
علي بن سالم الراشدي
الضجة الكبيرة التي أثارها برنامج البث المباشر وهو أحد البرامج الذي يحظى بمتابعة كبيرة من الجمهور بمناقشته لموضوع السياحة الرخيصة، والتي تفشت مؤخرا في بعض أحياء مسقط وأصبحت تمثل تحديا يجب وقفه بأسرع وقت ممكن نظرا لخطورته البالغة على أخلاق المجتمع العماني وقيمه وحضارته المستمدة من تعاليم الدين الحنيف، ومن إرث حضاري عريق يرفض أي ممارسات شاذة، خاصة إذا علمنا أنها تستهدف الشباب في قيمه وصحته، والشباب كما هو معلوم عماد كل أمة ناهضة تبحث عن المجد والرفعة.
الطرح الذي قدمه البرنامج كان صادما للبعض ولكن الواقع وللأسف يقول ذلك فهناك تجارة قذرة بدأت تمارسها بعض بائعات الهوى الآسيويات القادمات إلى بلادنا بتأشيرات سياحية تستغل لممارسة البغاء وتستهدف فئة الشباب والباحثين عن المتعة الحرام، وتقوم المومسات بعرض أنفسهن في أماكن معروفة وأوقات معلومة وبأسعار باهظة، وخلال فترة شهور يجنين آلاف الريالات ليعدن إلى أوطانهن لفترة استراحة ثم يعدن الكرة مرة أخرى، فالتجارة مربحة والزبائن موجودون، وهناك مواقف محزنة لشباب عمانيين ضاع مستقبلهم في أحضان هؤلاء البغايا، فحصاد سويعات من ليلة حمراء مرض إيدز دمر طاقة شباب كان يطمح من رباهم في أن يصبحوا عضدا يشد بهم الأزر، ويعان بهم على نوائب الدهر وظروف الحياة، وإذا بهم يتحولون إلى عالة، وكم من أسر تشرد أفراد أسرها وكم وكم من قصص مبكية أبطالها شباب عزاب ورجال متزوجون ألقى بهم الشيطان في أحضانهن ليحصدوا مرا وأمراضا وفضائح.
وكما هو معلوم بأن السلطنة اختارت منذ البداية الانحياز إلى صناعة السياحة الراقية نهجا لتسوق نفسها عالميا نظرا للمقومات العالية التي تتمتع بها، والتي تتوزع بين تراث يمتد لآلاف السنين وبيئة تتنوع بين جبال شاهقة وصحاري مفتوحة وهضاب وسواحل رائعة، لذا تصنف السلطنة اليوم من بين الواجهات السياحية النظيفة التي يجد فيها السائح المتعة بعيدا عن السياحة الترفيهية التي تقوم على إشباع الغرائز، لذا فإن المحافظة على هذا النهج مسؤولية كبيرة يجب المحافظة عليها وعدم الانزلاق تحت أي إغراءات مادية نحو السياحة الرخيصة والتي أصبحت تمثل وللأسف اليوم الوجهة المطلوبة عالميا لدى فئة كبيرة من
السياح، وأصبحت الدول التي تقدمها تتصدر التصنيف العالمي في عدد السياح القادمين، فالقليل الحلال خير من الكثير الحرام والسلطنة مشهود لها دائما وستظل كذلك بإذن الله بأنها بلد الأخلاق والتسامح والسلام وبلد الأمن والأمان وبلد الإنسان الطيب، ويكفينا شرفا في ذلك شهادة المصطفى عليه الصلاة والسلام.
أخيرا المطلوب منا معالجة هذه الأمر بعدة خطوات أولها وقف منح التأشيرات السياحية الفردية لجنسيات بعض الدول التي تمثل المشكلة، ووضع شروط تمنع استغلال التأشيرات لممارسة أغراض خارجة عن القانون وثانيا زيادة حملات التفتيش والقبض على بائعات الهوى وترحيلهن وذلك ضمن برنامج زمني محدد فالأمر يحتاج إلى حزم وشدة لأنه ببساطة يتعلق بمستقبل شبابنا وصحتهم.