مسقط - فريد قمر
بخطى ثابتة تسير السلطنة في عملية التنويع الاقتصادي، وفي مهمة جذب المستثمرين إلى السوق العمانية ليساهموا بدورهم في عملية تنشيط الاقتصاد والمضي نحو المرحلة المقبلة التي أرست أسسها الخطة الخمسية التاسعة وتوجت ببرنامج «تنفيذ».
ويبدو أن المستثمرين الإيرانيين يدركون أهمية السوق العماني لكونها سوقاً مستقرة وواعدة، وتشكل باباً يفتح الأسواق المجاورة. وهذا ما يظهر جلياً في ما يقوله المشاركون في معرض المنتجات الإيرانية في مسقط الذي افتتح أمس الأول. وما الإعلان عن نية افتتاح مصنع للسيارات الإيرانية في الدقم، إلا تأكيداً جديداً على التوجه.
ويقول المدير التجاري في شركة أوركيد العالمية للسيارات، الممثلة لمصنع السيارات «آيكو» سمير حسين في تصريح خاص لـ«الشبيبة» أن المصنع ما زال في مرحلة دراسة الجدوى من قبل الطرفين، وبناء علي نتائجها ستتحدد الخطوات اللاحقة، ويعتبر أن المرحلة المقبلة- في حال أثبتت الدراسات جدوى المشروع- ستكون لتوقيع العقود والبدء في بناء المصنع مع نهاية العام الجاري، ويوضح حسين أن المصنع سيحتاج لفترة تمتد بين عام ونصف العام وعامين ليبدأ الإنتاج الفعلي.
ويوضح حسين أن التوجه هو ألا يكون المصنع إيرانياً فقط بل مصنعاً إيرانياً عمانياً مشتركاً، لتصدر أول سيارة «صنع عمان» منه. ويؤكد أن الهدف الأساسي لن يكون السوق العمانية، بل الأسواق العربية الأخرى، فضلاً عن الأسواق الأفريقية.
ويعبر أن ما دفع الجانب الإيراني لاختيار السلطنة لإقامة المصنع هو العلاقات القوية والتاريخية التي تجمع إيران بالسلطنة، فضلاً عن كون السلطنة لديها علاقات ودية وأخوية مع الجميع من دون استثناء، بالإضافة إلى الاستقرار الأمني والسياسي التي تنعم به، وهذه العوامل هي أهم ما يريدها أي مستثمر.
ويبدو أن شهية الاستثمار الصناعي لا تقتصر على قطاع السيارات، ويقول ممثل شركة الحلويات الإيرانية عماد صديقي أن شركته تعمل على افتتاح مصنع لها في السلطنة، وبالفعل تم التواصل مع عدد من الشركاء المحتملين في السلطنة لافتتاح المصنع في مسقط أو في إحدى المناطق الصناعية على أن يكون مصنعاً للسوهان الإيراني المصنوع من الزعفران.
ويوضح أن اللقاءات الجانبية أفضت إلى نتائج إيجابية وثمة تسهيلات كثيرة تقدم للمستثمرين وهذا ما سيساعدنا.
وبعض المشاركين في المعرض يسعون للاستفادة من السوق العمانية التي يرونها واعدة، إذ يؤكد علي بيشارانلو الذي يشارك كممثل لشركة رضوي المتخصصة بتصنيع المواد الغذائية ويقول نحن نشترك للتعرف إلى السوق العمانية لاسيما أنها تمثل بلداً مثالياً للاستثمار لكونها ما زالت غير مكتشفة، ويقول «إن المستهلكين في عمان يتقبلون الصناعات الإيرانية نظراً للعلاقات بين الشعبين، ونحن نسعى من خلال السلطنة إلى الوصول إلى تنزانيا وأثيوبيا وغيرها من الدول، لاسيما أن موقعها الجغرافي والسياسي يؤهلانها لتؤدي دور الربط بين إيران والعالم».