مسقط –
قد تكون الموارد الوراثية العمانية المورد العماني الطبيعي الأهم. هذا ما سيناقشه المقهى العلمي لمركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية في جلسته الخاصة والتي جاءت بطلب من مجموعة الأحياء بجامعة السلطان قابوس وذلك يوم الاثنين 6 فبراير الساعة 7:30 مساءً.
وقد أوضحت المديرة التنفيذية لمركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية د. نادية السعدية بأنه: «قد تم الإعداد لهذه الفعالية الخاصة والتي تأتي إضافة إلى سلسلة المقهى العلمي الذي تقام فعالياته عادة في الأربعاء الأخيرة من كل شهر بناء على طلب من مجموعة الأحياء بكلية العلوم بجامعة السلطان قابوس».
ويستضيف المقهى العلمي في هذه الجلسة نخبة من المختصين وهم د. علي اللواتي، خبير موارد وراثية نباتية من المركز. كما يستضيف كلا من: د. سالم الوهيبي، خبير البحث والتطوير و د. آمال الأبروي، الرئيسة التنفيذية للشركة الوطنية لمنتجات اللبان.
وتضيف د. نادية: «توفر الموارد الوراثية العمانية فائدة اقتصادية عظيمة، حيث تدعم الأمن الغذائي والتنمية المستدامة للملايين من البشر، فيما إذا تم صون هذه الموارد واستخدامها بطريقة مستدامة». وأضافت: «ومن ناحية اقتصادية فقد نما الاهتمام بالنباتات المحلية وما تقدمه من دور حيوي في حياتنا اليومية من مأكل أو أدوية ومستحضرات وملبس»، وأشارت: «لقد تراجع الاهتمام بالنباتات الطبية في مرحلة ما عبر التاريخ ولكن التطور في التقنيات المستخدمة لاستخلاص المواد الفعالة من هذه النباتات والخوف من انقراض بعض الأصناف أعاد الأنظار إليها مرة أخرى خاصةً في الدول النامية التي اهتمت بتطوير الكثير من المستحضرات الطبية الطبيعية». فعلى سبيل المثال قامت شركة بي فيزر الصيدلانية بالتعاقد مع أحد علماء حديقة النباتات في نيويورك لمسح النباتات في الشمال الأمريكي.
ويعلق د. علي اللواتي، خبير موارد وراثية نباتية من مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية: «يوجد ما يقارب من 121 وصفة دوائية في الاستخدام حاليا وهي تأتي من 90 صنفا من أصناف النباتات فقط. وقد جاء ما يقرب من 74% من الوصفات من الموروثات الفلكلورية. أما في سلطنة عمان فهناك أكثر من 400 صنف من النباتات الطبية العمانية مما يدعو للأمل في اكتشاف المزيد من الوصفات الطبية مستقبلا». «إن الوعي المرتبط بأهمية الفوائد المتعلقة بالنباتات الطبية كمستحضرات تجميل وأدوية وزيوت وعطور في تنام مستمر. حيث يقدر أن يصل سوق الزيوت المركزة في العالم إلى 1.67 بليون دولار بحلول عام 2022»، كما علقت د. آمال الأبروي الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية لمنتجات اللبان.وتضيف: «إن التنامي المتسارع للمدنية والتحضر قد لعب دورا كبيرا في تطوير وإنعاش السوق العالمية لمركبات العطور، كما يشهد سوق العطور والزيوت العطرية المصنعة بحسب الطلب ومن مواد طبيعية صديقة للبيئة تناميا كبيرا أيضا، وهذا ما نحاول أن نبني علية في الشركة الوطنية لمنتجات اللبان».واختتمت د. نادية: «هنالك حذر متزايد من المستهلكين حول استخدام المستحضرات الشخصية المحتوية على مواد كيميائية صناعية مما يدفع الكثير من المصنعين إلى البحث عن البدائل الطبيعية مما ينعش هذا القطاع المتعلق بالنباتات الطبية والطبيعية وبالنظر إلى التنوع الوراثي الذي تحويه السلطنة في النباتات ذات القيمة الاقتصادية سواء كان ذلك على شكل مستحضرات طبية أو زيوت عطرية أو عطور فإن الفرصة تستحق الاستكشاف والاستثمار فيها بشكل مستدام».