مسقط - سعيد الهاشمي
أكدت مديرة دائرة مسح الخريجين بوزارة التعليم العالي د. فاطمة بنت سعيد الحجرية أن العديد من الجهات أخذت بتوصيات مسح الخريجين الأول الذي تم إنجازه العام الفائت، فوزارة التعليم العالي أخذت بنتائج مسح الخريجين والتوصيات التي خرج بها لتوزيع بعض المقاعد لبعض التخصصات المعينة، وأيضا هناك جهات أخرى أخذت بتلك التوصيات منها البرنامج الوطني "تنفيذ"، فبعض المبادرات التي عرضت فيه كانت مستقاة من نتائج مسح الخريجين والتوصيات التي جاء بها، وهناك توصيات بدأت ترى النور ووضعت موضع التنفيذ.
وأضافت الحجرية أن مسح الخريجين الأول ساهم في إعادة دراسة أعداد المبتعثين في بعض التخصصات، ومنها تخصص تقنية المعلومات، فهناك خريجون في هذا التخصص لم يحصلوا على وظائف، فكانت التوصيات بإعادة دراسة وضع خريجي هذا التخصص، لكن عندما قمنا بعمل مسح أرباب العمل تبين لنا أن سوق العمل بحاجة إلى هذا التخصص، حيث كشفت لنا المعطيات أن الإشكاليات ليست في التخصص بل في السياسات التي من الممكن أن تسهل عملية توظيف الخريجين العمانيين بتخصص تقنية المعلومات، وأيضا كانت هناك نتائج مختصة بتوظيف الإناث، فهناك تخصصات معينة مثل المحاسبة والقانون أكثر توظيفا للإناث من تخصصات الدراسات اللغوية، فكانت هناك توصيات بنشر هذه البيانات على الطالبات في المدارس لمعرفة التخصصات الأكثر قبولا في سوق العمل للإناث، كما أشارت البيانات إلى أن الإناث أقل توظيفا من الذكور، فكانت التوصيات بأن يراعى وضع الإناث عند رسم سياسات التوظيف من نواح عدة ومنها ساعات العمل.
الحجرية قالت لـ"الشبيبة" إن مسح الخريجين ومسح أرباب العمل وجهان لعملة واحدة، وهذان الوجهان يعطيان صورة أشمل لوضع سوق العمل، مستدركة أن هناك أشياء كثيرة أخرى غيرهما تؤثر في سوق العمل، مضيفة أنه عندما تمت المقارنة بين مسح الخريجين ومسح أرباب العمل وجدنا اتفاقا كبيرا بينهما في الآراء، فقد كان الطرفان يشيران إلى أن مهارات اللغة الإنجليزية من المهارات التي يفتقر إليها الخريج في سوق العمل، وأيضا هناك مهارات أخرى تسمى بمهارات القرن الواحد والعشرين مثل القيادة والعمل تحت الضغط وتنظيم الوقت، وكذلك وجدنا أن التدريب من أكثر الأشياء المساعدة على حصول الخريج على وظيفة، وكلما زادت فترة خضوع الخريج للتدريب زادت فرصته في الحصول على وظيفة بعد التخرج، وبالتالي كانت هناك مناشدات للجهات المعنية بإعطاء فرص تدريبية لطلبة التعليم العالي وهم على مقاعد الدراسة.
وأشارت الحجرية إلى أن غرفة تجارة وصناعة عمان بادرت إلى توفير عدد كبير من الفرص التدريبية لطلبة مؤسسات التعليم العالي، مؤكدة أن هذه هي إحدى المبادرات التي سعى لها مسح الخريجين.
وأوضحت الحجرية أن مسح الخريجين هو عملية متابعة للخريجين، يهدف إلى متابعة وضعهم بعد التخرج، ويطلب من الخريجين تقييم جودة خدمات التعليم في المؤسسات التعليمية في السلطنة والمهارات والقدرات التي اكتسبوها خلال الدراسة، وطبيعة التدريب الذي خضعوا له ومدته، وأيضا طريقة بحثهم عن وظائف، والأساليب التي استخدموها في البحث، وهل حصلوا على وظيفة أم لا، والعديد من الأسئلة الأخرى.