أسامة بن لادن خطط لتوريث ابنه حمزة خلافة القاعدة

الحدث السبت ٢١/يناير/٢٠١٧ ١٤:٤٧ م
أسامة بن لادن خطط لتوريث ابنه حمزة خلافة القاعدة

الرياض - ش

أفرجت وكالة الاستخبارات الأمريكية، أمس الخميس، عن تفاصيل جديدة بشأن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وفق ما تضمنته المجموعة الثالثة والأخيرة من وثائق ومراسلات أسامة بن لادن بلغت 98 رسالة، والتي سبق أن تمت مصادرتها في مكان إقامته بأبوت أباد بعد مقتله، وكان الكشف الأول لمجموعة الرسائل في مايو 2015، تلته مجموعة ثانية في مارس 2016، بحسب ما جاء في تقرير للعربية نت.
بعض ما جاء في هذه الرسائل كشف عن حجم القلق الذي أصاب أسامة بن لادن بشأن تأمين عائلته وأبنائه بعد رفع الإقامة الجبرية عنهم في إيران لسنوات عدة، وبالأخص حول مصير ابنه (حمزة) الذي كشفت الرسائل عن نيته في إعداده لخلافة زعامة تنظيم القاعدة من بعده، وكان اللافت ما ترشح من بين هذه الرسائل إصرار الوسطاء على عدم إرسال وإعادة حمزة إليه، ما يؤكد أهمية الدور الذي كان مخططا لحمزة لعبه مستقبلا بعد وفاة والده.
وفق ما جاء في إحدى الرسائل وجه أسامة زعيم التنظيم ابنه "حمزة" في رسالة كتبتها زوجته "خيرية صابر" (أم حمزة) الزوجة الثالثة لزعيم تنظيم القاعدة، حاصلة على درجة الدكتوراه في علم نفس الأطفال، بضرورة الخروج من المنطقة التي يتواجد فيها على وجه السرعة بحيث يقوم حمزة نفسه بالتنسيق لعملية خروجه، قائلة: "الوالد يبلغك السلام ويطلب منك الخروج من المنطقة بأسرع وقت ممكن، ومتابعة الموضوع بنفسك مع مراعاة الضوابط الأمنية."
ووفقا لتوجيهات أسامة بن لادن جاءت تعليماته له بالخروج من المنطقة التي يتواجد فيها (دون تحديدها) والتوجه إلى بلوشستان ومنها إلى كراتشي، والترتيب في ذلك مع وسيطين هما" محمود والسندي" ومن ثم الاتصال على أحد الأرقام المزودة له.
وأضافت (أم حمزة): "يأتي شخص يستقبلك وإذا تيسر خروجك في يوم غائم وبسيارة غير معروفة يكون أفضل، الشيخ محمود سوف يسلمك بطاقة ورخصة خالد (شقيقه) ممكن تنفعك بالطريق."
قلق زعيم القاعدة على حياة ابنه (حمزة) دفعه إلى مطالبته بعدم الانتظار حتى توفر البطاقة، وذلك في حال كانت سببا في تعطيل خروجه من المنطقة التي يتواجد فيها، معيدا إلى الأذهان رسالة سابقة لزعيم تنظيم القاعدة وجهها إلى القائمين على رعاية ابنه حمزة، تم الكشف عنها ضمن الوجبة الثانية من وثائق (آبوت أباد)، مطالبا إياهم بسرعة تدبير عملية إيصال ابنه برفقة والدته أم حمزة معاً.
وبحسب ما أظهرته الوثائق السابقة وتوقفت عنده دون الكشف عن المزيد، حرص أسامة بن لادن على إيصال كل من زوجته "خيرية صابر" وابنهما "حمزة" معا، قائلا في رسالته: "بخصوص حمزة ووالدته إذا وصل وسيطكم بهذه الرسالة فأرجو إرسال حمزة وأمه في نفس اليوم إن كان وصل الوسيط مبكرا، وإن لم يصل مبكرا ففي اليوم التالي مباشرة حسب الإمكان حيث إن الوسيط من طرفنا الآن في انتظارهم."
إلا أنه ورغم توجيهات أسامة بن لادن هذه، لم تلتزم المجموعة بإيصالهما معا، وبحسب مخاطبة ابن لادن لأم حمزة في رسالته الأولى عقب خروجهم: "بلغنا أن الابن العزيز حمزة لم يصلك بعد، وكنا نحسب أنه قد وصلك، وعلى كل حال فأنا قد أعددت رسالة للشيخ محمود أؤكد فيها على ضرورة إرسال حمزة وأهله بأسرع وقت ممكن والرسالة ستوجه إلى الأخوة بإذن الله هذا الخميس 1 صفر".
القصة عادت لتستكمل وتتضح فصولها أكثر مع مجموعة جديدة من الرسائل، والتي كشفت عن المكانة الخاصة لحمزة لدى والده الذي كان يهيئه تسلم إرث التنظيم من بعده، فماذا قال (الشيخ محمود) وبماذا برر عدم إرساله حمزة؟!
الخميس 4 محرم وجه "محمود" رسالته إلى أسامة بن لادن يؤكد فيها أنه لا يستطيع إرسال ابنه حمزة وعائلته في ذات الموعد الذي تم تحديده، ومعتذرا عن تحمل هذه المسؤولية قائلا: "لا أظن أنه يمكنني إرسال حمزة الآن في هذا الموعد، وأنا لا أعرف ترتيبات الطريق، ولا أشرفت عليها، ولا أضمن شيئا منها."