وزير الداخلية يكثف مساعيه خلال زيارته لأفغانستان مساع المانية لاعادة اللاجئين الافغان

الحدث الأربعاء ٠٣/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:١٥ ص
وزير الداخلية يكثف مساعيه خلال زيارته لأفغانستان
مساع المانية لاعادة اللاجئين الافغان

كابول – برلين – ش – وكالات

يكثف وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير مساعيه خلال زيارته لأفغانستان لإعادة اللاجئين الأفغان إلى وطنهم بعد التزايد الكبير في عددهم بألمانيا.
وقال دي ميزير امس الاثنين في كابول إنه لا يجوز أن يغادر الشعب الأفغاني والشباب على وجه الخصوص بلدهم بحثا عن مستقبل أفضل اقتصاديا في ألمانيا.
وأضاف دي ميزير: "مهربو البشر في أفغانستان يروجون شائعات عن أوضاع فردوسية في ألمانيا بغرض التربح. لا نريد كل هذا".
ذكر الوزير أن يتعين على الأفغان الذين ليس لديهم فرص للحصول على وضع اللجوء في ألمانيا العودة طواعية إلى بلدهم في أي جزء آمن منه، موضحا أنه من المحتمل أن يحصل هؤلاء الأشخاص على دعم مالي لبدء حياتهم مجددا في أفغانستان.
تجدر الإشارة إلى أنه يجوز للاجئين في ألمانيا حاليا طلب مساعدات مالية للعودة إلى وطنهم.
وقد وصل دي ميزير في وقت سابق امس إلى كابول في زيارة قصيرة يجري خلالها محادثات سياسية مع مسؤولين في الحكومة الأفغانية .
ويهيمن موضوع تزايد عدد اللاجئين القادمين من أفغانستان إلى ألمانيا على محادثاته في العاصمة الأفغانية.
وكانت السلطات المختصة في ألمانيا سجلت خلال العام الماضي أكثر من 150 ألف طالب لجوء من أفغانستان، ليحتلوا بذلك المرتبة الثانية بعد السوريين في عدد طالبي اللجوء.
وشهد عدد اللاجئين الأفغان في ألمانيا بذلك ارتفاعا هائلا خلال عام 2015، وذلك مقارنة بعام 2014 الذي بلغ فيه عدد الأفغان الذين تقدموا بطلبات لجوء في ألمانيا نحو 9700 أفغاني.
وكان دي ميزير ذكر في أكتوبر الماضي أن هذا الارتفاع الكبير في أعداد اللاجئين الأفغان لا يمكن قبوله، مضيفا أن الجنود والشرطة الألمانية يساهمون في استتباب الامن في أفغانستان، علاوة على المساعدات التنموية الكبيرة التي تقدمها ألمانيا لأفغانستان، مشيرا إلى استقرار الاوضاع الامنية في بعض الاقاليم الافغانية،، وأنه من المنتظر لذلك أن يبقى الأفغان في بلدهم.
وتعتزم الحكومة الألمانية خفض عدد طالبي اللجوء الأفغان وإعادة المزيد منهم إلى بلدهم.

تكلفة عالية
و أظهرت دراسة حديثة أن الدولة الألمانية ستتكبد نحو 50 مليار يورو خلال العام الجاري والمقبل لتغطية نفقات الإقامة والرعاية ودورات الاندماج وتعليم اللغة الألمانية للاجئين.
وذكرت صحيفة "راينيشه بوست" الألمانية الصادرة امس الاثنين استنادا إلى الدراسة التي أجراها معهد كولونيا للاقتصاد الألماني أنه من المتوقع أن تبلغ تكلفة استقبال اللاجئين في ألمنايا العام الجاري نحو 22 مليار يورو.
وأظهرت الدراسة أنه إذا ارتفع عدد اللاجئين إلى 2ر2 مليون لاجئ فإن التكاليف سترتفع العام المقبل إلى 6ر27 مليار يورو.
وأوضح المعهد أنه في حال تحقق هذه التوقعات فإن وزير المالية الألماني فولفجانج شويبله ربما لن يستطيع إقرار موازنة بدون ديون جديدة بحلول عام .

تحالف قومي
من جانبه طالب نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، زيجمار جابريل، بتأسيس تحالف قومي لإدماج اللاجئين في المجتمع الألماني.
وقال جابريل، الذي يشغل أيضا منصب وزير الاقتصاد، في تصريحات لشبكة التحرير الألمانية التي تضم أكثر من 30 صحيفة امس الاثنين: "إننا بحاجة الآن إلى تحالف من أجل ألمانيا: اقتصاد قوي ومجتمع إنساني متضامن ودولة نشطة تهتم بالأمن العام والتعليم والتضافر الاجتماعي".
وأوضح جابريل أن الأمر هنا لا يدور فقط حول اللاجئين، بل أيضا حول الاستثمارات الاجتماعية والنمو المجتمعي للبلد بأكمله، وقال: "كل هذا يتكلف أموالا، لكنه سيتكلف المزيد إذا لم ندمج اللاجئين. لا ينبغي لنا السماح بنشوء مجتمعات موازية جديدة".

تهديد
وهددت وزيرة العمل الألمانية أندريا ناليس اللاجئين غير الراغبين في الاندماج بتقليص المعونات التي يحصلون عليها.
وكتبت ناليس في مقال بصحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج" الألمانية الصادرة امس الاثنين: "من يأت إلى هنا ويبحث عن الحماية لدينا ويريد بدء حياة جديدة يتعين عليه الالتزام بقواعدنا وقيمنا... من يبد عدم رغبته في الاندماج فإننا سنقلص معوناته. أرى أنه يتعين ربط المعونات بالالتزام بدورات تعلم اللغة الألمانية والقواعد الأساسية للعيش المشترك لدينا".
وذكرت ناليس أنه يتعين على كل فرد في ألمانيا يطلب المساعدة، بصرف النظر عن أصله العرقي، أن يبذل كل ما في وسعه ويوظف المتاح لديه من مال وعمل في المجتمع، موضحة أن هذا ينطبق أيضا على اللاجئين.
وأضافت الوزيرة أن من يرد بدء حياة جديدة في ألمانيا كمهاجر من خارج الاتحاد الأوروبي عليه أن يستقل ماديا و"ألا يعتمد في البداية على المساعدات الاجتماعية"، وكتبت: "المحليات لا يمكنها تقديم دعم غير محدود للمهاجرين المُعدمين من خارج الاتحاد الأوروبي. هذه أيضا لم تكن فكرة الانتقال الحر في الاتحاد الأوروبي، والتي تعتبر من أكبر انجازات الاندماج الأوروبي".

مساعدات سخية
في نفس الوقت ذكر وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أن من مصلحة المجتمع الدولي تقديم مساعدات سخية لمخيمات اللجوء التابعة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط.
وقبل انعقاد مؤتمر المانحين من أجل سورية في لندن الخميس المقبل، قال شتاينماير في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية الصادرة امس الاثنين: "لا ينبغي أن يحدث مطلقا أن يتراجع مخزون المواد الغذائية في مخيمات اللجوء إلى النصف مثلما حدث العام الماضي ويتضور الناس جوعا ويتجمدون من البرد لأن الأموال نفدت من المساعدين".
وأكد شتاينماير ضرورة التخطيط منذ البداية لتغطية الاحتياجات الضرورية للحياة، موضحا أن هذا ليس مطلبا أخلاقيا فحسب، وقال: "من مصلحتنا أيضا ألا يضطر اللاجئون إلى التوجه إلى أوروبا لأن الحياة في المناطق المقيمين فيها لم تعد ممكنة".
وبناء على دعوة من ألمانيا وبريطانيا والنرويج والأمم المتحدة، تستضيف لندن يوم الخميس المقبل أكثر من 70 مسؤولا حكوميا، من بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لجمع المزيد من المساعدات للسوريين.