الموصل: غالبية المدنيين ما زالوا محاصرين في ظروف يائسة

الحدث الثلاثاء ٢٤/يناير/٢٠١٧ ١٧:٣٩ م
الموصل: غالبية المدنيين ما زالوا محاصرين في ظروف يائسة

خاص – محمد محمود البشتاوي
تثير أوضاع النازحين من الموصل، والمدنيين المحاصرين في تلك المدينة العراقية، مخاوف المنظمات الحقوقية، حيث رأى المجلس النرويجي للاجئين، في بيانٍ صحفي اليوم الثلاثاء 24 يناير 2017، أن غالبية المدنيين المحاصرين في الموصل يعيشون "في ظروف يائسة".
وقال البيان الذي تلقى الموقع الإكتروني لصحيفة "الشبيبة" نسخة منه إن "هنالك 750,000 عراقي تقريباً في داخل الموصل الغربي تحت سيطرة داعش وتفيد تقارير بدائية إلى وجود نقص حاد في الغذاء والماء والوقود والمواد الطبية".
مدير المجلس النرويجي للاجئين في العراق وولفجانج جريسمان قال في البيان: "يبقى معدل الخسائر في صفوف المدنيين مثيراً للقلق، بسبب عدم مقدرة الناس على الفرار إلى بر الأمان. ومن بين أولئك الذين هربوا، قابلنا عدداً من العراقيين الذين هم بحاجة إلى رعاية طبية طارئة. أخبرنا البعض بأنهم ساروا لأكثر من عشرة ساعات في البرد من دون أي ماء أو طعام، كما أنهم بحاجة لسقف فوق رؤوسهم وملابس دافئة ومساعدة طبية، بالإضافة إلى الماء والطعام. أما أولئك الذين ما زالوا محاصرين داخل مدينة الموصل، فهم في خطر عظيم بسبب القتال الدائر هناك ونقص المواد، وعلى الرغم من مرور مئة يوم على بدء القتال، إلا أنه ما زلنا غير قادرين على الوصول إليهم".
وبدأ العام الجديد بسقوط المزيد من الضحايا المدنيين والمزيد من النازحين في العراق، والذي يشهد حالياً أحد أكثر الصراعات المعقدة والمتقلبة في العالم. فقد نزح أكثر من 180،000 عراقي حالياً نتيجة للقتال الدائر في مدينة الموصل منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول.
وبحسب دراسة أجراها المجلس النرويجي للاجئين بين العراقيين النازحين من الموصل الشهر الفائت فإن الغالبية منهم متفائلة بالعودة في يوم من الأيام والعيش بأمان في بلدهم. وأعرب 60 بالمئة عن رغبتهم بالعودة إلى ديارهم في أقرب وقت عندما تسمح الظروف بذلك، كما فضّلت نسبة مماثلة من العراقيين الذين تمت مقابلتهم البقاء في العراق حتى لو كانت لديهم فرصة للمغادرة إلى بلد آخر. وبالنسبة للأسر التي عادت إلى مناطق استعادتها الحكومة، فإن الظروف بالكاد قد تحسنت. ويعيش العديد منهم في ظروف غير آمنة، دون القدرة على الوصول إلى الخدمات والتعليم وفرص العمل.
ويضيف غريسمان قائلاً: "لم يتخلّ العراقيون عن أملهم بمستقبل آمن وسلمي بعد أكثر من عقد من الصراع والمعاناة. نحن بحاجة إلى أن نرى خطة منسّقة من قبل المجتمع الدولي تبحث كيفية دعم الحكومة العراقية لضمان تحقيق ذلك. ومع أن وكالات الإغاثة توفر مواد الإغاثة الطارئة، إلا أن هذا الجهد غير كافٍ ما لم يتمكن العراقيون من العيش في سلام جنباً إلى جنب. فلدينا الآن فرصة لنضمن أن تصبح آمالهم المتفائلة حقيقة واقعة، بدلاً من أن تتحقق أسوأ مخاوفهم".
وصل المجلس النرويجي للاجئين منذ بدء الحملة في الموصل لأكثر من 100,000 شخص من خلال تزويدهم بالمواد الطارئة كالماء والطعام ومستلزمات النظافة عبر ممرات الموصل وفي مخيمات النازحين.