"الزيجرة".. آلة عمانية قديمة تسلط الضوء على تراثنا في متنزه العامرات

بلادنا الاثنين ٠٦/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
"الزيجرة".. آلة عمانية قديمة تسلط الضوء على تراثنا في متنزه العامرات

مسقط- خالد عرابي

يزخر تراثنا العماني الأصيل بالعديد من الأشياء الفريدة والحصرية والتي تجعله متميزاً في كل المجالات، وتأتي "الزيجرة" كواحدة من هذه الآلات القديمة التي كانت تستخدم في الزراعة في الماضي وقبل ظهور الآلات الحديثة.. والتي بينما نحن نسير في القرية التراثية بمتنزه العامرات العام ضمن فعاليات مهرجان مسقط وجدناها تعمل وكأنها كما هي قبل مائة عام ويعمل عليها العم محمد بن سليمان الصبحي من ولاية الحمراء والعم سليمان بن حمد الشريقي، من ولاية نزوى، والعم سليمان بن سالم الشكيلي فاقتربنا منهما لنتعرف على قصة الزيجرة وما هي وعلاقتهما بها.

يقول العم محمد بن سليمان بن علي الصبحي، من قرية بني صبح بولاية الحمراء "55 عاما": الزيجرة هي آلة قديمة كانت تستخدم لرفع المياه من الآبار واستخدامها في الزراعة، وكانت بمثابة ماكينات الري الحديثة الآن، وكان يستخدمها الآباء والأجداد، فمنذ أن وعينا على الدنيا ونحن نراها، كما أننا وبحسب المعلومات فإن تاريخها يعود لأكثر من 100 عام، وما زالت تستخدم في أماكن محدودة جداً حتى الآن كنوع من الحفاظ على التراث حيث -بحسب علمي- توجد واحدة في بهلاء وأخرى في الحمراء.
ويضيف: تعتمد الزيجرة وتسمى في منطقة الباطنة بالزمط على دلو ينزل إلى بئر ومعلق فوق قاعدة خشبية كبيرة منصوبة على البئر، وهي مكونة من ألواح من خشب السدر ومن جذوع النخل ومربوطة بعدة حبال بشكل معين، وهذه الحبال مشدودة إلى مكان ممتد لمسافة من 8 إلى 10 أمتار بحيث يشد هذه الحبال ثور وحمار وقد يكون أحدهما فقط، وهي تعتمد إن كان هناك دلو واحد أو دلوين، وكلما سارا (الثور والحمار) ذاهباً وإيابا وسحبا الحبال يرتفع الدلو من البئر محملاً بالماء ويسكب في حوض يسمى "المصب" ومن ثم تسير المياه في مجري وهو "الفلج" لتروي الأرض.
ويؤكد الصبحي: لدي زيجرة في قريتي "بني صبح" وهي تعمل حتى الآن وأحرص عليها وأزرع عليها مساحة نحو أربعة أفدنة ورغم صعوبتها فإنني أحافظ عليها لأنها تراثنا، فلكي تروي مساحة 5 إلى 6 قراريط تحتاج إلى يوم كامل بالزيجرة، بينما إذا استخدمت ماكينة حديثة فربما تحتاج جزء من ساعة، وبالتالي الوسائل الحديثة أفضل ولكن هذا تراثنا خاصة وأن كثيراً من شبابنا في كثير من الولايات التي اختفت منها الزيجرة لا يعرفون عنها شيئاً، ولذا يأتي المهرجان ليكون فرصة، لإطلاع الأجانب والسياح عليها فحسب، بل وبعض شبابنا من مناطق أخرى من السلطنة أيضا.

وعن الأدوات الرئيسية للزيجرة يضيف العم سليمان بن حمد الشريقي، من محلة العلايا بولاية نزوى "54 عاما" فيقول: هي تتكون من المنجور وهو الترس المعلق في الأخشاب فوق البئر، والقرن: وهو جذع النخل، والكر: وهو الحبل الذي يمتد ليصل إلى حبل ملفوف مع قماش حول رقبة الثور ويسمى الغبط، كما أن هناك أدوات أخرى مثل: الرش والعقرب والويج والذيك وغيرها.
ويضيف: نحن نشارك في المهرجان منذ 15 عاماً وقد كانت السنوات العشر الأولى في حديقة القرم الطبيعية وقت أن كان جزء من فعاليات المهرجان يقام هناك، والآن نحن في متنزه العامرات العام منذ خمس سنوات ونشارك بشكل سنوي، ولكن الملاحظ أن الاهتمام بالأشياء التراثية قل نوعاً ما ففي الماضي والسنوات الأولى للمهرجان كنا نشارك نحو 30 شخصاً، أما الآن فعددنا تقريبا نحو 15 شخصاً وبالتالي تتراجع المشاركة، وأتمنى أن تزيد نسبة المشاركة بالأشياء التراثية خاصة التي تتعرض للاختفاء.