مسقط - محمد محمود البشتاوي
رغم تبني الأمم المتحدة نهاية ديسمبر الفائت قرارًا بالأغلبية لحظر انتشار الأسلحة النووية، إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لا يعارض هذه الأسلحة، بل يرى فيها أداةً كي «يعود العالم إلى رشــدهِ»، وجعل أمريكا بلدًا عظيمًا كما كانت، بعد أن فقدت هيبتها، ومكانتها، بســـبب سياســـات أوباما.
يناشد الباحث الدولي ونائب رئيس مؤسسة العصر النووي للسلام ريتشارد فولك، ترامب للمضي قدمًا في برامج نزع الأسلحة النووية، بل ويرى أن الولايات المتحدة «مجبرة بموجب المادة السادسة من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية إلى الانخراط بحسن نية في مفاوضات الحد من سباق التسلح النووي ونزعها»، ويذكر فولك ترامب بخطورة هذه الأسلحة، ويوضح له خريطة انتشارها عالميًّا، إلا أن الرئيس الأمريكي المنتخب يعلنُ قائلًا: أهلًا بسباق التسلح، أهلًا بالسلاح النووي.
بعض التحليلات السياسية الغربية ترى في سياسة ترامب، عودة إلى عصر «أمريكا الكولونيالية»، وطموحاتها في التوسع، والسيطرة، وما الحديث عن «عزلة واشنطن»، وانكفاء ترامب نحو الداخل الأمريكي، إلا «بروباجندا» حققت أهدافها أثناء الحملة الانتخابية.
صحيفة «الصين اليوم»، رأت أن سباق التسلح النووي من شأنه أن يضعف أمن الولايات المتحدة، وأن تصريحات ترامب حول عودة العالم إلى رشدهِ عبر العودة إلى سباق التسلح، هو خطأ كبير ارتكبه الرئيس الجديد، بحسب تحليل نشرته يوم أمس الاثنين، واطلعت عليه «الشبيبة».
وتساءلت الصحيفة عمّا يقصده ترامب في ذلك التصريح، مشيرة إلى أن تعزيز ترسانة واشنطن النووية، لا يقابلها إلا موسكو، لأنهــا القــوة النووية الوحيدة، إن لم تكن الأكبر في العالم، وأكدت «الصين اليوم» أن أوباما واقعي، وقام بضبط العلاقات مع موسكو، وتجاوز أزمات عدة منذ نزاع روســــيا وجورجيــا في العام 2008، وصــولًا إلى قضـــية ضم شــــبه جزيرة القرم.
وأشار الأكاديمي وعميد معهد الدراسات الدولية في جامعة فودان الصينية شين دينجلي، الذي نشر التحليل، إلى أن الحديث عن عودة العلاقات الروسية الأمريكية في عهد ترامب، يتناقض مع تعزيز واشنطن لترسانتها النووية، وقد يؤدي إلى أزمات أخرى على شاكلة ما حدث في أوكرانيا.
لكن هل ترامب يقصد بذلك بكين؟ فإن الصين ورغم «فقرها النووي» مقارنة مع واشنطن، فإنها لم تواجه أي تهديدات نووية مفتوحة من أمريكا، لأنها حافظت على استراتيجية الحد الأدنى من الردع، وتجنبت سباق التسلح الذي لا لزوم له، بحسب ما جاء في الصحيفة.
ويرى دينجلي أن الأمن القومي الأمريكي يضعف شيئًا فشيئًا أمام نجاح كوريا الشمالية في تجاربها الصـــاروخية، وما تمتلكهُ من أسلحة نووية، فإذا دخلت واشنطن في سباق تســـلح فإن ذلك سيدفع بيونج يانج إلى تعزيز ترسانتها، فتجد بالتالي، أمريكا نفسها أمـــام مزيد من المخاطر.
الكاتب الأمريكي ديف موشر، رأى في تحليل نشرهُ موقع businessinsider أن ترامب قلق من جهود روسيا لتحديث أسلحتها النووية.
يضاف ذلك إلى التهديد الناشئ من كوريا الشمالية، مشيرًا إلى أن موقف ترامب الصارم حيال التسلح النووي يعود إلى مخاوفه من «ابتزاز الخصوم»، أو خطر استخدام السلاح.
ويحذر موشر في التحليل الذي اطلعت عليه «الشبيبة» أن التفكير على هذا النحو، خطير جدًا على توجه الرئيس الأمريكي المستقبلي، ليس لأنه يتجاهل الحقائق المقلقة حول الأسلحة النووية، ويهدد الجهود العالمية للحد من الأســلحــة النووية، بل لأنه أيضًا يزيد من مخاطر وقوع كارثة نووية.
يذكر أن موقع Icanw.org كشف أن 9 دول تمتلك أكثر من 15 ألف سلاح نووي بينما تضع الولايات المتحدة وروسيا 1800 رأس نووي في وضع الاستعداد ليكون جاهزًا للاستخدام في غضون دقائق من تلقي الإنذار.
وصُنفت موسكو باعتبارها الأكثر امتلاكًا لهذه الأسلحة بواقع 7500 رأس نووي، مقابل واشنطن التي تمتلك 7200.