واشنطن – ش
"أنا لست خائفاً لا منك ولا من رئيسك، وسأقوم بما هو لازم لحماية بلدي"، هكذا رد صدام حسين على العميل في المخابرات المركزية الأمريكية جون نيكسون أثناء التحقيق معه بعد إلقاء القبض عليه مباشرة.
"كان رجلاً حاداً وقوياً.. ولكنه صادق، على عكس كل ما روّجه الأمريكان عنه" هذا ما قاله محقق الـ"سي آي أيه" عن صدام عقب أول جلسة تحقيق أجراها معه.
كان العميل في المخابرات المركزية الأمريكية جون نيكسون، يجلس في مكتبه في العراق منهكاً في الثالث عشر من ديسمبر العام 2003، عندما وصله الخبر الذي ملأ جسده بالأدرينالين خلال لحظات: لقد قبض الجنود على صدام حسين، الرجل الأول على لائحة المطلوبين في العالم.
في كتابه "التحقيق مع صدام"، يؤكد نيكسون شعوره بصدق الرئيس العراقي السابق صدام حسين وإعجابه بثباته.
المحقق واجه صدام بسؤال بخصوص أسلحة الدمار الشامل، لكن جواب صدام كان "السخرية منا" بكل بساطة: "لقد وجدتم خائناً دلّكم على صدام حسين، ألا يوجد خائن آخر يمكن أن يدلكم على مكان أسلحة الدمار الشامل؟".
اقرا ايضا ... مفكر مصري تنبأ بمصير صدام حسين والعراق والربيع العربي وقتله الإرهاب .. من هو؟
ثم يرفع وتيرة كلامه قائلاً "الأمريكيون كانوا مجموعة من الهمج الجهلة الذين لم يفهموا العراق وأصروا على تدميره"، مضيفاً "العراق ليس بلداً إرهابياً، ليس له علاقات مع أسامة بن لادن، ولا يمتلك أسلحة دمار شامل...
ونحن لا نشكل خطراً على الدول المجاورة. ولكن الرئيس الأمريكي (جورج بوش) اعتقد أن العراق يريد مهاجمة والده، واتهمنا بامتلاك السلاح". يصر صدام على هذا الرأي عند سؤاله عمّا إذا كان يخطط لمهاجمة الجنود الأمريكيين في السعودية بأسلحة الدمار الشامل قائلاً "لم نفكّر باستخدامها مطلقاً. كان ذلك خارج النقاش. استخدام الأسلحة الكيميائية ضدّ العالم؟ هل هناك أي شخص بقدرات كاملة يمكن أن يفكر بالقيام بذلك؟ ولماذا نستخدمها إذا لم يجر استخدامها ضدنا؟".