2017.. الجوع يهدد الملايين في اليمن

الحدث الخميس ١٥/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٥:٣٧ ص
2017..

الجوع يهدد 
الملايين في اليمن

مسقط – محمد محمود البشتاوي

حذّر المجلس النرويجي للاجئين، في بيانٍ صحفي، من أن الجوع قد يهدد 2.5 مليون شخص في اليمن خلال العام 2017، طالما استمرت دوامة الصراع الجارية في البلاد، وذلك بعد أن شكّل العام 2016 كارثة مدمرة على المدنيين.

وقال المجلس في بيانه الذي تلقت «الشبيبة» نسخة منه، إن العام الفائت شهد دماراً واسع النطاق وتدهوراً شاملاً للظروف المعيشية، حيث كان أكثر من 14 مليون شخص يذهبون ليلاً إلى فراشهم جائعين، فيما ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة 20% عمّا كانت عليه قبل بداية النزاع في العام الفائت.
وتشير التوقعات المجلس لعام 2017 إلى أنه إذا بقي الوضع على حاله، ستزداد حالات الجوع أكثر من الضعف وسيعاني 2.5 مليون شخص آخرون من نقص في التغذية والحرمان من الطعام الكافي، ما يعني أن نسبة هائلة تبلغ 60 % من مجموع السكان سيكافحون من أجل توفير الطعام لأسرتهم. وبلغ انعدام الأمن الغذائي، لدرجة أن اليمنيين كان عليهم تناول الخبز وشرب الماء فقط من أجل البقاء على قيد الحياة، كما اضطر العديد من الناس للفرار من منازلهم بسبب الدمار الناجم عن القصف الجوي والقتال على الأرض، وفق بيان المجلس.
يُذكر أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) قالت الاثنين الفائت إن نحو 2.2 مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية، ويحتاجون إلى التغذية العاجلة، مشيرة إلى أن حوالي 462000 طفل منهم يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهي زيادة كبيرة تصل إلى 200 في المئة مقارنة بالعام 2014. كما يعاني 1.7 مليون طفل يمني من سوء التغذية الحاد المتوسط.
وفي هذا السياق، يقول الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيجلاند: «ما لم يتم إنهاء النزاع وعكس الأزمة الاقتصادية المتجذرة، فسيشهد العام الجديد أمة بأكملها تنزلق نحو حفرة سوداء مليئة باليأس. وإن الأرقام الناتجة عن العام 2016 مروعة، وهناك خطر يتمثل في حدوث مجاعة في اليمن إذا استمر الوضع في التدهور خلال العام 2017. بالتالي علينا أن نضع حداً لهذه الكارثة التي هي من صنع الإنسان والتي تجلب لنا العار جميعاً».

قد وصل المجلس النرويجي للاجئين إلى أكثر من مليون يمني في حاجة في جميع أنحاء البلاد العام 2016، ولكن حجم الأزمة الحالية بعيد جداً عن متناول القليل من وكالات الإغاثة الإنسانية المتبقية على أرض الميدان. ويمثل مليون شخص نسبة صغيرة من إجمالي العدد الكامل الذي يبلغ 18.8 مليون شخص في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية أو الحماية. ورغم التحديات في الوصول إلى بعض المناطق، إلا أن المجلس يعمل في المناطق التي يصعب الوصول إليها في جميع أنحاء اليمن.
ويضيف يان إيجلاند قائلاً: «في العام 2016، أعاقت جميع أطراف النزاع قدرتنا على الوصول إلى الناس الذين كانوا في أمسّ الحاجة إلى المساعدات الإنسانية. ونحن أمام بداية العام 2017، من الضروري أن تُرفع القيود كافة عن المساعدات وأن تتمكن الجهات الفاعلة الإنسانية من تقديم الخدمات المنقذة للحياة في جميع أنحاء اليمن».

ويقول إيجلاند: «بما أن أمامنا أسبوعين فقط قبل نهاية العام الجاري، فقد تلقت خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2016 نصف التمويل التي هي بحاجة إليه. وإن كنا سنتجه في الاتجاه نفسه في العام 2017، فسيكون الوصول إلى جميع اليمنيين ممن هم في أمسّ الحاجة إليها مستحيلاً. وقد أثبت العاملون في المجال الإنساني بأنه يمكننا الاستجابة بسرعة للاحتياجات على أرض الميدان رغم التحديات القائمة، ولكنه من المؤسف أن الالتزامات المالية لا تتطابق مع الاستجابة».
واعتباراً من شهر أكتوبر، تم الإبلاغ عن 11.332 ضحية من قِبل مراقبي حقوق الإنسان على مستوى المجتمع المحلي منذ تصاعد وتيرة النزاع، بما في ذلك 4.125 حالة وفاة و7.207 جرحى. ويحتاج ما يقدر بنحو 11.3 مليون شخص إلى الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي فضلاً عن حماية الطفل، حيث ارتفعت حوادث العنف القائمة على النوع الاجتماعي بشكل ملحوظ منذ تفاقم النزاع في شهر مارس العام 2015.