مونديال السيزم..لقب عالمي وأشياء أخرى

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٥/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
مونديال السيزم..لقب عالمي وأشياء أخرى

بقلم: خميس البلوشي

قبل أسبوع من هذا اليوم حقق منتخبنا العسكري لكرة القدم لقب بطولة كأس العالم العسكرية التي استضافتها السلطنة في النصف الثاني من يناير الماضي وبمشاركة 16 منتخباً وهو اللقب الأول للرياضة العسكرية خاصة والعمانية على وجه العموم في هذه البطولة والذي نتمنى أن يكون فاتحة خير لما هو قادم..
كانت ليلة الفوز والتتويج من أجمل الليالي التي عاشتها الكرة العمانية في السنوات الأخيرة وكان الحدث من أجمل الأحداث الذي تفاعلت معه الجماهير العمانية داخل الملعب وخارجه وعادت بذكرياتها الى تلك الأيام الجميلة التي عاشتها في خليجي 19 حينما كانت الفرحة في كل أرجاء الوطن..
فوز الأحمر العسكري بلقب (مونديال السيزم) هو إنجاز كبير بلا شك ويكشف لنا حجم النجاح الذي تحقق والجهد الذي كان ويقدم لنا في الوقت ذاته مشهداً جديداً للقادم في الكرة العمانية يجب أن نعمل من أجل نجاحه واستمراره..
ومع كل التقدير والتحية للجنة الرئيسية المنظمة وما يتبعها من لجان نقول إن هذا اللقب العالمي قدم لنا تأكيداً جديداً على قدرة وإمكانات السلطنة في استضافة الأحداث العالمية مع الإشارة الى أن هذه البطولة هي الأكبر في الاستضافة في لعبة كرة القدم وهي الثانية من حيث عدد الدول المشاركة بعد الألعاب الآسيوية الشاطئية 2010 وهذا يدعونا للتفكير جدياً في المستقبل المنظور في إمكانية استضافة أحداثا كروية على المستوى القاري على أقل تقدير..وكانت كأس العالم العسكرية فرصة طيبة جداً لمدرب المنتخب الأول بيم فيربيك في متابعة عناصره والوقوف على مستوياتهم كما وأنها كانت بمثابة مباريات تحضيرية عالمية مبرمجة وجاهزة قبل الدخول في الاستحقاقات المقبلة وأقربها تصفيات ملحق كأس آسيا الشهر المقبل..والشيء الأكثر إثارة في كأس العالم العسكرية كان ذلك الوفاء وتلك العودة الكبيرة للجماهير العمانية إلى مدرجات الملعب لمتابعة ومساندة المنتخب العسكري الذي يمثل الوطن حيث كانت المباراة النهائية حدثا استثنائياً للجماهير التي حضرت الى المجمع في وقت مبكّر لتملأ كل الأمكنة وتقف صفاً واحداً خلف المنتخب بتشجيعها وأهازيجها ودعمها الكبير لتخرج بعد ذلك في فرح عارم تحتفل بطريقتها الخاصة وهذه المرة مع لقب عالمي يسجل للمرة الأولى فعاشت ليلة من أجمل لياليها في مسيرات من البهجة والفخر..هذا الوفاء الكبير الذي تكنه الجماهير العمانية لمنتخباتها الوطنية يجب أن لا يهدأ أو يتراجع لأن هذا الوفاء يصنع النجاحات والفرح في كل بيت عماني ويقدم صورة طيبة لكل من يتابع الكرة العمانية..ولا يفوتنا ونحن نتحدث عن المونديال العسكري أن نذكر البعد السياحي لهذه الاستضافة وما وجدته هذه المنتخبات في مسقط العاصمة من مقومات سياحية تاريخية وحضارية وما عَرَفته عن السلطنة بشكل عام في جميع مواقع البطولة وهذا ما لمسناه من التصريحات الإعلامية للمنتخبات المشاركة..إن نجاح استضافة المونديال العسكري ومن ثم نجاح الفوز والتتويج بالكأس لا يجب أن يمر مرور الكرام في كرتنا العمانية وعلينا أن نستغل ذلك النجاح للمستقبل القادم فنحن قادرون على أن نكون في المقدمة وقادرون على إدارة الأمور بشكل جيد وقادرون على التخطيط من أجل نيل الألقاب وفي ذات الوقت محظوظون بذلك الدعم الرسمي من الجهات المختصة ومحظوظون أيضاً بذلك الحب والدعم الجماهيري اللامحدود..الفوز بكأس العالم العسكرية نتمنى أن يكون أساساً قوياً للعمل القادم ومحطة انطلاق للأفضل وأن نستثمره أفضل استثمار وليس كما حصل بعد الفوز بخليجي19..علينا أن نكون على ثقة دائمة بأننا قادرون على المضي قُدُماً خطوات أكثر من أجل هذا الوطن العزيز الذي يستحق المقدمة دائماً.