عواصم – ش – وكالات
غداةَ زيارتهِ الإقليمية إلى منطقة الشرق الأوسط، في جولةٍ تشمل السلطنة ودولة الإمارات العربية المتحدة، شدد وزير الخارجية الروسي على ضرورة توحيد التحالفات في حربها ضد تنظيم داعش، بحسب ما جاء في "سبوتنيك" الروسية يوم أمس الثلاثاء.
وقال لافروف إنه يجب التنسيق عمليا بين مختلف التحالفات التي تحارب "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط. وأعاد وزير الخارجية الروسي في هذا الصدد إلى الأذهان أن موسكو دعت الغرب مرارا إلى تنفيذ عمليات مشتركة ضد الإرهابيين في سوريا، غير أن الأخير رفض هذه الدعوات.
وشدد لافروف بهذا الخصوص على أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية أنشطة كافة أعضاء التحالف بقيادتها في سوريا. وتطرق لافروف إلى مباحثات جنيف بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية، وقال إن روسيا ترحب بانطلاقها تحت رعاية الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن روسيا تدعم جهود المبعوث الأممي الخاص ستيفان دي ميستورا الرامية إلى تنظيم عملية التفاوض الثابتة بين الطرفين وبأنسب الأساليب انطلاقا من ضرورة أن يقرر السوريون مصير بلدهم بأنفسهم.
وحول مشاركة ممثلي "جيش الإسلام" و"أحرار الشام" في مفاوضات جنيف، قال وزير الخارجية الروسي إن هناك اتفاقا على أن تكون لهذه المشاركة صفة شخصية فقط.
وأوضح أن الاتفاق الدولي يشترط على ممثلي هاتين الجماعتين، في حال أرادوا المشاركة في المفاوضات، أن يقبلوا أولا أحكام القرار رقم 2254 بشأن سوريا والذي أقره مجلس الأمن الدولي في ديسمبر الفائت.
وعلى صعيد متصل بالأزمة السورية؛ قال لافروف ردا على تصريحات نظيره البريطاني فيليب هاموند التي اتهمت موسكو بتأجيج الحرب في سوريا أن: "هذه التصريحات عارية عن الصحة، ونحن تعودنا عليها"، مشيرا إلى أن نظيره هاموند لم يتحدث عن أي شكاو محددة أثناء اللقاءات التي عقدت بينهما على هامش مختلف الاجتماعات الدولية.
الكرملين أعلن أن اتهامات وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الموجهة إلى روسيا بتأجيج الحرب الأهلية في سوريا غير منطقية وتعارض مضمون الجهود الروسية في سوريا. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بسكوف للصحفيين أمس الثلاثاء: "روسيا تبذل جهودا كبيرة ومترابطة لكي تساعد السوريين في النضال ضد الإرهابيين الدوليين الذين يمثلون تهديدا ليس فقط على سوريا، بل وعلى العالم بأكمله". وحسب قوله، فإن "الإدلاء بمثل هذه التصريحات بالطبع غير منطقي وغير صحيح، والأهم أن ذلك يعارض مضمون تلك الجهود التي تبذلها روسيا".
أما المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا فقالت في تصريحات لإذاعة "موسكو تتحدث" أمس الثلاثاء: "نحن نعتبر مثل هذه التصريحات كترويج خطر لمعلومات مضللة".
وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قد أعلن في وقت سابق أن روسيا وإيران تعرقلان تسوية الأزمة السورية، مدعيا أن العملية العسكرية الروسية في سوريا أدت إلى تقوية "داعش".
وقال هاموند في مقابلة مع وكالة "رويترز" في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن أمس الأول 1 فبراير، "كل شيء نفعله يقوضه الروس. ويقول الروس دعنا نتحدث، ثم يتحدثون ويتحدثون ويتحدثون. المشكلة مع الروس أنهم بينما يتحدثون فإنهم يقصفون ويدعمون الأسد".
وأضاف: "منذ بدء التدخل الروسي في سوريا فإن القدر الضئيل من الناس الذين ربما يعودون من مخيمات اللاجئين هذه إلى سوريا ربما توقف تماما، وهناك تدفق جديد للاجئين يأتي بسبب الأعمال التي ترتكبها روسيا - خصوصا في جنوب سوريا، على طول الحدود على بعد كيلومترات قليلة من هنا".
وتابع الوزير البريطاني: "الروس يقولون إنهم يريدون تدمير "داعش"، لكنهم لا يقصفون "داعش"، إنهم يقصفون الجماعات المعتدلة"، مضيفا "أقل من 30% من الضربات الجوية الروسية يوجه لأهداف تابعة للدولة الإسلامية. تدخلهم يقوي "داعش" على الأرض إذ أنهم يفعلون على النقيض تماما مما يزعمون أنهم يرغبون في تحقيقه".
يذكر في هذا الصدد أن موسكو تؤكد باستمرار أن عمليتها الجوية في سوريا تهدف إلى مكافحة الإرهابيين في هذا البلد، نافية اتهامات الغرب بضرب مواقع ما يسمى "المعارضة المعتدلة". كما دعت موسكو التحالف الدولي أكثر من مرة إلى التعاون مع الحكومة السورية من أجل مكافحة "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية.
وفي غضون ذلك؛ أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أن العملية العسكرية الروسية ضد الإرهاب في سوريا أثبتت الإمكانيات الحربية العالية لسلاح الجو الروسي، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وقال شويجو خلال اجتماع في وزارة الدفاع أمس "إن الطائرات الروسية تشن يوميا ضربات محددة الأهداف على قواعد الإرهابيين ونقاط المراقبة ومنشآت أخرى تابعة لهم في سوريا".