لهذه الدول أو الشعوب التي تتعرّض لمحن أو مشكلات، وهو ما حظي بإشادة دولية واسعة من داخل الأمم المتحدة وخارجها، وتواصل الكويت الشقيقة جهودها في هذا المجال بوسائل متعددة، بما في ذلك رئاسة المؤتمر الدولي الأول والثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا عامي 2013م و2014م، وقد استفاد العديد من الدول العربية والإسلامية والأجنبية من هذه المساعدات الإنسانية التي ساندت جهود الأمم المتحدة في العديد من مناطق العالم.
على صعيد العلاقات العمانية الكويتية، فإن هذه العلاقات سارت بخطى وثيقة ومتتابعة ومتجاوبة بشكل متزايد مع تطلعات الدولتين والشعبين العماني والكويتي الشقيقين مستمدة المزيد من القوة والقدرة على الانطلاق نحو آفاق أرحب من دعم ورعاية جلالة السلطان المعظم وأخيه سمو أمير دولة الكويت الشقيقة لهذه العلاقات بشكل دائم ومتواصل.
وفيما يخص التبادل التجاري بين السلطنة ودولة الكويت تقوم اللجنة العمانية الكويتية المشتركة بجهود متعددة لدفع وتوسيع نطاق التعاون بين الدولتين الشقيقتين في العديد من المجالات الاقتصادية والتجارية والتعليم والبحث العلمي والشباب والخدمة المدنية والبيئة وغيرها من المجالات التنموية المختلفة، حيث توجد العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين التي تم توقيعها على مدى السنوات الماضية، كما يقوم القطاع الخاص الكويتي والعماني بدور متزايد لدعم سبل ومجالات الاستثمار بين البلدين، لا سيما في المجالات التجارية والعقارية وغيرها، وتظل هناك العديد من المجالات والفرص الواعدة لتوسيع وتعميق مجالات التعاون والاستثمار المتبادل وتعزيز التعاون المثمر بين الدولتين والشعبين الشقيقين لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة لهما، بما يعود بالخير أيضاً على دول وشعوب المنطقة..
وتشكل زيارة سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة للسلطنة غداً خطوة مهمة تتجاوب مع الطموحات المشتركة للدولتين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات.